كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: حقيقة الأوضاع

كرم جبر

الجمعة، 28 أكتوبر 2022 - 04:40 م

من التعليقات السلبية التى تنال الأوضاع فى مصر، نطلق عليها الاتجاه المعاكس للحقيقة، وتنشرها الكتائب الإخوانية والمواقع المعادية للبلاد، رغم أن المؤتمر الاقتصادى وحوارات الرئيس المتعددة، شرحت كل الحقائق بصراحة مطلقة، ووضعت الصورة كاملة أمام الرأى العام ليعرف حقيقة الأوضاع فى بلاده.

أولاً: الإيرادات لا تغطى النفقات، ويوجد عجز كبير بين الاثنين، وهذا يضع الحكومة أمام تحديات صعبة لاختيار أفضل البدائل، دون القدرة على تلبية كل الاحتياجات.

ثانياً: أصبح راسخاً فى النسق الفكرى مقولة «اللى ملوش أهل الحكومة أهله» وهى عبارة وردت على لسان راقية إبراهيم فى فيلم «زينب» للأديب الكبير الدكتور محمد حسين هيكل سنة 1927.

وهذا معناه: إلقاء المسئولية كاملة على كاهل الحكومات المتعاقبة، فهى سبب كل شيء ابتداء من زيادة النسل حتى أنبوبة البوتاجاز والبيض والفواكه والخضراوات، دون أن يسأل أحد نفسه عن حدود المشاركة الشعبية فى تحمل جزء من هذه الأعباء.

ثالثاً: انعدمت تماماً المبادرات بكل أنواعها لمساندة الحكومة فى الأزمة الراهنة، سواء من الناس أو رجال الأعمال والمستثمرين أو اتحادات الغرف التجارية وغيرها، سواء للتيسير على الناس أو لضبط الأسعار أو للقيام بأى شيء.
واقتصر الأمر على التضخيم والتهويل والتشويه ومحاولات ضرب الثقة بين الناس والحكومة، ولم ينظر أحد  للجهود الضخمة لتلافى تردى الأوضاع.

رابعاً: يحجم القطاع الخاص والمستثمرون عن القيام بدورهم فى مشاركة الحكومة أنشطتها ومشروعاتها، بعد انتهائها بالكامل، ويقتصر الأمر على الشكوى من التعقيدات وطلب مزيد من الامتيازات والتسهيلات.

والحل هو الإسراع بتشكيل لجنة المتابعة التى أقرها المؤتمر الاقتصادي، وعرض ما يتم تنفيذه على الرئيس مرة كل ثلاثة شهور، ومؤتمر سنوى لبحث ما تم إنجازه خلال عام، وأن تكون حوارات اللجنة وقراراتها أمام الرأى العام على الهواء مباشرة.

خامساً: آن الأوان لوضع خطة عاجلة لتقليل الاستيراد لكبح جماح الدولار، ولو استغرق تنفيذها عاما أو أكثر، فالمهم ألا يستمر تدهور الجنيه، وما حدث يوم الخميس الماضى من الارتفاع المفاجئ ساهم كثيراً فى الارتباك الذى يحدث فى سوق العملة.

سادساً: لا يهمنا ارتفاع سعر الدولار، ولكن كبح التضخم وضرب الجشع والاستغلال، والتحكم فى الأسعار ومنع انفلاتها أكثر من ذلك.
اما علاوة 300 جنيه والحزمة الاقتصادية الاخيرة ومحاولات تشويهها، تؤكد أن الأيام القادمة تحتاج وعياً كاملاً بما يجرى حولنا، وكشف محاولات نشر الفوضى واستدعاء شعارات وسياسات قديمة، ليس بغرض الإصلاح والتصويب ولكن لبث مزيد من اليأس والإحباط بين الناس.

لن يستفيد أحد من الفوضى إلا الكارهين والمتربصين وأهل الشر، ولن تؤدى إلا إلى مزيد من الفقر والضياع والانهيار، فى ظروف شديدة الصعوبة يعانى منها العالم كله.
 فى الدول الغربية وأى عالم مستنير يضع الأمور فى نصابها الصحيح، أما عندنا فكل الأزمات تتحملها الحكومة، ويحلو للبعض أن يرفعوا رايات الشعارات وكأن الأمر لا يعنيهم فى شىء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة