خالد رزق
خالد رزق


مشوار

ماسك والطريق لما بعد بوتين

خالد رزق

الأحد، 30 أكتوبر 2022 - 07:42 م

الذين يأملون فى أن من سيخلف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى حكم بلاده سيكون أكثر ميلاً للغرب هم على خطأ والأشخاص الذين يرغبون فى عزل بوتين ينطلقون من اعتقاد خاطئ بأن من سيخلفه سيكون أكثر ميلا للسلام أو الفلسفة الغربية، لكننى أعتقد أن هذا غير مرجح، فالكرملين ليس أولمبياد الرجال اللطفاء، بهذه الكلمات المحددة المحدودة فند الملياردير والمخترع الأمريكى إيلون ماسك رئيس شركة سبيس إكس الدعوات التى انتشرت فى الإعلام الأمريكى على ألسنة عدد من السياسيين والنافذين بالإدارة الديمقراطية والتى تروج لفكرة أن بوتين وحده هو من يشكل حجر عثرة أمام تحول روسيا إلى كيان يمكن ضمه إلى المعسكر الغربى.


وبكلماته تلك كشف ماسك وهو الرجل القادم من عوالم التكنولوجيا والاستثمار البعيدة عن السياسة، مبلغ السذاجة التى تصل حد البلاهة التى تتحكم وتحكم عقل سياسيين عتاة فى الولايات المتحدة، ذلك أن بوتين ورغم كاريزمته وشخصيته الفذة التى أهلته للعب الدور، فإن الأهم فى بلاده مرحلة العودة إلى الصعود فى أعقاب انحلال الاتحاد السوفيتى، هو واقع الواجهة المعبرة عن المؤسسات الروسية، التى أفرزته وكان قرارها الذى تصدى بوتين لتنفيذه هو استعادة مجد روسيا و التوازن العالمى الذى لا يمكن ضمانه فى ظل عالم أحادى القطب تهيمن عليه أمريكا.


والثابت الذى يغفله الساسة الأمريكيون أن مؤسسات روسيا اليوم استوعبت دروس الماضى غير البعيد بمعيار الزمن وأنها أبداً لا تحكمها نفس القواعد التى حكمت المؤسسات السوفيتية فى مرحلة ما قبل الانهيار الكبير، والقاعدة الحاكمة الأهم لعملها فى زمننا هى الالتزام بالمبادئ الوطنية المستقرة وليس بما يمليه عليها رئيس وإنما الحادث هو العكس، فالرئيس وأياً كان شخصه لن يكون سوى معبرعن هذه المبادئ وهذه ليس منها التنازل عن شرقية الفكر الروسى المضاد بالضرورة لما يمثله الفكر الغربى الأشد انحلالاً والمحكوم بقواعد الرأسمالية المطلقة. كلام الساسة الأمريكيين الذى رد عليه ماسك فتح الباب أمام تساؤلات حول تصورات هؤلاء عن الطريق المطلوب للانتقال من مرحلة بوتين إلى من يأتى بعده.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة