د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال حوارها مع الأخبار
د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال حوارها مع الأخبار


حوار| وزيرة البيئة: مبادرات مصرية متنوعة للتصدى لمخاطر تغير المناخ

حسن بركة

الإثنين، 31 أكتوبر 2022 - 07:13 م

- ندعم تسهيل انتقال استثمارات الحكومة والقطاع الخاص نحو الاقتصاد الأخضر

مشروعات للطاقة والزراعة والمياه والرى وخفض الكربون بـ 211 مليار دولار

تنفيذ  200 محطة لشحن السيارات بالكهرباء والغاز وتوفير 260 أتوبيسًا

113 مليار دولار لبرامج التكيف حتى عام 2050

5 أيام فقط تفصلنا عن مهمة إنقاذ الأرض، حيث تشهد أرض السلام إطلاق قمة المناخ السابعة والعشرين، ويجتمع خلاله أكثر من 100 من رؤساء وقادة الدول، وأكثر من 30 ألف مشارك حول العالم، خلال الفترة من 6- 18 نوفمبر الجارى، وتتضافر جهود المشاركين للوصول الى  حلول  للمخاطر الكارثية للتغيرات المناخية، وتداعياتها التى تلاحق الكون ولا تستثنى احدا من الدول. ومنذ اختيار مصر لاستضافة هذه الدورة (COP27)  نيابةً عن القارة الأفريقية، ولم تدخر القيادة السياسية جهدا سواء من النواحى الفنية أو من الجانب اللوجيستى لاستقبال الزوار والوفود، وتركز مصر خلال استضافتها لهذا الحدث العالمى على الموضوعات الملحة ذات الأولوية فى القارة الأفريقية خاصة والدول النامية عامة كموضوعات التكيف وتمويل المناخ، باعتبارها من أكثر الدول المتضررة من التغيرات المناخية رغم أنها الاقل اسهاما فى  انتاج غازات الاحتباس الحرارى بنسبة 3% عالميا. «البيئة وحمايتها والتكيف مع متغيراتها» هو السبب الأهم لعقد هذا المؤتمر الذى يلتف العالم حوله، «الأخبار» اجرت حوارا مع د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر المناخ COP27، للوقوف على آخر المستجدات فى ملف التمويل، والسبل المقترحة خلال المؤتمر لحث  الدول المتقدمة على الالتزام بوعودها فى عملية تمويل الدول النامية، كما تكشف وزيرة البيئة عن أهم الاستعدادات الفنية واللوجيستية للمؤتمر.. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى وزيرة البيئة هذا الحدث العالمى فى ظل تصدى الدول للأضرار والتداعيات الخطرة للتغيرات المناخية؟
- نركز خلال استضافتنا لهذا المؤتمر العالمى على الموضوعات الملحة ذات الأولوية فى القارة الأفريقية خاصة والدول النامية عامة كموضوعات التكيف وتمويل المناخ، كما تتطلع مصر إلى البناء على مخرجات «جلاسكو» لوضع هدف عالمى للتكيف طبقاً لبرنامج عمل « جلاسكو- شرم الشيخ»، خاصة بعد الانتهاء من كتيب قواعد باريس.
ما أهم ملامح الرؤية المصرية و أهم الأهداف؟
أهداف مصر ورؤيتها متمثلة فى أن يكون توصيات المؤتمر قابلة للتنفيذ والخروج بنتائج موضوعية شاملة وطموحة ، كما تسعى مصر من خلاله إلى تسريع العمل المناخى العالمى عن طريق الحد من الانبعاثات وزيادة جهود التكيف وتعزيز تدفقات التمويل المناسبة للدول الأفريقية والنامية.
مدينة خضراء
■ اعلنت الوزارة مؤخرا  مدينة شرم الشيخ خضراء استعدادا للمؤتمر.. كيف جاء هذا التحول وما  ملامحه؟
- تم تفعيل منظومة النقل المستدام والطرق ، عن طريق الاعتماد على وسائل النقل الصديقة للبيئة الكهربائية والعاملة بالغاز الطبيعى، كما تم تنفيذ 200 محطة لشحن الأتوبيسات بالكهرباء والغاز الطبيعى، وتم توفير 260 أتوبيسا تعمل بالغاز الطبيعى والكهرباء، كما تم تشغيل منظومة النقل الذكى الذى يتضمن الدفع الإلكترونى ، حيث يتضمن منظومة التأمين بكاميرات ذكية ويتم سداد التعريفة عن طريق أجهزة الPoS.
وكذلك تم تأمين الطرق بكاميرات بانورامية ، وتطوير الميادين وتجميل وزراعة المحاور الرئيسية والعرضية، وزيادة المسطحات الخضراء وتنفيذ أعمال الإنارة ، و تطوير الممشى بطول 6كم على جانبى الطريق ، يتكون من 82 محلاً تجارياً و 66 كشكاً ، وتنفيذ مسار للدراجات، كما تم الانتهاء من تطوير طريق السلام ، وتطوير المنطقة الترفيهية التى تشمل شلال مياه ،مسرحا مدرجا ، مطعم بانوراما ، تطوير منطقة ألعاب الأطفال .
وتم إنشاء عدد من المحلات الخدمية ،والحمامات العمومية ، تطوير منطقة خليج نعمة وتوحيد لافتات المحال التجارية به ، وتم تفعيل وتعميم الهوية البصرية بشرم الشيخ، وتطوير منطقة السوق القديم وإنشاء منطقة مصر القديمة للتراث المصرى .. وعلى صعيد الفنادق ومراكز الغوص، وصل عدد الفنادق الحاصلة على النجمة الخضراء حوالى 110 من إجمالى 150 باستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة فى عدد من فنادق شرم الشيخ ، كما حصل 60 مركز غوص على النجمة الخضراء، وفى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والمشروعات الخضراء، فقد تم التحول نحو الطاقة الجديدة والمتجددة بالمطار وقاعة المؤتمرات، حيث تم العمل على إنشاء محطة الخلايا الشمسية بقدرة 5 ميجاوات على أسطح مبانى مطار شرم الشيخ، كما تم تحويل مستشفى شرم الشيخ كأول مستشفى أخضر بقارة أفريقيا، كما تم الانتهاء من تنفيذ مشروع الإنترنت فائق السرعة.
إدارة المخلفات الصلبة
■  هل نجحت المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات الصلبة التى بدأت بالفعل بمدينة شرم الشيخ؟
- بالفعل تم تنفيذ المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات الصلبة، عن طريق تحالف بين مجموعة «بيئة» و»جرين بلانت» لإدارة منظومة المخلفات الصلبة بشرم الشيخ ، حيث يتم استخدام معدات وأجهزة تعمل بالكهرباء صديقة للبيئة، واتباع نظام تجميع اجمالى موحد مع التنظيف بشكل منتظم من خلال تحديد مواقع التجميع بطريقة تقلل من التأثير البصرى والروائح الكريهة، وتم توفير خدمة العملاء السريعة مع استخدام الإدارة الذكية للمعلومات لتكون من أفضل المنصات الرقمية، وكذلك الاعتماد على عدد كبير من السكان المحليين كعمالة فى منظومة المخلفات الجديدة .
■ مصر من أولى الدول التى تقدمت بالمساهمات الوطنية المحددة فى الوقت الذى أطلقت فيه الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.. ما الفرق بينهما؟
- جاءت الوثيقتان تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بسرعة إعدادهما قبل انعقاد المؤتمر؛ الأولى تتعلق بالتزام الدولة المصرية وفقاً لاتفاق باريس، والوثيقة الثانية هى الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والتى توضح الرؤية المصرية، والأهداف العامة والمؤشرات واحتياجات الدولة فى هذا الصدد.. ولهذا تم الانتهاء من تحديث المساهمات الوطنية المحددة NDCs، وقامت مصر بتقديم التقرير المحدث للمساهمات المحددة وطنياً إلى سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية، والذى يأتى كأحد الالتزامات فى إطار اتفاق باريس، كما تم إعداد التقرير من خلال وزارة البيئة بالتنسيق مع كافة الوزارات والجهات المعنية بالدولة.
■ التكيف مع التغيرات المناخية أمر بالغ الأهمية خاصة لدى الدول الأفريقية الأكثر تأثرا بتلك التغيرات.. ما أهم الخطوات التى أحرزتها الوزارة فى هذا الملف ؟
- تعتمد عملية حوكمة المناخ على تحسين البنية التحتية لتمويل المناخ كتمويل البنوك لمشروعات المناخ، والسندات الخضراء والحوافز الاقتصادية الخضراء لعدد من المشروعات وهى الطاقة، النقل، الهيدروجين، المخلفات وبدائل البلاستيك.
وفى مجال الاهتمام بالبحث العلمى ونشر المعرفة والوعى، تم وضع حزمة من الأولويات لعدد من المشروعات كالطاقة والنقل والزراعة والمياه والرى وخفض الكربون فى قطاع البترول بتكلفة حوالى 211 مليار دولار للتخفيف و113 مليار دولار لبرامج التكيف حتى عام 2050.
يوم «المياه»
■ ماذا عن يوم «المياه» الملف الأهم بالنسبة للمصريين والحكومة على مائدة المفاوضات التى يشهدها مؤتمر المناخ؟
- ستتناول المناقشات فى يوم المياه جميع القضايا المتعلقة بالإدارة المستدامة لموارد المياه، كما سيشمل مواضيع مختلفة مثل ندرة المياه والجفاف والتعاون عبر الحدود وتحسين أنظمة الإنذار المبكر.
■ المرأة من أكثر أفراد الأسرة تحملا لعبء التغيرات المناخية..فماذا عن يومها؟
- يهدف يوم المرأة إلى إبراز هذه القضية فى المقدمة وتوفير منصة لمناقشة التحديات القائمة ومشاركة قصص النجاح من جميع أنحاء العالم بهدف زيادة الوعى وتبادل الخبرات وتعزيز السياسات والاستراتيجيات والإجراءات التى تراعى الفوارق بين الجنسين، لإبراز دور المرأة فى التكيف مع تغير المناخ.
وتم تخصيص يوم للشباب، ويهدف هذا اليوم لإشراك الشباب فى القضايا ذات الأولوية القصوى، وسيعطى اليوم الفرصة للحصول على حوارات مع أبطال العمل المناخى رفيعى المستوى وأصحاب المصلحة المختلفين لعرض قصص نجاحهم وجهودهم فى مكافحة تغير المناخ، وعرض الشباب لرؤاهم ومقترحاتهم وأفكارهم.
المنطقة الخضراء
■  حديثنا عن المنطقة الخضراء؟
- هى منطقة تحت إدارة الدولة المضیفة مخصصة للقطاع الخاص والمجتمع المدنى و تهدف لمنح الفرصة لمجتمع الأعمال والشباب والمجتمعات المدنية والسكان الأصليين والأوساط الأكاديمية والفنانين ومجتمعات الموضة من جميع أنحاء العالم التعبير عن أنفسهم وسماع أصواتهم. لكى تكون المنظمات المختلفة جزءًا من المنطقة الخضراء ، وقد كانت عملية التقديم متاحة خلال شهر أغسطس حتى منتصف سبتمبر ، حيث كانت طلبات الأكشاك واستضافة الأحداث الجانبية على الموقع الرسمى.
وسيتم عقد أحداث جانبية مختلفة داخل المنطقة الخضراء بمشاركة الوزراء والرؤساء التنفیذیین والشخصيات رفيعة المستوى من البنوك وشركات القطاع الخاص.
وستستضيف المنطقة الخضراء «يوم أفريقيا» بالإضافة إلى أيام مواضيعية مختلفة تمامًا مثل المنطقة الزرقاء ، حيث ستحتوى كل يوم على أحداث جانبية ذات صلة بالمهتمين بالشئون المالية والشباب والمجتمع المدنى (أضف بقية الأيام المواضيعية) ليستمتع بها الجميع.
برنامج «نوفى»
■ برنامج «نوفي» ضمن الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 التى أطلقتها مصر.. ما  أهم أهداف هذا البرنامج الطموح وما  آليات تنفيذه؟
- أدركت مصر خلال السنوات الماضية فى ضوء التطورات والتداعيات البيئية ، وانعكاساتها السلبية على أنظمة هشة مثل الغذاء والطاقة والمياه، والحاجة الملحة للتعامل مع تغير المناخ بمنهج احتوائى شامل، مركزه الإنسان ، يفرز حلولاً تجمع بين الطاقة المتجددة، الأمن الغذائي، الأمن المائي، وبين تغير المناخ، ويستهدف فى نفس الوقت الركائز الثلاث للتخفيف، التكيف،الصمود والخسائر والأضرار، مما يساهم فى توسيع قاعدة المستفيدين، وإتاحة مشروعات ربحية وقابلة للتمويل المصرفي. وهذه المشروعات تعد نقطة انطلاق برنامج « نوُفى « كمنصة وطنية لمشروعات الربط بين الطاقة، الغذاء، والمياه، حيث تم إطلاق 9 مشروعات فى إطاره، تم تصميمها بشكل علمى يوفر فرصاً لتعبئة التمويل والاستثمارات العامة والخاصة لدعم التحول الأخضر بمتطلبات التنمية المستدامة ، فبرنامج « نُوفي» لا يعد برنامجاً فقط بل هو تحد أيضاً نتوقع أن يقودنا إلى توفير طاقة نظيفة تسد احتياجاتنا الأساسية، وأن يحل مشكلات الغذاء خاصة فى ظل معاناة الكثير من الدول من أزمة الغذاء ، بالإضافة إلى حل مشكلات المياه التى يعانى منها الكثير من الدول ، ومن المتوقع ان يستفيد منه حوالى ٣٠مليون مواطن مصرى ، كما سيساهم فى تقليل حوالى ٧٠%من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون ، كما يعد فرصة عظيمة لمصر وكافة الحكومات، ومنظمات المجتمع الدولى والأمم المتحدة ، لأنه سيساهم فى حل العديد من المشكلات قبل الذهاب إلى مؤتمرالمناخ COP27 ، وخاصة فيما يخص كيفية جعل التكيف قابلا للتمويل ، وتحقيق التوازن بين التكيف والتخفيف.
■ أعلنت الوزارة منذ أيام قليلة أن مدينة شرم الشيخ خالية من الأكياس البلاستيكية
- تم اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام لحماية البيئة والحياة البحرية وبما يعود بالفائدة على المواطنين كان فى مقدمتها توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بإعداد الإستراتيجية الوطنية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام والتى تم اعتمادها فى عام ٢٠٢١ و كانت نتاج عمل جميع الوزارات المعنية، لأن التوقف عن استخدام الأكياس البلاستيكية احادية الاستخدام كان ليس بالأمر الهين بل احتاج للعديد من الجهود لتغير الثقافة السائدة وتوضيح خطورة الأكياس على الحياة البحرية والبيئة وما تعكسه الأرقام حيث إن كل طن من الأكياس البلاستيكية تساوى نفوق وتأثر ٣ أطنان من الكائنات البحرية.
مبادرات مصرية
■  نريد نبذة عن المبادرات التى ستطلقها مصر خلال مؤتمر المناخ COP27 بختام الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر المناخ؟
- هناك العديد من المبادرات العالمية التى ستطلقها مصر خلال المؤتمر، وبوصفه مؤتمرا للتنفيذ حرصت مصر خلال تصميم الأيام الموضوعية له والمبادرات على وضع الاحتياجات الإنسانية فى قلب عملية اتخاذ القرار للمناخ، فهناك مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام (FAST) مع منظمة الأغذية والزراعة، ومبادرة النقل المستدام مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وSLOCAT الذى يركز على خيارات التنقل الحضرى للعالم النامي.. وهناك ايضا مبادرة العمل من أجل التكيف مع المياه والمرونة (AWARE) بالتعاون مع المنظمة (WMO)، والتى تركز إلى جانب السياسات وإجراءات الحفاظ على المياه، على تحسين إدارة المياه والربط بين المياه وآثار تغير المناخ فى إطار تحقيق التنمية المستدامة، فضلا عن مبادرة التنوع البيولوجى التى ستركز على الحلول القائمة على الطبيعة (NBS)، خاصة مع انعقاد مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجى COP15 فى ديسمبر بعد مؤتمر المناخ COP27، وضرورة الربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، فسيتم إطلاق «مبادرة شراكة شرم الشيخ للحلول القائمة على الطبيعة»، بهدف تسريع وتيرة العمل حول العالم على استعادة النظام البيئى وإدارته من منطلق الانسانية المستدامة.. ومبادرة «دليل شرم الشيخ للتمويل العادل» التى تتناول انواع التمويل المختلفة، وكيفية تقديمه بطرق مبتكرة والعمل على زيادة حجم التمويل وتسريع وتيرة الوصول إليه، وما يمكن تقديمه للدول النامية، إلى جانب مبادرة أصدقاء تخضير الموازنات الوطنية فى أفريقيا والبلدان النامية، والتى تعمل على دعم الحكومات لتهيئة بيئة مواتية للقطاع الخاص نحو الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وقادر على التكيف مع تغير المناخ.

اقرأ أيضا :  قبيل قمة المناخ.. الخبراء والمتخصصون يناقشون تفاصيل COP 27

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة