صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«زعيم تكتل عربي» يلعب دور «صانع الملوك» في انتخابات الكنيست الإسرائيلي

أحمد نزيه

الأحد، 30 أكتوبر 2022 - 03:02 م

تعيش إسرائيل هذه الأيام على وقع انتخابات تشريعية جديدة للكنيست الإسرائيلي، الذي سيحمل الرقم 25 في تاريخ دولة الاحتلال.

ووسط أزمة سياسية طاحنة مستعصية في الداخل الإسرائيلي، لم تجد أربعة استحقاقات انتخابية متلاحقة لها حلًا إلى الآن، يبرز مصطلح "صانع الملوك"، الذي قد يهدي أحد المعسكرين فرصة على طبق من ذهب لتشكيل الحكومة المنبثقة على الكنيست المنتخب.

ويتألف الكنيست الإسرائيلي من 120 نائبًا، ويجب على الحزب أو التحالف الانتخابي أن يصل إلى الرقم الذهبي، وهو "61"، كي يتمكن من تشكيل الحكومة الإسرائيلية.

وفي ظل استطلاعات الرأي الحالية، لا يوجد تحالف قادر حتى الآن على بلوغ هذا الرقم بمفرده، ما يفرض عليه محاولة استقطاب حزب أو تكتل إلى ائتلافٍ حاكمٍ، وهنا يطفو مصطلح "صانع الملوك" في الانتخابات الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا: خاص| خبير بالشؤون الإسرائيلية: تشكيل حكومة بشكل مريح أمر صعب.. ونتنياهو الأقرب 

وفي الانتخابات الماضية لعب نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا" آنذاك دور صانع الملوك، بل تخطى ذلك الدور، وفرض نفسه رئيسًا للحكومة الإسرائيلية بالتناوب مع شريكه في الائتلاف الحاكم يائير لابيد.

وقبلها، كان أفيجدرو ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني العلماني هو من يلعب دور صانع الملوك خلال أول 3 استحقاقات انتخابية خلال السنوات الأخيرة.

عربي صانع الملوك

ورأى أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن منصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة، هو من سيلعب دور صانع الملوك في انتخابات الكنيست المقبلة.

وقال الرقب، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، "بالطبع العرب رغم أنهم أقلية إلا أنهم رمانة الميزان وخاصة القائمة العربية الموحدة التي يقودها منصور عباس، والذي لا يمانع من الدخول في أي ائتلاف".

وحول قدرته على تجاوز نسبة الحسم، قال الرقب: "كتلته التصويتية (منصور عباس) ثابتة خلال الجولة الانتخابية الماضية والاستطلاعات الحالية وبالتالي حزبه ثابت على 4 مقاعد، وهي ما يحتاجها (بنيامين) نتنياهو ولكن نتنياهو يصنفه خائن لأنه ذهب لائتلاف مع (يائير) لابيد و(نفتالي) بينيت".

وأشار الرقب أيضًا إلى أنه يتوقع أن تنجح القائمة العربية المشتركة بدورها في تجاوز نسبة الحسم، والحصول على 4 أو 5 مقاعد داخل الكنيست.

انتخابات خامسة

وتجري إسرائيل، يوم الثلاثاء المقبل 1 نوفمبر، خامس انتخابات للكنيست الإسرائيلي في غضون ثلاث سنوات ونصف العام، وسط استمرار أزمة سياسية داخلية طاحنة في دولة الاحتلال.

وجرى حل الكنيست الرابع والعشرين في تاريخ دولة الاحتلال، نهاية شهر يونيو المنصرم، بعدما عجز الائتلاف الحاكم، الذي بُني على قاعدة "هشة" من تمرير القوانين أو القيام بدوره في ظل فقدانه الأغلبية.

واتفق نفتالي بينيت وشريكه في الحكم يائير لابيد حينها على حل الكنيست الإسرائيلي والذهاب نحو انتخابات مبكرة جديدة، مع تنفيذ اتفاق تناوب الأدوار بين الاثنين، الذي كان يُفترض أن يكون في 23 نوفمبر من العام المقبل، ولكن تم تنفيذه بشكل مسبق وأصبح يائير لابيد رئيسًا للحكومة الإسرائيلية.

والائتلاف الحكومي الذي شكله بينيت رفقة لابيد، ضمّ أطياف سياسية من اليمين إلى اليسار مرورًا بالوسط، اجتمعت رغم خلافاتها الأيدلوجية على تشكيل حكومة لوضع حدٍ لحقبة بنيامين نتنياهو الثانية في حكم إسرائيل، والتي دامت بين 31 مارس 2009، وحتى تشكيل الحكومة الجديدة في 13 يونيو من العام الماضي، بعد حقبة أولى بين عامي 1996 و1999، ليكون بذلك أطول رؤساء وزراء إسرائيل من حيث مدة الحكم على مدار التاريخ، متفوقًا على دافيد بن جوريون، أول رئيس وزراء في تاريخ دولة الاحتلال.

ولكن مع مرور نحو عام على تشكيل هذه الحكومة سقطت هذه الحكومة، بعدما تعرضت لتصدعات كان أبرزها خروج عيديت سليمان، النائبة في الكنيست عن حزب "يمينا"، الذي يتزعمه بينيت، من الائتلاف الحاكم في منتصف أبريل الماضي، ما أفقد الحكومة الأغلبية داخل الكنيست (نسبة الـ"50%+1")، والمقدرة بـ61 من أصل 120 نائبًا، وجعلها عاجزة عن تمرير أي مشروع قانون وعرضة للسقوط في أي وقت، وهو ما حدث في النهاية.

وأجرت إسرائيل منذ أبريل عام 2019 أربعة استحقاقات للكنيست، بدايةً من 9 أبريل من ذلك العام، ثم 17 سبتمبر من نفس العام، ثم 2 مارس عام 2020، وأخيرًا في 23 مارس من العام الماضي.

ولم تسفر أي من الانتخابات الأربعة الماضية عن نتائج واضحة وحاسمة فيما يتعلق بالمشهد السياسي، ما أدخل إسرائيل في أزمة سياسية طاحنة نتيجة تشكيل حكومات "هشة" لا تستند على دعمٍ قويٍ داخل الكنيست، وأصبح أي انشقاق بسيط داخل الائتلاف الحكومي يهدد بانهيار الحكومة بأسرها، وهو ما حدث في أكثر من مناسبة على مدار الثلاث سنوات الماضية.

ويشترط على أي حزب أو تكتل سياسي لدخول الكنيست تجاوز نسبة الحسم، والتي تبلغ 3.25% من أصوات الناخبين. وأي حزب لا يصل لهذا العدد من الأصوات في الانتخابات، لن يتمكن من التمثيل داخل الكنيست ولو بمقعد واحد. 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة