الإثنين، 31 أكتوبر 2022 - 02:05 م

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق القمة العالمية للمناخ cop 27 التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 6 لـ 18 نوفمبر، بمشاركة 179 دولة وأكثر من 30 ألف مندوب حول العالم.

وقبل انطلاق القمة العالمية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ، تقوم مصر في ضوء رئاستها للقمة هذا العام، بجهود ضخمة ومبادرات كبرى على قدم وساق للخروج بأفضل المفاوضات للحد من التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.

وكعادتها مصر تضع الشباب على رأس أولوياتها وأجندتها، وذلك ما دفع الرئيس المعين لقمة المناخ cop 27 وزير الخارجية سامح شكري، لتعيين مبعوث للشباب لأول مرة في تاريخ المؤتمر. 

وقبل انطلاق المؤتمر بـ 6 أيام أجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارًا مع الدكتورة أمنية العمراني أول مبعوث للشباب في تاريخ الـcop ، وإلى نص الحوار:

في ضوء اختيارك كمبعوث للشباب في cop 27.. ما هي توصيات الشباب وتطلعاتهم من القمة؟

الشباب هم أكثر فئة عمرية تتأثر وسوف تتأثر بالتغيرات المناخية، ونحن أكثر فئة لديها إيمان بخطورة تغير المناخ، والخطوات الفعالة التي نحتاجها للحفاظ على صحتنا وصحة الأجيال القادمة ومستقبلهم.

أما عن تطلعات الشباب في cop 27، أن يختلف دور الشباب هذا العام عما سبق، وأن يصبح الشباب فعالًا بشكل أكثر، ويشارك في صنع القرار، لنقدم سياسات تصل بنا لآليات التنفيذ، ليتخطى العالم مرحلة الوعود.

كيف يستعد الشباب المصري لقمة المناخ cop 27؟

يستعد الشباب لقمة المناخ 2022، بعقد مؤتمر للشباب على هامش القمة، وهي المرة الأولى التي يعقد بها مؤتمر للشباب على هامش مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية.

ومن المقرر أن يعقد مؤتمر تغير المناخ للشباب COY لمدة 3 أيام، خلال الفترة من 2 لـ 4 نوفمبر المقبل، وتم دعوة شباب من أكثر من 100 دولة حول العالم.

ويهدف المؤتمر لتمكين الشباب وبناء قدراتهم، بعقد العديد من ورش العمل والجلسات، للخروج ببيان الشباب العالمي لعرضه وتقديمه على رئاسة مؤتمر المناخ cop 27.

ما الدور المنوط على الشباب للتوعية في مواجهة التغيرات المناخية؟

يجب إدراج «تغير المناخ» في المناهج الدراسية للمدارس والجامعات، وبالفعل تم ذلك في جامعة عين شمس بإلزام جميع الكليات بإدخال «تغير المناخ» في المناهج لتصبح أول جامعة مصرية تضيف «تغير المناخ» في مناهجها للدارسين.

وقالت العمراني إن الجامعة البريطانية بمصر قامت بعمل محاكاة عن الـ cop لمدة 3 أيام، بمشاركة أكثر من 200 طالب حول العالم، كما قامت بتنظيم تدريب على مدار أسبوعين للشباب عن كيفية المشاركة في محاكاة تغير المناخ وcop 27، بجانب تنظيم ماراثون بمشاركة أكثر من 3 آلاف شخص لنشر الوعي عن تغير المناخ بالتعاون مع وزارة الشباب وسفارتي بريطانيا واليابان في مصر.

كيف تساعد الشباب في الحد من التغيرات المناخية؟ 

على الشباب مسؤولية ودور كبير في الحد من التغيرات المناخية، في البداية يتم العمل على المستوى الشخصي، بالاعتماد على الحلول الصديقة للبيئة بما يساهم في التقليل من انبعاثات الكربون على المستوى الشخصي، وهو ما يعود بشكل سريع على الصحة البدنية والنفسية، كالتخلي عن استخدام السيارة والاعتماد على ركوب الدراجات في الحياة اليومية، وتوفير المياه التي نستخدمها، وعدم إهدار الطعام، والعمل على توفير الكهرباء، واستخدام الحقائب الصديقة للبيئة والتخلي عن الحقائب البلاستيكية.

وعلى الشباب مسؤولية أخرى هي نشر الوعي عن أهمية تغير المناخ، ونشر الوعي بالعادات الصديقة للبيئة للحفاظ على صحتنا وصحة البيئة، هذا بخلاف الدور المنوط بالشباب أيضًا على المستوى المحلي والدولي، لتشكيل السياسيات وآليات تنفيذها لمواجهة تغير المناخ، والعمل على حلول مبتكرة.

وعن مبادرة الشباب المصري الذي عمل على تنظيف الشواطئ من البلاستيك «بان باستيك»، وهي منظمة بها أكثر من 1000 متطوع، نجحوا حتى الآن في تجميع نصف طن من البلاستيك.

فضلًا إلى الابتكار الذي قدمته فتاتان مصريتان، باختراع سخانات مياه تعمل بالطاقة الشمسية للمحافظات للمساعدة في تسخين المياه بطريقة صديقة للبيئة، وبتكلفة رخيصة بما يوفر مستوى معيشة أفضل.

ما الفرصة التي أتاحتها مصر في ضوء رئاستها لقمة المناخ للشباب؟

أعطت مصر للشباب فرصة ذهبية للشباب خلال رئاستها cop 27 بمنحهم فرصة للجلوس على طاولة المفاوضات، بالمشاركة في جلستين مع المفاوضين وصناع القرار.. جلسة عن التكيف مع تغير المناخ، وجلسة عن تخفيف انبعاثات الكربون.

المتعارف عليه في مؤتمرات تغير المناخ cop ، إنه يتم إرسال بيان بمقترحات الشباب، وهذا العام يشارك 12 شابًا في جلستين مع عدد من المفوضين وصناع القرار يصل عددهم لـ8 أشخاص، للنقاش حول السياسات المحددة التي تمكن المفاوضين من استخدامها في المفاوضات كونها مطالب الشباب.

كما خصصت مصر لأول مرة في تاريخ الـcop  جناحًا للشباب والأطفال، سوف ينظم ورش عمل لمدة أسبوعين من 6 صباحًا إلى 6 مساءً بقيادة شبابية كاملة.

دعمت مصر خلال رئاستها لـ cop 27 الشباب لمواجهة التغيرات المناخية.. حدثينا عن أبرز المبادرات التي قدمتها مصر للشباب في هذا الصدد؟

قدمت مصر في ضوء رئاستها لقمة المناخ cop 27 عددًا من المبادرات للتوعية بأثر تغير المناخ، أبرزها مبادرة الدكتور محمود محي الدين للمحافظات الذكية الخضراء؛ وهي مبادرة تدعو جميع المحافظات لتقديم مشاريعهم الذكية الخضراء، وبالفعل تم تقديم 6 آلاف و800 مشروع، تم اختيار 18 مشروعًا منهم للمشاركة في القمة، لعرض الجهود المصرية.

هذا بخلاف مبادرة تمت بالتعاون بين وزارة الشباب ومنظمة اليونيسيف، بهدف توعية الشباب عن تغير المناخ، وتمت المبادرة في 26 محافظة من خلال تنظيم ورش رسم ومؤتمرات حول تغير المناخ لتقديم معلومات للشباب.
وقدمت مصر مبادرة أخرى شرفت بالعمل عليها بالتعاون مع وزارة الشباب، وهي منصة تقدم معلومات وأخبار عن قمة المناخ cop 27 بهدف نشر الوعي البيئي بتغير المناخ. 

هل تكفي طموحات الشباب لعالم جديد للتغير من وجهة نظر القادة بما يجعلهم يتخذون قرارات مصيرية بـ cop 27؟

القضية ليست طموحات.. لكن الشباب لديه تطلعات والأهم أننا نمتلك حلولًا؛ ولدينا رسالة نريد أن تصل للـ cop وهي أن نصبح جزء من آلية التنفيذ لتطلعات تغير المناخ، والخطوات التي يحتاجها العالم للتكيف والتخفيف من تغير المناخ، ونتطلع أيضًا لنصبح جزء من آليات التنفيذ بحلولنا المبتكرة، وأن نصبح كشباب شركاء نتساوى مع صناع القرار، بشكل يستمر لما بعد القمة.