فيروز صوت لبنان
فيروز صوت لبنان


منير الوسيمي: فيروز حالة غنائية فريدة لن تتكرر لهذا السبب

أخبار النجوم

الخميس، 27 أكتوبر 2022 - 05:32 م

ندي محسن

تحقيق النجاح والشهرة سهلاً، لكن التحدي في الاستمرارية، وعلى مدار 7 عقود استطاعت فيروز أن تتربع على عرش الغناء في لبنان والوطن العربي، ولم تهتز مكانتها يوماً، بل ظل بريقها كالضوء الساطع الذي لا يخفت.. خطفت قلوب الجماهير العربية كِباراً وصِغاراً بعذوبة صوتها وإحساس كلماتها التي لمست الجميع في عصر لا يعرف لـالتريند طريق، وما إن تُعلن عن عمل غنائي جديد حتى يشتعل حماس جمهورها الذي لا يمل من انتظارها حتى وإن تغيبت عنهم بالسنوات.. في السطور التالية يتحدث عدد من الموسيقيين عن سر تفردها واستمراريتها على مدار عقود طويلة

عن سيدة الجبل وصوت لبنان الخالد، يقول الموسيقار منير الوسيمي: “فيروز حالة غنائية فريدة لن تتكرر، أدت رسالتها الفنية بنجاح كبير وبُحب جماهير غفيرة في العالم العربي بأكمله، وذلك ليس فقط بسبب تمتعها بصوت ساحر ونقي أشبه بقطرات المياه العذبة، لكنها فرضت إحترامها على المُستمع العربي بتقديم فن راقِ ونظيف من حيث الكلمة، اللحن، التوزيع، والأداء، ونجد الجمهور الذي يستشعر الفن الجيد يستمع لها بإنصات ويُقدم احترامه لهذه الحالة الفنية ويُقدرها”. 

ويضيف الوسيمي: “إذا تحدثنا عن إمكانيات صوتها، فالصوت إما رأسي أو أفقي، والرأسي يعني الطبقة الصوتية التي تتسع لجميع الأصوات إن كانت الغليظة، الحادة، الناعمة، وغيرها، أما الأفقي يعني المساحة الصوتية التي تشمل المقامات والأجناس الموسيقية، وهي مُتمكنة بشكل كبير من الطبقة والمساحة معاً، بل تؤدي المقامات والأجناس الموسيقية إن كانت الشرقية أو الغربية بطريقة أكثر من رائعة، ناهيك عن احساسها العالي بمعاني الكلمات، ويتضح هذا من خلال غنائها للقصائد التي تحمل لحظات حب، فراق، اشتياق، انفعال، وغيرها من المشاعر الإنسانية التي تُترجم بإحساسها العالي وبطريقة تجعل المُستمع يتأثر بحالة الأغنية وإن كانت لا تمسه بشكل شخصي”.

ويستطرد: “فيروز انفتحت على جميع الثقافات بحكم تعاونها المُثمر مع الأخوين رحباني، تلك العائلة الفنية التي كانت تتمتع بدرجة عالية من الثقافة، الوعي، واستيعاب الشعر ومعاني وقيمة الكلمة، كذلك الألحان التي كانت تُوزع وتُنفذ موسيقياً بطريقة رائعة، وتميزوا برسالتهم الفنية القائمة على الفكر، الاحترام، الجدية، لذلك إحتلوا مكانة كبيرة بقلوب الجماهير العربية، وتركوا بصماتهم المؤثرة على الموسيقى حتى اليوم، وإلى جانب تعاونها مع الأخوين رحباني، غنت فيروز أيضاً لملحنين آخرين من لبنان، كما غنت من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، بل طورت الموسيقى الشرقية وقدمتها بتناول فني حديث، ولم تعتمد على الشكل التقليدي منها، كما قدمت ألحاناً لأغنيات عالمية، وحققت من خلالها نجاحاً كبيراً، لتبقى فيروز عظيمة”.

“كان حلم حياتي إني أشتغل معاها”.. بهذه الكلمات بدأ الموسيقار رضا رجب حديثه عن السيدة فيروز قبل أن يُضيف: “كان لي شرف اللقاء بالسيدة فيروز من خلال الحفل الذي أحيته على مسرح الصوت والضوء عام 1989، إذ إنني كنت أحد أفراد الفرقة الموسيقية تحت قيادة المايسترو يوسف الحاج، وتم ترشيحي للمشاركة من جانب الموسيقار ميشيل المصري، ولم أكن أُصدق أو أتخيل إنني سألتقي بها حينها”.

وعن ذكرياته مع الحفل يقول: “أذكر ذات مرة أثناء تأدية أحد البروفات، كانت فيروز تُغني أحد القصائد، ومن شدة إعجابي بصوتها وأدائها، تركت آلة الكمنجة التي كنت أعزف عليها، وسرحت مع أدائها بتركيز شديد حتى أنها لاحظت قوة تركيزي معها وإنصرافي عن العزف، لذا وجهت لي سؤالاً بعد انتهائها من الغناء قائلة: (شو فيك يا أستاذ؟!)، فأجبت: (أنا منبهر من اللي بسمعه، عمري في حياتي ما سمعت غُنا بالبراعة دي)، والحقيقة فأنه من المفترض أن الآلة الموسيقية هي التي تُعبر عن صوت المطرب أو المطربة، لكن صوتها الساحر وأدائها المُتناغم كان يُغني عن أي آلة”.

ويُتابع: “فيروز تتميز بأسلوب وأداء غنائي مُنفرد حتى أن صوتها وإحساسها يُضيف ويزيد للحن جمالاً، فكما نقول (صوت له شخصية)، ورغم أن إمكانيات الصوت تقل تدريجياً بحُكم السن، إلا أن صوتها كان ومازال يُشع جمالاً ورونقاً، لذا الجمهور مازال ينتظر أعمالها المُميزة بحماس، وأعتبر إنني من المحظوظين اللذين استمتعوا بعظماء الفن إن كانت فيروز، أو أم كلثوم التي قدمني لها الموسيقار الكبير بليغ حمدي”.

أما الموسيقار صلاح الشرنوبي يقول: “السيدة فيروز من المطربات القلائل اللاتي حققن شهرة ونجومية وصلت إلى العالمية، وذلك بفضل تعاونها مع الرحابنة، إذ أن شعرهم، ألحانهم، توزيعاتهم، وموسيقاهم المُميزة تخطت حدود الوطن العربي، حتى بعد رحيلهما، لم يخفت نجمها، وظلت الضوء الذي لا يستطيع أحد حجبه، إذ استكملت مسيرة نجاحها مع نجلها زياد الرحباني الذي أضاف لها الكثير بفضل موسيقاه، بالإضافة إلى أنهما تعاونا على إعادة نشر أغنياتها القديمة بقوالب موسيقية جديدة ومُعاصرة، وأُحييهم على هذا الفكر، التألق، والنجاحات”.

ويستكمل: “لعل سر استمرارية نجوميتها وتربعها على عرش الموسيقى والغناء في لبنان والعالم العربي حتى يومنا هو صوتها الساحر القادر على غناء جميع القوالب الموسيقية، إن كان شرقي، غربي، شعبي، وطني، وهي استطاعت تحقيق النجاح بجميع هذه القوالب، بل قدمتهم بإحترافية، ولدينا أمثلة لمطربات آخريات مَمن يمتلكن هذه الحالة الفنية، منهن ماجدة الرومي وعفاف راضي، بالإضافة إلى أنها أثرت الساحة العربية بأعمالها الغنائية والتمثيلية”.

ويُتابع: “من أهم العوامل التي ساعدتها على الاستمرارية هو حسن إختيارها لتوقيت ظهورها على الساحة الإعلامية، فلا تظهر إلا نادراً، وهو ما حافظ لها على شخصيتها ولم تتأثر نجوميتها، وظلت ساطعة، وإمتلكت قلوب الجماهير في العالم العربي بإحترامها لفنها”.

أقرأ أيضأ : فيروز تستقبل الخريف بـ «أخر أيام الصيفية»


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة