كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: الحرب الخاسرة!

كرم جبر

الجمعة، 04 نوفمبر 2022 - 06:40 م

لا تزال أبواقهم تحرض على الفوضى والتخريب والتدمير، ولم يتعظوا من مأساة «جيل اختطاف الحكم» القابع الآن فى السجون، ولم يسألوا أنفسهم: أين صلاح أبو إسماعيل الذى كان يصول ويجول ويقتحم أقسام الشرطة وبنى مستعمرة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي؟.. أين العريان والمرشد وصفوت حجازى والشاطر والكتاتنى والبلتاجى وغيرهم، الذين تصوروا أنهم الدولة والسيف والجلاد والقانون؟ وهل كان يخطر بخيال أحد التخلص منهم، بعد أن كانوا خطوطاً حمراء لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها.

أنهم مستمرون فى حربهم الخاسرة، حرب تعمق الكراهية وتشيد مزيداً من أسوار العزلة، ولم يستفيدوا من دروس الماضى والحاضر، وكتبوا نهايتهم بأيديهم وجعلوا عودتهم إلى الحياة السياسية مستحيلة، بعد أن خسروا كل شيء وفقدوا معالم الطريق إلى المستقبل، فمصر تسابق الزمن للبناء والتنمية والخروج من عنق الأزمة الاقتصادية، بينما الإخوان غارقون فى أوهامهم المصبوغة بالدماء، بعد أن ذهبت شرعيتهم الكاذبة، وأكد المصريون أن الشرعية للوطن وليس لفرد، ولجموع الشعب وليس لجماعة أو عشيرة، وأصبحت شرعيتهم مثل أصنام الكعبة التى عبدوها ثم أكلوها وأسقطها الشعب.

مستقبل مصر أمامها ومستقبلهم وراءهم، هم يهدمون ويقفون على الأنقاض لتعلو قامتهم، ومصر تبنى وتقف فوق ما تبنيه لتعلو قامتها، وحربهم الخاسرة لن تكسبهم أرضاً، وليوقفوا عمليات غسل المخ لأنصارهم، الذين تربوا على كراهية مصر وشعبها، وضلوا الطريق إلى الإسلام الصحيح.

الجماعة الإرهابية لا تعيش إلا على الشر، ولا تنتعش إلا بالأزمات، ويقودها تفكيرها إلى تصعيد حروب الشائعات من كل صنف ولون، وتزداد ضراوتها كلما وقفت البلاد على قدميها وانفرجت أزماتها، أصبح همهم الوحيد هو التشكيك فى كل شيء. 

الجماعة الإرهابية تعتبر أن حب الأوطان ضد الأديان، وتفترى على الإسلام كذباً لترسيخ مفهوم التعارض، وأن من يحب وطنه يكره دينه، ومن يتمسك بأرضه يخرج على مبدأ كل الأرض لكل المسلمين، ومن يختار حاكماً وطنياً يضرب قاعدة «فليحكم مصر ماليزى أو سريلانكي»، فلا مانع لديهم من التفريط فى الأرض والهوية والوطنية، لأن ذلك هو السبيل الوحيد للوصول إلى دولة الخلافة المنشودة.

وهذه الأيام بالذات تزداد ضراوة حروب الشائعات، القادمة من الخارج والممولة من عناصر كارهة لمصر، ولا تريد لها أمناً ولا استقراراً، ووجدوا فى الإخوان بندقية للإيجار لتصويبها فى وجه الوطن.

لو كانت الفوضى هى طريق التقدم والبناء ورفع المعاناة عن الناس، لحرقت الشعوب أوطانها ودمرت ممتلكاتها.. لكنها لم تكن أبداً كذلك، بل كبّدت البلاد خسائر رهيبة، كان يمكن أن تضخ فيها خيراً.
لن يتغيروا ولن يتعظوا ولن يستفيدوا من أخطائهم، لأنهم وضعوا نصب أعينهم أوهام الخلافة والقفز على الحكم، حتى لو كان الثمن ترويع المصريين والقضاء على أمن البلاد واستقرارها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة