خالد ميري
خالد ميري


خالد ميري يكتب: العبور إلى المستقبل

خالد ميري

الخميس، 03 نوفمبر 2022 - 06:23 م

حقيقة الشعب المصرى تظهر وقت الأزمات.. شعب مؤمن صادق قادر على مواجهة أى تحديات والانتصار عليها، هذا ما تحكيه لنا جدران المعابد عن مسيرة الشعب طوال ٧ آلاف سنة.. وهذا ما عشناه منذ أحداث ثورتى يناير ويونيو.

من كان يصدق أن مصر التى كانت على حافة الضياع عندما وصلت جماعة إخوان الإرهاب لحكمها فى السنة السوداء قادرة على أن تعود.. من كان يصدق أن مصر قادرة فى ٨ سنوات على تحقيق ما لم يتحقق على مدار قرن كامل من إنجاز وبناء وتعمير فى كل المجالات فى نفس الوقت الذى تحارب فيه الإرهاب الأسود وتنتصر عليه.

زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى اختتم كلمته أمام المؤتمر الاقتصادى الأسبوع الماضى: السنوات السبع الماضية أثبتت أننا لم نعرف أو نفهم أو نقدر حقيقة المصريين.. فالشعب قبل التضحية والتحدى والحكومة تبذل كل جهدها والقيادة مستعدة لاستنزاف رصيد شعبيتها من أجل العبور والنجاح.. هذه حقيقة شعب مصر، شعب يقبض على وطنه كالقابض على الجمر بكل حب وإخلاص وتضحية.. ويلتف حول البطل الذى حمل روحه على كفه ليستجيب للشعب وينقذ وطنه فى ثورة يونيو العظيمة.. والذى استجاب لإرادة الشعب وتقدم للرئاسة ليقود وطنه فى لحظة تاريخية فارقة.. الشعب والقائد والحكومة معاً.. ولهذا حققت مصر المستحيل وفشلت كل محاولات الفتنة ووقف المسيرة أو تعطيلها.. وسنظل جميعاً على قلب رجل واحد حتى تكتمل مسيرة النجاح.

المحور الثالث عشر الذى اختتم به الرئيس السيسى رؤيته - أن الحلول فى ظل المعطيات التى تحدثنا عنها فى سلسلة المقالات السابقة- باتت مستحيلة خاصة مع تداخل الأولويات.. فهل نبدأ بالتعليم أم الصحة أم الجهاز الإدارى أو الفهم الخاطئ والوعى الغائب ولّا العشوائيات.. لكن الله سلم وحفظ وقدر ويسر أمرًا آخر فله الحمد والشكر والمنة.. وشدد الرئيس أن الدولة المصرية بعد الأحداث التى شهدتها منذ ٢٠١١، كانت تسير على الحافة وممكن تدخل فى فوضى وما ترجعش تانى، ومصر لم تكن بعيدة عما يحدث فى دول الجوار بل على العكس مصر الكبيرة كانت أكثر تعرضاً للخطر لكن الله سلم وحفظ الدولة المصرية لشعبها.

نتذكر جميعاً الاستقرار الهش الذى عاشته مصر قبل أحداث ٢٠١١.. نتذكر غياب أى محاولة للإصلاح وانعدام ثقة القيادة والحكومات وقتها فى شعبيتها التى تساعدها على الإصلاح.. فظلت الأوضاع على ما هى عليه.. مع تراجع مخيف فى أوضاع التعليم والصحة والإسكان والزراعة والصناعة وتزايد الفقر والفساد.. فخرج الشعب فى ٢٠١١ يطلب التغيير فسقط النظام فورًا لأن الاستقرار كان هشاً.. واستغلت جماعة إخوان الإرهاب الفرصة لتصل للحكم فى سنة سوداء.. وأصبحت الدولة الضاربة فى عمق التاريخ عرضة للحرب الأهلية والتقسيم والضياع.. فخرج الشعب فى ٢٠١٣ ليستعيد دولته وانحاز له الجيش الوطنى وكان القرار الإلهى بأن تعود مصر للمصريين.. هذه الأحداث خسرنا خلالها ٤٧٧ مليار دولار، وكان الاقتصاد على وشك أن يتهاوى.. ومنذ وصول الرئيس السيسى للحكم فى ٢٠١٤ بإرادة شعبية كاسحة كانت الرؤية أن نحارب الإرهاب الأسود الذى تدعمه دول وأجهزة مخابرات ووسائل إعلام.. مع انطلاق عجلة البناء والتنمية.. وفى ٨ سنوات تحقق المستحيل وانتصرنا على الإرهاب واستعدنا الأمن واستعادت الدولة قوتها وتأثيرها ودورها.. وتحققت تنمية لم تتحقق خلال قرن من الزمان.

الرئيس أكد أيضاً: أنه حتى الأشقاء والأصدقاء أصبح لديهم قناعة بأن الدولة المصرية غير قادرة على الوقوف مرة أخرى.. وأن الدعم والمساندة عبر سنوات شكلا ثقافة للاعتماد عليها لحل الأزمات والمشاكل.. لدرجة أنه لما يكون فيه مشكلة البعض يقول طيب ما يسافر الريس، والحقيقة أن الأشقاء ساعدونا كثيرا منذ ثورة يونيو ولن ننسى دورهم أبداً.. لكننا كان فرضاً أن نساعد أنفسنا.. وكان يجب اتخاذ قرارات جريئة وجادة للإصلاح وأن تتحمل القيادة والحكومة والشعب تكلفتها.. فالدولة تحتاج لتضحيات الجميع لمواجهة التحديات والتغلب عليها.. ليتواصل العبور إلى المستقبل.

هذه هى حياتنا فى سطور.. قيادة تمتلك رؤية شاملة واتخذت قرارات الإصلاح دون خوف على شعبيتها.. لأن الهدف كان الدولة والشعب.. وحكومة نفذت القرارات وعملت بكل جهد.. وشعب أثبت معدنه الأصيل وضحى لتنجح القرارات ملتفا حول وطنه وزعيمه.

حققت مصر فى السنوات الثمانى ما كان يظنه الصديق قبل العدو مستحيلاً.. ساعدت نفسها ووقفت على قدميها وانطلقت إلى المستقبل.. لكن التحديات لا تتوقف. والتغلب عليها يستوجب وعياً كاشفاً، بأنه طالما الشعب والقيادة والحكومة معاً، فلا مستحيل وقادرون على عبور كل الأزمات.

قصة نجاح مصر فى السنوات الثمانى سيسجلها التاريخ من نور.. لبطولة وتضحيات شعب ورؤية وحكمة قائد.. وتتواصل المسيرة بالمؤتمر الاقتصادى والحوار الوطنى.. فكلنا أبناء هذا الوطن وشركاء فى التفكير والقرار والعمل.. والنجاح لن يجنى ثماره غيرنا.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وزعيمها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة