خالد ميري
خالد ميري


زعيم مصر يطلق رسالة سلام من أرض السلام

خالد ميري يكتب من شرم الشيخ: قمة إنقاذ الكرة الأرضية

خالد ميري

الإثنين، 07 نوفمبر 2022 - 07:22 م

 

مدينة السلام والجمال.. شرم الشيخ تستضيف العالم بأكمله، فوق أرضها الطيبة يتحرك ٤٠ ألفاً من مختلف الجنسيات ينتمون إلى ١٩٧ دولة.. حضروا للمشاركة فى قمة المناخ - كوب ٢٧ - والتى انطلقت أول أمس بتسلم مصر لرئاسة القمة وشهدت أمس زخما عالميا غير مسبوق، وزعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى يستقبل قادة ورؤساء دول وحكومات ١٢٠ دولة ورؤساء كل المنظمات الدولية والإقليمية المهمة فى العالم.. الكل جاء ليشارك فى الفرصة الأكبر وربما الأخيرة لإنقاذ الكرة الأرضية من الآثار المدمرة للتغيرات المناخية، وأن ينتقل العالم من مرحلة التعهدات والوعود إلى مرحلة التنفيذ.

 جانب من زعماء وقادة العالم المشاركين خلال الجلسة الافتتاحية لقمة المناخ بشرم الشيخ

٣ آلاف صحفى وإعلامى يمثلون أهم ٤٥٠ صحيفة وقناة تليفزيونية وإذاعة وموقعا إلكترونيا ووكالة أنباء ينقلون الحدث لحظة بلحظة إلى ٨ مليارات مواطن يعيشون الآن فوق الأرض، اسم مصر يتردد باحترام ومحبة ومودة فى كل العالم، ومدينة السلام شرم الشيخ أصبحت المدينة الأهم فى العالم، الكل يعرفها وينطق اسمها من مشارق الأرض لمغاربها.

تجاوب دولى واسع مع دعوة السيسى لوقف الحرب الروسية الأوكرانية

 

بمجرد التقاط الصورة الجماعية لقادة العالم مع زعيم مصر الرئيس السيسى وبحضور أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة انطلقت الجلسة الرئاسية والتى تابعها العالم بأجمعه، ومن مدينة السلام أطلق رئيس مصر رسالة سلام بعلم الوصول إلى كل شعوب وقادة العالم. نداء لوقف الحرب الروسية الأوكرانية ووقف الخراب والقتل. لقد عانى العالم بأكمله من أزمة كورونا وبعدها استمرت المعاناة مع الحرب فى أوكرانيا، وحان وقت العمل لإنهاء الحرب.. مصر لا تبحث عن دور لكنها تبحث عن السلام ويدها ممدودة للجميع، وبمجرد إطلاق النداء تجاوب العالم بأكمله مؤيدا ومساندا وخرج السكرتير العام للأمم المتحدة والزعماء المشاركون فى القمة يدعمون النداء المصرى، ويطالبون بتحويله إلى خطوات عملية على الأرض لبدء محادثات سلام مكثفة ليتوقف القتال ويتم إحلال السلام. والحقيقة أن العالم عانى من الحروب والقتل والتخريب وأنه لا يتحمل المزيد، فالحرب الروسية الأوكرانية رغم أنها فى منطقة جغرافية محدودة  فتأثيراتها العالمية على أسعار الطاقة والمواد الغذائية وسلاسل النقل وأسعار كل السلع أرهقت العالم بأكمله. العالم المرهق أصلا من أزمة كورونا.

النداء المهم لإيقاف الحرب والعيش فى سلام.. جاء بعد كلمة مهمة للرئيس السيسى فى افتتاح القمة أمس. كلمة أكد فيها أن ما نحتاجه لتجاوز أزمة المناخ والوصول لتوافق لتنفيذ مقررات قمة باريس يتجاوز الشعارات والكلمات، ويحتاج لتنفيذ سريع فعال عادل، حتى ترى الشعوب خطوات حقيقية ملموسة لمواجهة الأزمة وعدم السماح بزيادة درجات الحرارة ٣ درجات إضافية.

الرئيس أشار للحقيقة بأن كل شعوب العالم.. أطفالا وكبارا ونساء ورجالا وشبابا وعمالا وفلاحين.. العالم بأكمله يترقب هذه القمة وما سيخرج عنها. وما نطمح لتحقيقه ليس مستحيلا إذا توافرت الإرادة الحقيقية والنية الصادقة لنتجنب كوارث مناخية غير مسبوقة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى يلقى كلمته فى افتتاح الجلسة الرئاسية للقمة

وأكد الرئيس السيسى أنه إذا كنا نرغب فى السير معا نحو المستقبل الأفضل فيجب ضمان تجنب الزيادة الكبيرة فى درجة حرارة الأرض وأن تشعر الدول النامية بالرضا والتفاعل مع احتياجاتها وأولوياتها، وأشار إلى أن مصر تتحول نحو الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات فى كل المجالات وهناك أمل أن القمة ستخرج بنتائج ناجحة لمواجهة أزمة المناخ، ومصر أطلقت الاستراتيجية الوطنية لمواجهة تغير المناخ.

كلمات الرئيس عبرت بصدق عن الأزمة الأكبر التى تواجه الكرة الأرضية حاليا. فالحقيقة أن السيطرة على زيادة درجات حرارة الأرض عند درجة ونصف فقط فى السنوات القادمة ومواجهة الأزمة يحتاج لتفاعل وتعاون كل الدول خاصة الدول المتقدمة الغنية التى تسببت وتتسبب فى ٩٠٪ من الانبعاثات الحرارية الضارة بالمناخ. ورأينا فى الشهور الماضية فيضانًا يغرق ثلث الأراضى فى باكستان وأنهارا تجف فى أوروبا وأمريكا وحرائق غابات غير مسبوقة وكوارث طبيعية متنوعة سببها أزمة المناخ وكلها تهدد حياة ومستقبل الملايين بل المليارات من البشر وكل الأجيال القادمة.

وكانت كلمة أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة معبرة وهو يؤكد أن العالم يناضل لمواجهة فوضى التغيرات المناخية التى تجعل مستقبل ٨ مليارات إنسان يعيشون فوق الأرض فى خطر، والوقت يمر بسرعة وكوكب الأرض يخوض معركته من أجل البقاء، وهناك ٣ مليارات و٨٠٠ مليون إنسان يواجهون أخطار تغير المناخ الآن. ومن ساهموا فى الأزمة من الدول الغنية عليهم دفع الثمن. فالحرب ضد الطبيعة هى أكبر انتهاك لحقوق الإنسان. ولم ينس جوتيريش أن يشكر مصر ورئيسها ويشيد بالتنظيم المبهر الرائع لقمة المناخ فى مدينة السلام شرم الشيخ.

بعده تحدث الرئيس السنغالى رئيس الاتحاد الأفريقى ليؤكد حاجة أفريقيا عاجلا إلى ٢٠٠ مليار دولار لمواجهة أزمة المناخ، وتحدث الرئيس الإماراتى الشيخ محمد بن زايد والذى سترأس بلاده القمة القادمة بأن لدى الإمارات استراتيجية وطنية للوصول للحياد المناخى عام ٢٠٥٠. وبدأ زعماء الدول المتقدمة فى تأكيد التزامهم بمواجهة تغيرات المناخ فأعلن ريشى سوناك رئيس وزراء بريطانيا مضاعفة التزامات بلاده إلى مليار و٦٠٠ مليون دولار لمواجهة الازمة.

الحقيقة المؤكدة أن قضية المناخ عاجلة وخطرها داهم ويهدد حياة ومستقبل المليارات من سكان الأرض فى كل مكان. والدول الغنية لا تفى بالتزاماتها ومنذ قمة باريس ٢٠١٥ التى أكدوا فيها دفع ١٠٠ مليار دولار لمواجهة الأزمة. فأى متابع موضوعى يتأكد أنهم لم يلتزموا كل هذه السنوات إلا بإنفاق ٢٢٪ فقط من المبلغ وهو ما زاد حدة الأزمة وخطرها.. الصين وبعدها أمريكا فأوروبا هى السبب الأهم لأزمة المناخ. وأفريقيا تدفع الثمن غاليا رغم أنها لا تساهم إلا بنسبة ٣٪ من الأزمة ولهذا فصوت أفريقيا جاء عاليا فى القمة، والوقت حان لتعويضها ومساعدتها على مواجهة تأثيرات الأزمة القاتلة.

العالم يحتاج ٢ تريليون دولار لمواجهة تغيرات المناخ وأفريقيا المتضرر الأكبر

د. محمود محيى الدين رائد الرئاسة المصرية لقمة المناخ والمبعوث الخاص للأمم المتحدة أكد لى أن العالم يحتاج لإنفاق ٢ تريليون دولار أو على الأقل تريليون دولار فى السنوات القادمة للسيطرة على زيادة درجات الحرارة والقدرة على التكيف مع الآثار الضارة ومساعدة الدول الأكثر تضررا خصوصا فى أفريقيا. وصحيح أن العالم يواجه خلافات سياسية حادة وعميقة ما بين الصين وروسيا وأمريكا وأوروبا وهى الدول الأكثر تسببا فى الأزمة، لكن المؤكد أنه إذا لم يتعاون الجميع لمواجهة الأزمة ومحاولة السيطرة عليها فالجميع سيدفع الثمن غاليا ولن ينجو أحد من آثارها.

حان وقت تنفيذ التعهدات وعلى الدول الغنية أن تدفع الثمن لحماية المناخ

قمة شرم الشيخ هى الحدث الأهم فى العالم. وكل سكان الأرض يتابعون ما يجرى بمصر وتحديدا مدينة شرم الشيخ ويتوقعون تعهدات تخرج بخطط مفصلة لتنفيذها، لإنقاذ كوكب الأرض . فهى المعركة الأهم لكل سكان العالم ومستقبل البشرية.

ومن شرم الشيخ تنطلق ١٣ مبادرة مصرية وأفريقية ودولية لمواجهة تأثيرات تغير المناخ. وكان سامح شكرى وزير الخارجية محقًا ، وهو يتسلم رئاسة قمة المناخ أول أمس،  بأن هذا وقت التحول من التعهدات إلى التنفيذ. العالم لا يملك ترف الاختلاف وتأخير التنفيذ. وكلنا نعرف الأزمة ومن تسبب فيها وعلى كل دولة أن تساعد فى المواجهة بقدر ما تسببت من أضرار، فهذه حياتنا جميعا ومستقبل أولادنا وعلينا أن نتكاتف لننجح فى المهمة الصعبة ولكنها ليست مستحيلة. يدا بيد نستطيع النجاح من أجل مستقبل يعيش فيه أولادنا فى أمان وسلام. مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.

مصر تستعيد مكانتها.. والتاريخ العريق يمتزج بحاضر الجمهورية الجديدة العظيم

الحقيقة أننى زرت مدينة السلام شرم الشيخ كثيرا، لكن هذه الزيارة هى الأهم، فالمدينة تستضيف أهم قمة شهدها العالم فى السنوات الأخيرة، وتشهد الحضور الأضخم فى تاريخ قمم المناخ وربما تاريخ أى قمم عالمية من كل بلدان العالم، والمدينة التى أصبحت خضراء بفضل خطة واضحة للقيادة المصرية وعمل ليل نهار للتنفيذ. حقيقة أصبحت المدينة الأجمل فى كل دول العالم وليست فقط واحدة من أجمل ١٠ مدن بالعالم. والمؤكد أن الرواج السياحى غير المسبوق الذى تشهده المدينة حاليا بل مصر كلها، سيتم البناء عليه للمستقبل والاستثمارات الضخمة سيتم استخدامها لضمان استمرار النجاح.

والحقيقة أن الشكر واجب ومستحق لكل من عمل وأسهم فى هذا النجاح غير المسبوق لاستضافة القمة الأهم فى العالم. شكرا لمن واصلوا الليل بالنهار من أجل أن يرى العالم كله شرم الشيخ بل مصر كلها تتألق، ليمتزج التاريخ بالحاضر فى مشهد بديع وغير مسبوق.

العالم كله من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه لا يتحدث إلا عن مصر وشرم الشيخ، ومؤشرات البحث على مواقع التواصل الاجتماعى كافة تتقدمها مصر بفارق شاسع عن أى دولة بعدها.. هذه مصر الجمهورية الجديدة.. هذه مصر لمن كان له قلب يرى. مصر التى عادت لمكانتها التى تستحق بإرادة ورؤية زعيم وطنى وعمل وصبر شعب عظيم .
حفظ الله مصر وشعبها وزعيمها.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة