عاطف زيدان
عاطف زيدان


كشف حساب

فيه حاجات غلط!

عاطف زيدان

الأحد، 30 أكتوبر 2022 - 08:11 م

أشعر بالضجر والتوتر والنفور، مما تعج به بعض القنوات الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعي، من انفلات أخلاقى. هذا لا ينطق إلا كذبا وسبا وخوضا فى أعراض الآخرين، وذاك لايفوت «بوستا» لنجم أو نجمة فى أى مجال على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا ويعلق بكل ما يحمل الحقد والغل والكراهية، ويجسد نفسا مريضة. وبين هذا وذاك، أفلام وأعمال درامية، تنشر العنف والبذاءة والسلوكيات المنحرفة، وحوادث صادمة، تقشعر لها الأبدان. أب يتخلص من أطفاله،

وأم تخنق صغارها وتلقى جثثهم فى الترعة، وابن يقتل أمه، وآخر يلقى بها فى الشارع إرضاء لزوجته، وثالث يضرب والده. وجرائم قتل لأسباب تافهة، بين زملاء عمل أو جيران. وظواهر بلطجة وتحرش، هنا وهناك، جعلت السير فى الشارع لأى شخص خاصة الفتيات، محفوفا بالمخاطر. حاجات غلط، لا حصر لها، تزداد انتشارا، ولا نملك حيالها سوى عض أو مصمصة الشفاة، والتحسر على أيام زمان، حيث الاحترام المتبادل وحسن الخلق والكلمة الطيبة والصدق والتسامح والمشاركة فى السراء والضراء، والالتزام بالقيم الدينية فى التعامل بين الناس جميعا خاصة الزملاء والأقارب والأصدقاء والجيران. وسط كل هذا جاءت مبادرة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية «أخلاقنا الجميلة» ، لتعيد الأمل من جديد فى نفوسنا، لإحياء القيم والأخلاق الحميدة المستمدة من الأديان السماوية والتراث الحضارى العريق التى كانت تميز أهل مصر بين الأمم. مبادرة «المتحدة» خطوة على الطريق لابد أن تواكبها جهود كبيرة من المسجد والكنيسة والبيت والمدرسة حتى تؤتى أكلها، مع ضرورة تفعيل القوانين، وتعديل التشريعات، إذا تطلب الأمر، لمعاقبة الخارجين عن الإطار القيمى والأخلاقى، وردع كل من تسول له نفسه اختراق الدستور الأخلاقى الذى يجب أن يجمعنا جميعا.

الحلم بمجتمع متحاب، متسامح، يسوده الحب والوئام والعدل والاحترام، والأخلاق الحميدة ليس مستحيلا، إذا توافرت الإرادة الجماعية. فلنجعل مبادرة «أخلاقنا الجميلة» إشارة انطلاق لماراثون جماعى، يضمنا كأفراد ومؤسسات دينية وتعليمية وإعلامية، للقضاء على كل ماهو «غلط» ، فى بلادنا. لتعود مصر الحلوة،التى عشناها وأبناء جيلى صغارا، ونتمنى أن يذوق طعمها الحلو الأبناء والأحفاد إن شاء الله. وتحيا مصر الحلوة .

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة