كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

احترام حقوق الآخرين

كرم جبر

السبت، 29 أكتوبر 2022 - 08:39 م

إذا تحدثنا عن مكارم الأخلاق، ففي حياتنا كثير من المساوئ التي تتنافى مع سماحة الاسلام وخلق الرسول الكريم، ولو اتبعنا سيرته لانصلحت أمور كثيرة.

فالمسلم الحقيقي لا يكذب ولا يسب ولا يغتال ولا يشوه الآخرين ولا ينال من سمعتهم، وفي حياتنا تتعدد الصور والحكايات، ولا تكاد تجد أحدا إلا ويشكو من مساوئ الأخلاق، وانحدار القيم والمبادئ والسلوك.

خذ مثلاً بمواقع التواصل الاجتماعي ، وفى مصر اكثر من 70 مليون صفحة فيس بوك ، تحول بعضها إلى منصات ضد القيم الاخلاقية والدينية ، وفى هذا الفضاء الفسيح المترامى ، تتعدد وقائع السب والقذف والتطاول ..

والحل هو: تفعيل النصوص الجنائية المغلظة فى القوانين، فيشعر المخطئ بالردع والمساءلة ،دون المساس بحرية الرأى والفكر ، بل حمايتها وتحصينها واحترام حقوق الآخرين وصون سمعتهم وأعراضهم .

● ● ●

لم ينصف التاريخ الملك فاروق ،وحذف اسمه من المناهج الدراسية والأفلام السينمائية، ونُعت بـ «الفاسد» .. والرئيس عبدالناصر ظلم كثيرا حيا وبعد وفاته، وفُتحت ملفات التعذيب ومراكز القوى ومذبحة القضاة، وأفلام تثير الفزع مثل «إحنا بتوع الاتوبيس»، و«البرىء»، و«الكرنك» .. والرئيس السادات، ظلم نفسه وظلمه خصومه، وأخطأ بإخراج الإخوان من السجون فقُتل على أيديهم فى المنصة .. والرئيس مبارك تعرض لظروف صعبة وقاسية ومحاكمات طوية حتى حصل على البراءة.. التاريخ وحده هو الذى ينصف حكام مصر من ظلم بعض المصريين .

● ● ●

الحرب ضد الإرهاب تبدأ بإيقاظ العقول وحمايتها وصيانتها وتطهيرها أولاً بأول من الأفكار التكفيرية والفتاوى التحريضية ، فوراء كل أصبع يدوس على الزناد عقول تحرض تتآمر وتخطط .

الخطاب الدينى الصحيح يجب ان يواجه عمليات العبث بالعقول ،فمصر دولة مسلمة ولا يستطيع أحداً أن يزايد على تدين شعبها، وربطها بحزام التشدد والانغلاق هو مكمن الخطر.

لا تستهينوا بانتشار أفكار التطرف والغلو ، فهى تهيئ بيئة صالحة للسيطرة على عقول الناس ، وبعضها يتخذ قوالب عصرية للتسلل إلى الشباب بأفكارهم ولغتهم ومظهرهم وثقافتهم ، ونماذج تتمسح فى التحضر والشياكة والتطور.. وكل هذا ليس عيباً، إلا إذا كان ضمن منظومة صناعة التطرف والإرهاب.
وأتمنى للمصريين أن يحفظهم الله من كل شر،المصريون الصابرون والراضون بالحلوة والمرة، لأنهم مؤمنون تماماً بأن أربعة جدران تحميهم أفضل من كل كنوز الدنيا، وبلدهم والحمد لله ليست أربعة جدران فقط وإنما واحة أغدق الله عليها كثيرا من النعم.

أتمنى أن يحفظ الله مصر، وتبقى دائماً مرفوعة الهامة والقامة، قوية ومتعافية ،كريمة وقادرة ولا تمد يدها لعدو أو حبيب.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة