وفاء عزالدين أحمد ، واعظة بمنطقة وعظ قنا
وفاء عزالدين أحمد ، واعظة بمنطقة وعظ قنا


وفاء عزالدين أحمد تكتب: ماذا فعلت؟

الأخبار

الخميس، 03 نوفمبر 2022 - 05:06 م

رحل منذ أيام قلائل أحد الزملاء إثر حادث، كان حافظًا لكتاب الله، عالمًا، فقيهًا، على الرغم من صغر سنه، ولم يكن خبر وفاة شاب إثر حادث شيئاً جديداً فقد سمعنا عن مثل هذا كثيراً قبل ذلك، إلا أن ما لفت انتباهى ذيوع خبر وفاته على مواقع التواصل الاجتماعى بسرعة فائقة والحزن الذى خيم على جميع من سمع سواء أكان يعرفه أو لا يعرفه، ووجدت الكثير يدعو له بالرحمة والمغفرة، والسؤال هنا ماذا فعل كى يدعو له من دعا من غير سابق معرفة، ماذا فعل كى يحرص عدد كبير على حضور جنازته على الرغم من بعد المسافات، ماذا فعل كى يُختم القرآن ويُهب ثوابه له، ماذا فعل كى يشهد له الجميع على أنه رجل خلوق متواضع حريص على العلم والنصح والإرشاد للغير، ماذا فعل كى يجد كل هذا الود فى القلوب؟ إنه حب فى الله، ولم يكن لهذا مبرراً إلا انها بشرى له، يقول الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا).

فى هذه الآية يخبر الله تعالى أنه «يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهى الأعمال التى ترضى الله عز وجل لمتابعتها الشريعة المحمدية، يغرس لهم فى قلوب عباده الصالحين محبة ومودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه». تفسير ابن كثير.

والحقيقة أنه لا يعلم بعاقبة كل إنسان وبدخوله الجنة أو النار إلا الله، ولكن هناك إمارات يمكن للمسلم أن يشهد من خلالها لأخيه بالخير، فأثناء وجود النبى صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الكرام «مَرُّوا بجَنَازَةٍ، فأثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (وجَبَتْ). ثُمَّ مَرُّوا بأُخْرَى فأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: (وجَبَتْ).

فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: ما وجَبَتْ؟ قَالَ: (هذا أثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا، فَوَجَبَتْ له الجَنَّةُ، وهذا أثْنَيْتُمْ عليه شَرًّا، فَوَجَبَتْ له النَّارُ، أنتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فى الأرْضِ)، رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: (أيُّما مُسْلِمٍ شَهِدَ له أرْبَعَةٌ بخَيْرٍ أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ..)، رواه البخاري. فالكل يشهد له بالخير، الله اسأل أن يغفر له ويرحمه ويدخله فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة