بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو


في «حقبة ثالثة»..

«نتنياهو» أكثر «رؤساء وزراء إسرائيل تطرفًا».. في طريقه للعودة إلى الحكم

أحمد نزيه

الخميس، 03 نوفمبر 2022 - 03:44 م

لم يكتب سطر النهاية في قصة بنيامين نتنياهو مع الحكم في إسرائيل، فالرجل صاحب الـ73 عامًا، بات قريبًا للغاية من العودة إلى سدة الحكم في دولة الاحتلال، على ضوء نتائج انتخابات الكنيست، التي جرت أول أمس الثلاثاء.

وعلى مدار ثلاث سنوات ونصف العام من الأزمة السياسية الطاحنة في إسرائيل، والتي استدعت إجراء 5 جولات انتخابية خلال تلك الفترة، لم تأتِ نتائج أي جولة سابقة وضوحًا مثلما جاءت هذه الانتخابات.

لكن نتنياهو كسب الرهان هذه المرة، وبات على أعتاب العودة إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى.

وتولى نتنياهو الحكم في إسرائيل لحقبتين زمنيتين من قبل، الأولى بين عامي 1996 و1999، والثانية من 31 مارس 2009، وحتى تشكيل الحكومة التي أسقطت حكمه في 13 يونيو من العام الماضي، ليكون بذلك أطول رؤساء وزراء إسرائيل من حيث مدة الحكم على مدار التاريخ، متفوقًا على دافيد بن جوريون، أول رئيس وزراء في تاريخ دولة الاحتلال.

ولكن ما لبث أن عاد نتنياهو لصدارة المشهد من جديد بعد أقل من عام ونصف على مغادرته السلطة في إسرائيل.

اقرأ أيضًا

 خاص| خبير بالشؤون الإسرائيلية: نتنياهو سيشكل حكومة يمينية متطرفة

تقدم واضح لنتنياهو

وأظهرت نتائج الفرز -شبه النهائية- في الانتخابات الإسرائيلية، حصول معسكر رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو على أغلبية واضحة في الكنيست (البرلمان) بـ65 مقعدًا.
 
وحسب نتائج نشرها موقع "والا" العبري، بعد فرز 86% من الأصوات، حصل معسكر نتنياهو على 65 مقعدًا بالكنيست المؤلف من 120 مقعدًا.
 
وأوضح الموقع، أنه وفقًا للنتائج حصل حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو على 32 مقعدًا، وحزب الصهيونية الدينية برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير على 14 مقعدا، وحزب "شاس" على 11 مقعدًا، وحزب "يهودية التوراة" على 8 مقاعد.

وفي المقابل، حصل حزب "هناك مستقبل" برئاسة رئيس الحكومة يائير لابيد على 24 مقعدًا، وحزب "المعسكر الوطني" برئاسة وزير الدفاع بيني جانتس على 12 مقعدًا، وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير المالية أفيجدور ليبرمان على 5 مقاعد.

حكومة يمينة متطرفة

وفي غضون ذلك، صرح أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو سيكون في طريقه لتشكيل حكومة يمينية متطرفة، على ضوء نتائج انتخابات الكنيست، التي أُجريت أمس. 

وقال الرقب، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، "بعد فرز حقيقي لـ84% من إجمالي الأصوات لا زال نتنياهو بإمكانه تشكيل الحكومة بعدد لا يقل عن 62 مقعدًا يؤيد له مكونة من الليكود والصهيونية الدينية وشاس ويهودية التوراة".

وأضاف: "شاس كانت الحصان الأسود في هذه الجولة وليس الصهيونية الدينية، الذى ورث حزب يمينا والقوة اليهودية، ومن المتوقع حصول حزب شاس على الأقل على عشرة مقاعد، وهذا الذي أحدث الفرق الحقيقي لكتلة نتنياهو".

وتابع: "حزب ميرتس لم يصل نسبة الحسم بعد ويحتاج أقل من 1% لأن نسبة الحسم 3.25% أي ما يقارب 150 ألف صوت تقريبًا، القائمة العربية الموحدة عززت وجودها بـ5 مقاعد في حين نزلت القائمة المشتركة لأربعة مقاعد وقائمة بلد القائمة العربية الثالثة لم تصل لنسبة الحسم وأضعفت الحضور العربي في الكنيست لأن أصواتها 120 ألف كانت كفاية بضمان ثلاث مقاعد عربية أخرى ولعدم وصولها لنسبة الحسم تذهب هذه الأصوات للأحزاب الكبيرة".

ومضى يقول: "نتوقع أن يستمر بلوك نتنياهو بالتقدم وقد نجد نتنياهو يشكل حكومة يمينية متطرفة يكون الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير وزير جيشه أو أمنه لتحقيق هدفه بقمع الشعب الفلسطيني".

وحول مدى استقرار هذه الحكومة، قال الرقب: "أعتقد أنها ستكون حكومة مستقرة مكونة من أربعة أحزاب تتفق مع فكر الليكود اليميني".

وأضاف: "في عهدها لن يتم الحديث عن حل الدولتين أو تحريك عملية السلام، خاصة أننا نتحدث عن حكومة من أربعة أحزاب كانت تمثل بلوك نتنياهو السابق ونتنياهو صنع بيديه حزب الصهيونية الدينية".

 

وأجرت إسرائيل، أول أمس الثلاثاء 1 نوفمبر، خامس انتخابات للكنيست الإسرائيلي في غضون ثلاث سنوات ونصف العام، وسط استمرار أزمة سياسية داخلية طاحنة في دولة الاحتلال.

وجرى حل الكنيست الرابع والعشرين في تاريخ دولة الاحتلال، نهاية شهر يونيو المنصرم، بعدما عجز الائتلاف الحاكم، الذي بُني على قاعدة "هشة" من تمرير القوانين أو القيام بدوره في ظل فقدانه الأغلبية.

واتفق نفتالي بينيت وشريكه في الحكم يائير لابيد حينها على حل الكنيست الإسرائيلي والذهاب نحو انتخابات مبكرة جديدة، مع تنفيذ اتفاق تناوب الأدوار بين الاثنين، الذي كان يُفترض أن يكون في 23 نوفمبر من العام المقبل، ولكن تم تنفيذه بشكل مسبق وأصبح يائير لابيد رئيسًا للحكومة الإسرائيلية.

وأجرت إسرائيل منذ أبريل عام 2019 أربعة استحقاقات للكنيست، بدايةً من 9 أبريل من ذلك العام، ثم 17 سبتمبر من نفس العام، ثم 2 مارس عام 2020، وأخيرًا في 23 مارس من العام الماضي.

ولم تسفر أي من الانتخابات الأربعة الماضية عن نتائج واضحة وحاسمة فيما يتعلق بالمشهد السياسي، ما أدخل إسرائيل في أزمة سياسية طاحنة نتيجة تشكيل حكومات "هشة" لا تستند على دعمٍ قويٍ داخل الكنيست، وأصبح أي انشقاق بسيط داخل الائتلاف الحكومي يهدد بانهيار الحكومة بأسرها، وهو ما حدث في أكثر من مناسبة على مدار الثلاث سنوات الماضية.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة