صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

متى تتعافى الأرض؟!

صالح الصالحي

الأربعاء، 09 نوفمبر 2022 - 07:30 م

أرضنا تئن وتشكو من أوجاعها.. أثقل عليها هذا الإنسان المغرور، فأفسدها وذاق وبال فساده بما كسبت يداه.. ظن أنه يملك هواءها ومياهها.. ونسى أنه مستخلف لإعمار الكون.. ماذا أردت أيها الإنسان؟!.. أردت أن تمتلك ما ليس لك ونسيت أن كل ما فى الكون سُخر لك، وما أنت إلا خليفة الله فى الأرض.. نسيت رسالتك فامتلكت الشر باسم الحضارة والتكنولوجيا، والآن تحصد أمراض ما صنعت يداك.. أشعلت الحروب واقتلعت الغابات والأشجار وجففت مياه البحار والمحيطات، ونسيت أيها الأحمق أنها تذهب للسماء لتعود إليك أمطاراً.. الآن تبكى وتبحث عن إصلاح ما أفسدت؟!.. أم أنك مازلت تتنصل من مسئولياتك وتظن ظن الواهمين أنك تستطيع أن تحيا وحيداً بعيداً عما فعلته من شرور.

اليوم قمة المناخ لعلها تكون المجدية ليقف كل فرد وكل دولة وكل هيئة وكل من كان أمام مسئولياته، الكبير يتحمل مسئوليته فى إفساد مناخ خلقه الله فى أبهى صورة، فأوقع الصغير الضعيف فى شرور اقترفها ولم ينج منها أيضا ولن يستطيع أن يفر منها فأين هو ذاهب؟!

الكل يحيا فى مركب واحد بعدما أضعنا أمانة ما فى أعناقنا ولم يعد الأمر يتحمل أن يغض أحد الطرف، فلم يعد أمامنا مفر من مواجهة صنيعة أيدينا.

قمة المناخ ليست خطباً وكلمات رنانة يخرج منها كل جمع إلى معاودة صنيعه مرة أخرى، فقضايا المناخ والبيئة تمثل بؤرة اهتمام القيادة السياسية التى أدركت منذ مجيئها فحواها وقيمتها وربطت كل مشروعاتنا بالتنمية المستدامة التى تعتمد على الاقتصاد الأخضر..بوعى عميق من القيادة السياسية لتداعيات ومخاطر ما آلت إليه أحوالنا وتدهور أوضاعنا، فمستقبل غذاء ودواء ومياه العالم مهدد وما يجنى جراء هذه الفعلة سوى الدول المستضعفة.

فى قمة المناخ التى تعد منبراً عالمياً خاطب منه الرئيس عبدالفتاح السيسى العالم أجمع بإدراك حقيقى لتداعيات ومخاطر الحروب على الإنسانية جمعاء، التى لم يكتف الإنسان أن يحارب أخاه الإنسان فقط إنما أصبح فى أى مكان يحارب البشر جميعاً.

الرئيس عبدالفتاح السيسى كان كاشفاً واضحاً ليفيق العالم فيواجهه واقع أليم بما يحويه من تحديات وتغيرات مناخية، مشدداً على ضرورة أن نسابق الزمن لمواجهة هذه التحديات وأن ينتقل كل ما يخرج من هذه القمة لحيز التنفيذ، فكفانا تعهدات وشعارات.

فى قمة المناخ مصر تقدم نموذجاً عالمياً ولسان حالها: نحن هنا وعلى العالم أن يسمع نداءنا فلا يملك أحد رفاهية التأجيل أو عدم الإنصات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة