محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: السينما تنتصر للفن والحرية والإبداع علي سواحل جدة

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2022 - 02:39 م

باق من الزمن شهر بالتمام والكمال وتستقبل مدينة جدة التاريخية مهرجانها السينمائي والذي يحمل اسم البحر الأحمرالذي تطل عليه واحدة من اقدم المدن السعودية حيث تمتد سواحل تلك المدينة التاريخية بطول 30 كيلو متر، ينطلق المهرجان في دورته الثانية في الاول من ديسمبر القادم بأفلام من 60 دولة تتحدث بأربعين لغة مختلفة ومتنوعة، لتعلن السينما للعام الثاني علي التوالي،انتصارها للفن والحرية والإبداع،وبداية حقبة جديدة لهذه الصناعة في المملكة، وسيكون حديثنا هنا عن مسابقة البحر الاحمر للأفلام الطويلة والتي تضم ستة عشرة فيلماً بأفضل ما أنتجته السينما العالمية من أعمال لمخرجين مخضرمين ومواهب جديدة واعدة من العالم العربي وآسيا وإفريقيا، وتتنافس هذه الأفلام على جوائز اليسر والتي تم إطلاقها احتِفاءً بالجرأة والإبداع في الأفلام، حيث سيتم اختيار الأفلام الفائزة بواسطة لجنة تحكيم تضم نخبة من أبرز صناع الأفلام ومحترفي صناعة السينما من مختلف أنحاء العالم يتراسهم أسطورة صناعة السينما العالمية "أوليفر ستون"، ووصف د.أنطوان خليفة، مدير البرنامج السينمائي العربي والكلاسيكي افلام المسابقة الرئيسية بأنها تضم مجموعة متنوعة من الأفلام التي تناقش موضوعات وحقب زمنية مختلفة، وتم إنتاجها من قِبل مجموعة كبيرة من صناع الأفلام الموهوبين وسيعيش الجمهور خلال مشاهدته لهذه الأفلام مشاعر الندم والخلاص والشجاعة والانتهازية والانتقام مع مزيج من مشاعر الحب في مختلف صوره."

 يتأكد حضور المرأة بواقعها وقضاياها مع الفيلم الاندونيسي"قبل والآن وبعد ذلك" للمخرجة والمؤلّفة كاميلا انديني ويُظهر الفيلم تأثير سنوات الحرب على حياة امرأة"نانا" في مدينة باندونغ في جاوة، وبعد أن فقدت زوجها الأول وعائلتها في الحرب، تتزوج مرة أخرى وتأمل البدء في حياة جديدة، ولكن زوجها رغم ثرائه يعاملها معاملة غير لائقة بالإضافة إلى خيانته لها، تعاني نانا في صمت حتى يأتي اليوم الذي تقابل فيه واحدة من رفيقات زوجها ليتغير كل شيء ، ويروي العمل الثاني للمخرج الإيراني رضا جامي"قرية بلا أطفال" قصة كاظم صانع الأفلام المسن والذي أخرج فيلمًا وثائقيًا منذ عشرين عامًا في قرية نائية في أذربيجان يزعم فيه أن نساء القرية يعانون من العقم، ولكنه لم ينته من تصويره، وبعد عقدين من الزمن، يقرر كاظم العودة إلى القرية ليكتشف اكتشافًا خطيرًا.. وتتجسد قضايا المرأة بقوة في فيلم "سوهي التالية" هو الفيلم الثاني للمخرجة الكورية المعروفة جولي جونغ، يروي الفيلم قصة الطالبة سوهي التي تتميز بالحيوية والإصرار، ولكنها تشعر دائمًا بعدم التقدير، تضطّر سوهي للتدرّب في مركز استقبال المكالمات لتحقيق شهادتها الجامعية، ترهقها ضغوط ومتطلبّات بيئة العمل داخل الشركة الجشعة التي تعمل لمصلحتها، وفيما تحاول سوهي إنهاء فترة التدريب بسلام، تدفعها الظروف إلى نهايةٍ قد تكون مأساويّة. 

وبعيدا عن قضايا المرأة تنقلنا شاشة البحر الأحمر الي حياة اللاجئين في بيروت في فيلم "حديد، نحاس، بطّاريات"هو أحدث أعمال المخرج اللبناني الفرنسي وسام شرف؛ وتدور أحداثه حول أحمد، اللاجئ السوري وأحد الناجين من الحرب السورية، والذي يجوب شوارع بيروت باحثاً عن أشياء معدنية ليُعاد تدويرها، ويظن أنه سيعثر على الحب مع مهدية الفتاة ذات الأصول الإثيوبية، ولكن الحب في هذه المدينة يبدو مستحيلاً؛ فهل يتمكن هذان اللاجئان الرومانسيان من العثور على الطريق للحرية؟.. ونذهب الي العراق مع فيلم "جنائن معلقة" للمخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي، ويتناول قصة طه وأخوه الأصغر أسعد وعملهما في مكب النفايات في بغداد بحثًا عن الخردة، ولكن يحدث شقاق بين الأخوين عندما يعثر أسعد على دمية بحجم الانسان يستغلها بعد ذلك في أعمال غير مشروعة.. وتنقلنا شاشة السينما من العراق الي تونس حيث فيلم "حرقة" هو أول فيلم للمخرج لطفي ناثان والحاصل على جائزة سوق البحر الأحمر، يحكي حرقة قصة"علي"الشاب التونسي الذي يحلم بحياة أفضل، يعمل في بيع الغاز المهرب في شوارع تونس؛ حيث أجبر على تحمل مسؤولية أختيه الصغيرتين بعد وفاة والدهم المفاجئة. ولكنه سيضطر لاتخاذ قرار صعب لا يمكن الرجوع فيه.

 وتتجسد معاني الانسانية في فيلم المخرج المغربي للمخرج عمر مول الدويرة"صيف في بجعد" الذي يدور حول كريم ذو الـ ١٣ ربيعاً الذي سافر برفقة والده من باريس إلى المغرب وذلك بعد وفاة والدته بسبع سنوات حيث قرر والده أن يتزوج مرة أخرى مع قراره بالعودة إلى وطنه، يأخذ الفيلم منحىً انسانياً يدفعنا إلى إعادة التفكير في حقيقة روابطنا الأسرية، فبعد عام كامل قضاه كريم في المدرسة الفرنسية الداخلية في الدار البيضاء، يجتمع مع عائلته الجديدة لقضاء الصيف في مدينة" بجعد"وبسبب معاناته مع مشاكل المراهقة ومخاوفها يجد كريم صعوبة في فهم المجتمع الجديد والاندماج مع أولئك "الغرباء"

 قصيدة سينمائية رائعة مفعة بالتفاصيل يكتبها الفيلم الهندي"عرض الفيلم الأخير"الذي يسرد قصة طفولة المخرج بان نالين حيث يعيش ساماي البالغ من العمر 9 سنين مع أسرته في قرية نائية في الهند،ويكتشف ساماي السينما لأول مرة ويفتن بها، ويعارض أبيه يومًا بعد يوم ليذهب إلى السينما لمشاهدة المزيد من الأفلام، وتجمعه صداقة مع الذي يعرض الأفلام والذي يسمح له برؤية الأفلام مجانًا مقابل وجبة غذاء. 

 وفي مغامرة سحرية وخلابّة تضجّ بالألوان والوجوه والحياة تدور أحداث  فيلم"البصل الجبلي" هو أول فيلم للمخرج والكاتب إلدار شيبانوف،يحكي الفيلم قصة جباي والبالغ من العمر11عامًا والذي يعيش مع أسرته في قرية صغيرة في كازاخستان،حيث يساعد عائلته من خلال بيع البصل الجبلي على الطريق السريع،ولم يكن جباي يتخيل أن والديه غير سعداء معًا حتى اكتشف علاقة أمه بسائق الشاحنة، يتوجه جباي بعد ذلك في رحلة إلى طرف نائي في الصين مع أخته الصغيرة سانيا بحثًا عن علاج الذي قد ينقذ علاقة والديه.

 وفي إطار من الواقعيّة السحريّة والتفاؤل يطلق الفيلم  السوري"نزوح" للمخرجة سؤدد كعدان صرخةً مدوية تنبع من غضب مكتوم على وطنٍ ضائع بعد حرب استمرت سنوات، حيث يدمر صاروخ سقف منزل الفتاة زينة ذات الأربعة عشر ربيعًا، لتترقب بقلق قرار عائلتها المنقسم بين البقاء في دمشق المثخنة بالحرب، أو النزوح منها،وبينما تحاول تفهّم قرار والدها بالبقاء وتعهده بحمايتهم، ترى في والدتها نهلة وعيًا واقعيًّا بالمخاطر، ويرمز الفيلم السريالي"سيدة المحل الصيني"هو أول فيلم للمخرج الأنغولي إري كلافر إلى قصة أفريقيا المعاصرة، ويجيب الفيلم السعودي"أغنية الغراب" أول فيلم للمخرج محمد السلمان ،عن سؤال هام جدا هل تنجينا أغاني الحبّ من الانشغال بالموت؟  ويعكس فيلم"بين الرمال" لصانع الأفلام السعودي محمد العطاوي صراع التمرّد والخضوع؛ والوفاء والخيانة، في قصّة مبنيّة على أحداث حقيقية، وللتاريخ مكان حاضر في فيلم "الأخيرة" للمخرجين الجزائريين داميان أونوري وعديلة بن دمراد ويحكي فيلم "الحفرة" من إخراج الروائية والمخرجة الكينية أنجيلا ونجيكو، قصة جيفري البالغ من العمر 35 عامًا وهو سجين سابق تم إطلاق سراحه ووضعه تحت رعاية مجمع القساوسة الكاثوليك في شيموني، وهي قرية صغيرة في ريف كينيا يعرفها جيفري جيدًا ويكره الحياة فيها. 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة