جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

لبنان الجميل.. يستحق الأفضل

جلال عارف

الأحد، 30 أكتوبر 2022 - 07:07 م

ليس جديداً فى لبنان أن تنتهى مدة ولاية رئيس الجمهورية دون انتخاب الرئيس الجديد كما يحدث الآن مع رحيل الرئيس ميشال عون. لكن الوضع هذه المرة يختلف كثيراً.. فى السابق كانت الدولة تحتفظ بشىء ولو قليل من القدرة على تجنب الانهيار الكامل، وكانت الطبقة السياسية تجد وسيلة لتجنب الفراغ الكامل بتمديد فترة الرئيس المنتهية ولايته لحين الاتفاق على من يخلفه وبوجود حكومة يكفل لها الدستور أن تقوم بمهام رئيس الجمهورية إذا شغر المنصب لحين الاتفاق على الرئيس الجديد.. أما الآن فلا شىء إلا الفراغ!!


انقسام الطبقة السياسية منع مجلس النواب من اختيار الرئيس الجديد فى الموعد القانونى. وميشال عون حرص قبل رحيله على ألا تكون هناك حكومة دستورية تمنع فراغ الحكم، وأصدر قبل ساعات من نهاية ولايته قرارا باعتبار حكومة ميقاتى مستقيلة بعد أن استمر الخلاف بينه وبين رئيس الحكومة لشهور حول تشكيل حكومة جديدة.


الكارثة أن كل ذلك يحدث فى بلد أفلس اقتصاديا ووقع ٨٠٪ من مواطنيه فى دائرة الفقر، وانهارت بنوكه بعد إهدار أموال المودعين. لكن يبدو أن إفلاس الطبقة السياسية أكبر بكثير.


لم يهزها الانهيار المالى، ولا انفجار مرفأ بيروت، ولا انتفاضة ملايين اللبنانيين ضد فساد الحكم وطلباً للإصلاح والتى تآمر الجميع عليه ليبقى لبنان أسير طبقة سياسية انتهت صلاحيتها وميدانا لصراعات القوى الأجنبية على أرضه، ليقف لبنان اليوم.. بلا رئيس، ولا حكومة، ومع برلمان مازال - فى معظمه - يمثل نفس القوى السياسية التى أوصلت لبنان إلى الفراغ ووضعته على حافة الانهيار الكامل.
قد تجبر الظروف «الاخوة الأعداء» أن يتفقوا على رئيس جديد لن يأتوا به لإنقاذ لبنان، بل لإنقاذ طبقة سياسية انتهى عمرها الافتراضى ومازالت ترفض الاعتراف بذلك. لبنان الجميل يستحق الأفضل بكل تأكيد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة