خالد ميرى
خالد ميرى


نبض السطور

سنوات كاشفة

خالد ميري

الأربعاء، 02 نوفمبر 2022 - 07:54 م

فى أوقات الأزمة وحتى فى الأوقات العادية تمثل البيئة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية عوامل مؤثرة فى اتخاذ أى قرار.. وبقدر نجاح صاحب القرار فى الإلمام بكل العوامل بقدر ما تكون الرؤية واضحة والقرار السليم يصدر فى الوقت المناسب.

طوال تاريخها الذى يتجاوز 7 آلاف سنة مرت مصر بلحظات عصيبة وأزمات قاسية واحتلال ينهب ثرواتها.. لكنها كانت قادرة فى كل مرة على أن تخرج منتصرة مرفوعة الرأس حتى أطلق عليها المؤرخون مقبرة الغزاة وفى تاريخنا الحديث كانت الفترة من 2011 إلى 2014 من أصعب وأقسى السنوات التى عاشتها مصر.. تعرضت الدولة لمحنة حقيقية وكانت معرضة للتقسيم والحرب الأهلية لأول مرة فى تاريخها الطويل.. كما تعرضت لأزمة اقتصادية طاحنة كادت تعصف بالأخضر واليابس.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى محقا وهو يتحدث أمام المؤتمر الاقتصادى الأسبوع الماضى جاءت أحداث 2011 و2013 لتقضى على ما تبقى ولتزيد من تحديات الأزمة وتفاقمها وكادت أن تقضى تماما على حاضر ومستقبل هذه الأمة.

قبل 2011 عاشت مصر على مدار نصف قرن مع الاستقرار الهش دون أية مواجهة حقيقية لأية مشكلة.. فتراكمت المشاكل حتى كادت تستعصى على الحل.. مشاكل فى الزراعة والصناعة والاستثمار والتعليم والصحة والعشوائيات، مشاكل مع الفقر وغياب الوعى وانتشار الفساد والبيروقراطية.. وما كانت تتخيل الحكومات قبل 2011 أنه استقرار تبين مع أحداث ثورة يناير أنه استقرار هش وقبض الريح..

وبمجرد خروج الناس للشوارع طلبا للتغيير سقط النظام وتهاوى.. وعشنا شهور غياب الأمن والخوف والفزع والقلق والاكتئاب، ووصلنا إلى سنة حكم إخوان الإرهاب السوداء لنصل إلى حافة الهاوية والحرب الأهلية ومخاطر تقسيم الدولة والمستقبل الغامض والأكثر سوادا.. وفى ثورة يونيو ٢٠١٣ لم يكن أمام الشعب إلا أن يخرج ليسترد حياته ودولته وإرادته ومستقبله.. وانحاز الجيش الوطنى لشعبه لتنتصر الثورة ونستعيد وطننا.

بعدها عشنا مع الوجه الأقبح لجماعة إخوان الإرهاب ومن والاهم ممن أطلقوا على أنفسهم زورا اسم الإسلام السياسى.. فشلوا أن يحكمونا فاختاروا أن يقتلونا.. ورأينا موجة إرهاب عاتية لم نشهدها طوال تاريخنا.. وكانت سنوات كاشفة فى مجالات متعددة.. رأينا شهداء من أبطال الجيش والشرطة والمواطنين يسقطون فى سيناء وتفجيرات للكنائس والمساجد والمنشآت الحيوية وأبراج الكهرباء ومحاولات للاغتيال وتفجيرات فى مدن عديدة.

الدولة كان يمكنها أن تختار مسار اقتصاد الحرب والشعب كان سيتقبل ذلك راضيا فنحن لم ننس الدموع التى سالت من أعيننا مع كل شهيد فقدناه.. لكن زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى مع ما يمتلكه من معلومات كاملة ورؤية واضحة للبيئة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية اختار مسارا آخر.. كان المسار الأصعب لكنه الأفضل بكل المقاييس، أن نحارب الإرهاب بكل قوة وندفنه تحت رمال مصر الحارقة.. مع انطلاق عجلة البناء والتنمية والتعمير فوق كل شبر من أرض مصر.. وأن تنطلق عجلة الإصلاح التى تأخر دورانها فليس لدينا مزيد من الوقت لإضاعته.

وكانت النتيجة مبهرة.. فنجحنا بفضل الله فى القضاء على الإرهاب.. وحققنا إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية لم تتحقق على مدار قرن كامل.. وتتواصل مسيرة العمل الشاق والمستمر لتحقيق رؤية التنمية المتكاملة 2030.. مصر تستعيد مكانها ومكانتها التى تستحق على خريطة العالم، لتبنى مستقبلها وتوفر الحياة الكريمة لشعبها.

وانطلق الحوار الوطنى ليستكمل مسار الإصلاح السياسى مع الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى.. كما كان انعقاد المؤتمر الاقتصادى إشارة واضحة للمستقبل.. كلنا أبناء هذا الوطن.. نتحاور ونتناقش ونشارك فى القرار والعمل.. الشعب مع الحكومة والقيادة.. هذا وطننا جميعا ولم ولن نضيعه أبدا..

التحديات ستظل مستمرة.. لكن الشعب قادر على أن يتجاوزها جميعا.. وقيادتنا الوطنية بإرادتها الصلبة تقودنا إلى بر الأمان وسط عالم يموج بالصراعات من كل جانب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة