يحيى نجيب
يحيى نجيب


يحيى نجيب يكتب: خرج منها مبتسماً

يحي نجيب

الجمعة، 04 نوفمبر 2022 - 06:35 م

الإنسان يمر بمراحل مختلفة منذ ولادته حتى وفاته، فهى أشبه بالقطار الذى يتوقف كل يوم أمام رصيف المحطة، حيث يهبط منه ركاب ويصعد آخرون، وكل شخص لديه دورة الحياة الخاصة به وبمراحلها المتتابعة إلى أن ينتهى به المطاف وينتهى أجله.

خلال تلك المراحل المتتابعة بداية من الطفولة وحتى الشيخوخة يظل كل شخص فى صدام مع النفس أيهما ينتصر، فإذا انتصرت النفس الأمارة بالسوء فيصبح تكوين هذا الشخص عدوانيا ضارا لكل من حوله، أما إذا انتصر عليها فى كل مرحلة فيصبح شخصا لا تتغير تصرفاته مع تغير الظروف والأزمنة، فهو على عقيدة ان هذه الدنيا التى دخلها دون محض إرادة سيخرج منها أيضا دون إرادته، ولكن ماذا ترك خلال رحلة الحياة من عمل يتذكره به من تركهم.

فى الأسبوع الماضى فقدت طبيبا اشتهر بطبيب الغلابة، وهو الدكتور جميل حمدى، رغم قربى منه وصداقته التى تشرفت بها إلا اننى أحببته حبا خاصا نابعا من ضحكته النقية التى لم تفارق وجهه منذ عهدى به، حتى لحظة وداعه لعالمنا، أحببته بكثرة لكثرة خدمته لكل من حوله، أحببته للخير الذى كان يفعله مع الفقراء دون مقابل، أحببته لبصمته فى الحياة، والتى جعلت عشرات المئات من أهالى قريتى يخرجون فى جنازة مهيبة يودعونه والدمع يتساقط كقطرات المطر.
رحمك الله دكتور جميل حمدى، طبيب الغلابة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة