الأربعاء، 02 نوفمبر 2022 - 06:06 م

يخطئ من يتصور أن مصر يمكن أن تصبح عاجزة بما تحمله من جغرافيا وتاريخ قادتهما عبر آلاف السنين.. وما العجب فى ذلك فنحن من عانينا من أزمات وحروب طاحنة واجهناها بكل صبرٍ وتحدٍ. فالتاريخ المصرى حافل بالمعارك والبطولات التى كان فى نهايتها النصر حليفنا..

حتى الأزمات الاقتصادية لم تكن غريبة على التاريخ المصرى.. فنحن نعانى تحديات عديدة على مر السنين، وللتأكيد مصر دائما أعدادها بالملايين الكبيرة وقت أن كانت أعداد سكان دول مجاورة عديدة تعد على الأصابع.. فلا زيادة سكانية أعجزتنا ولا مشكلات اقتصادية أفقدتنا العزيمة، فدائما لسان حال المصريين "ياما دق على الراس طبول"..

فكانت النتائج دائما بالصبر على عكس كل التوقعات ومقدمات المشكلات.

المصرى صابر محب لبلده ويضحى بكل ما يملك فى سبيل استقرار الوطن.. فالاستقرار والأمن نابع من الشعب دائما وليس مفروضا من نظام أو من دولة، صحيح النظام يضع الضوابط ويحافظ على كيان الدولة وحدودها، لكن المصرى بطبعه يؤمن بالاستقرار مهما كلفه من معاناة.

البلاد تمر بأزمة اقتصادية كجزء من أزمة عالمية يضيع فيها الصغير قبل الكبير فى حروب المطامع والمكاسب التى لا يبدو فى القريب العاجل أنها ستمر أو يستطيع العالم أن يتجاوزها بسهولة.. بل على العكس فأطراف الصراع تدبر المكائد لإطالة أمدها فى سبيل الهيمنة وتكسير العظام مهما كلفهم من تضحيات على حساب الشعوب الفقيرة.

الصورة تتطور نحو المزيد من احتدام الصراع الذى ترغب من ورائه بالدرجة الأولى هذه الدول هز استقرار الشعوب ودفعها نحو إحداث القلاقل والثورات لمزيد من الهيمنة على شعوب كادت أن تحقق معدلات نمو تخرجها من عنق الزجاجة، فالهدف ليس فقط بسط عضلات روسيا أو الولايات المتحدة على جميع دول العالم عسكريا واقتصاديا، إنما الهدف تدمير الدول بدفعها نحو تدمير نفسها بنفسها بخلق أزمات فى الوقود والغذاء والعلاج، لكننا فى مصر واعون جداً وحريصون كل الحرص على بلادنا وعلى استقرارها ولن ينل أحد من بلادنا التى ضحينا فى سبيلها على مر التاريخ..

صحيح لم تُهب لنا ثروات شعرنا معها بالترف لكننا لدينا خزائن الأرض، ولن يجوع المصريون مهما عانوا.