خالد ميري
خالد ميري


خالد ميري يكتب: في مواجهة الأزمات

خالد ميري

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2022 - 07:15 م

على مدار ٨ سنوات من العمل الجاد والمستمر منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحكم.. استعادت مؤسسات الدولة قدرتها وأصبحت جاهزة لتحمُّل أعباء أى إصلاح اقتصادى أو سياسى أو اجتماعى.

وجاء انعقاد المؤتمر الاقتصادى الأسبوع الماضى وانطلاق الحوار الوطنى قبله مؤشرات إيجابية على إرادة سياسية حقيقية لاستكمال دوران عجلة الإصلاح، ولمشاركة كل أبناء الوطن فى النقاش والحوار على قاعدة وطنية خالصة إن الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية.. لا أحد خارج هذا الحوار إلا جماعة إخوان الإرهاب ومن والاهم، هؤلاء الذين حملوا السلاح فى وجوهنا وأرادوا إما قتلنا أو حكمنا.. هؤلاء الذين يناصبون هذا الشعب العداء ويرفعون راية الشائعات والأكاذيب ويتاجرون بالدين وهو منهم براء.. هؤلاء الذين يدعون للخراب والفتنة ويكرهون نجاح دولتنا واستقرارها ويهاجمون كل إنجاز ويتاجرون بكل قضية.

كان الاستقرار هشًا قبل أحداث يناير٢٠١١.. الإصلاح فى كل الملفات كان مؤجلًا رغم أن الظروف كانت مهيأة.. لكن القيادة وقتها اختارت عدم تغيير الحال والأحوال، ضعفت مؤسسات الدولة وتراجعت وأصبحت غير قادرة على تحمل أعباء أى إصلاح.. ورأت الحكومات وقتها أن شعبيتها غير قادرة على مواجهة وتحمل أعباء أى إصلاح.. فخرج الشعب فى يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣ طالبًا للتغيير وقد كان.. لكن الثمن الاقتصادى كان فادحًا بخسائر تخطت ٤٧٧ مليار دولار دفعتها الدولة وتحملها الشعب من جيوبه.

حقيقة أكدها الرئيس السيسى فى تحليله الشامل للأوضاع بمصر أمام المؤتمر الاقتصادى - إن تكلفة الإصلاح كانت تزداد يومًا بعد يوم وأصبح تداخل الأزمات وتشابكها يمثل حالة اليأس والإحباط لدى الغالبية بأنه ليس فى الإمكان أحسن مما كان.

عدم المواجهة الحقيقية والجادة للأزمات والخوف من الإصلاح لغياب الشعبية الحقيقية والتمسك بالاستقرار الهش.. جعل الأزمات تتفاقم وتتشابك.. العشوائيات أصبحت كالسرطان ينهش جسد الوطن.. والتعديات على الأرض الزراعية تزداد.. وتراجع مخيف فى كل مؤشرات الصحة والتعليم.. الغنى كان يزداد ثراء ورقعة الفقر تتسع.. من كان يحكم لم يكن يهتم سوى باستقرار هش يعتمد على توفير الطعام والشراب للشعب حتى يصمت دون أى إصلاح حقيقى للدولة أو بناء للمستقبل.. وفى النهاية تبين أن هذا الاستقرار لم يكن إلا قبض الريح.

فالشعب الذى عاش مع غياب الإصلاح والتنمية تملك منه اليأس وأصيب بالإحباط، وأصبحت القاعدة واللغة السائدة «إنه ليس فى الإمكان أحسن مما كان» مصر التاريخ والجغرافيا والإمكانات البشرية تراجع دورها وتأثيرها وبدأت تفقد قوتها.. والشعب أصبح موقنًا أن الإصلاح والتغيير لن يتم أبدًا بإرادة الحاكم.. ولهذا خرج الشعب فى يناير ٢٠١١ وكانت النتيجة أن استغلت جماعة إخوان الإرهاب المشهد للقفز على الحكم وتحقق حلمها منذ تأسيسها على يد الإنجليز عام ١٩٢٨، وكادت مصر أن تضيع وتتغير ملامحها وتعيش الحرب الأهلية لولا أن تمسك الشعب بوطنه واستجاب الجيش لإرادة شعبه فى ثورة يونيو العظيمة.

يرتبط بالمحور السابق ما أكده الرئيس أيضا بأن الدولة لم تستطع بناء سياق فكرى إصلاحى للحالة ولم تكن مؤسساتنا عمليا قادرة على تنفيذه حتى لو تم طرحه والتأكد من سلامته.. فحالة الاستقرار الهش أدت لتراجع مؤسسات الدولة وانتشار البيروقراطية والفساد.. وأصبح أداء المؤسسات عائقاً حقيقياً أمام أى إصلاح.. فالعاملون بها كانوا يستفيدون من بقاء الحال على ما هو عليه وعدم تغييره ولو كان إلى الأفضل.

أمام المؤتمر الاقتصادى كان تشخيص الحالة المصرية شاملاً وكاملاً.. وأمام الحوار الوطنى يتشارك الجميع الرؤى لطرح خارطة طريق واضحة للمستقبل.. الحكومة مع الشعب فى نفس المركب.. ولا مساحات فارغة تتركها لدعاة الفتنة وتجار الأديان والأوطان.

المستقبل ما نصنعه بأيدينا.. وكلنا شركاء فى الإصلاح الاقتصادى والسياسى والاجتماعى.. هذا وطننا جميعاً.. فلنحافظ عليه وسط عالم تسوده الصراعات والأزمات من كل جانب.
مصر أمانة فى أعناق جميع أولادها.. والمصريون كانوا وسيظلون قادرين على حمل الأمانة.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وزعيمها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة