مشهد من مسرحية «الطوق والإسورة»
مشهد من مسرحية «الطوق والإسورة»


اختفاء «المسرح الكوميدي» من الخريطة أعمال القطاعين «العام والخاص»

آخر ساعة

الخميس، 10 نوفمبر 2022 - 06:32 م

عصـام عـطــية

فجأة اختفى المسرح الكوميدى من الخريطة المسرحية، بالقطاعين العام والخاص، كما خرج أيضاً مسرح مصر ولم يعد، هل اختفاء الكوميديا أمر مرتبط برحيل كبار الكتاب المسرحيين أم باختفاء نجوم الكوميديا؟.. وأين مسرح الدولة؟.. وهل سد فراغ اختفاء كوميديا القطاع الخاص أم إن مسرح الدولة يعانى هو الآخر؟.. رغم ما يبذله مسرح الدولة من جهود لإعادة الحياة «لأبو الفنون» من خلال جذب الجماهير، وتقديم عروض جيدة، إلا أنه يتردد فى أروقة البيت الفنى للمسرح من بعض العاملين، أن السبب فى ضعف الإقبال على العروض هو نقص الدعاية، فالدعاية الآن ضعيفة وتقتصر على ما يكتبه صناع العرض من انطباعات عن ردود فعل الجمهور، وينشرونها لجذب الآخرين أو دعاية يقوم بها الجمهور نفسه إذا أعجبه العرض.

هناك من يربط بين غياب النجوم عن أبو الفنون وعزوف الجمهور عن الإقبال على العروض المسرحية، حيث تتصدر الوجوه الشبابية البيت الفني للمسرح، لكن هذا الأمر غير صحيح، فهناك مسرحيات قدمها وجوه شبابية فقط، وحققت نجاحا كبيرا كمسرحية قواعد العشق الأربعون، والتى استمر عرضها لمدة خمس سنوات.

سمير العصفورى: انسحاب الجمهور السبب وليس انتهاء الرواد

المخرج المسرحي، سمير العصفورى، قال إن مسرح القطاع الخاص يوجد به بعض المحاولات القليلة، وهو حالياً نادر لم يعد مثل الستينيات والسبعينيات، مشيراً إلى أن المسرح الخاص لم ينته بانتهاء الرواد، ولكن بسبب انسحاب الجمهور من المسرح الخاص، حيث إن مسرح القطاع الخاص يتواجد عندما يكون له جمهور لأنه يقوم على الإنتاج بدفع الإيرادات التى تأتى من تجمع المشاهدين.

أضاف، أنه يوجد محاولة قدمها الفنان أشرف عبد الباقى (مسرح مصر) استطاع من خلالها إعادة القطاع الخاص بشكل آخر مختلف بتقديمه لعدد من الوجوه الشبابية التى تقدم مسرحيات ليست ضخمة ولكن كوميدية تستهدف نشر الضحك ليس أكثر.

وقال إنه يمكن للمسرح أن يعود مرة أخرى بدليل المحاولة التي قدمها الفنان يحيى الفخرانى في مسرحية (ياما في الجراب ياحاوى)، وأيضا مسرحية  المخرج خالد جلال (انستونا)، لافتاً إلى أن المسرح الخاص يمكن أن يعود فى حالة واحدة وهى زيادة معدلات ونسب السياحة في القاهرة والإسكندرية، أما بالنسبة لمسرح الدولة فلا يمكن الربط بين غياب النجوم وعزوف الجمهور عن الإقبال، ولكن القضية تتمثل في الظروف الاقتصادية وجائحة كورونا التى مرت بنا، وبالتالي أصبح يوجد انكماش عند الأسرة في الترفيه عن نفسها فى السينما أو المسرح.

أضــاف، أن المســرح بشكل عـــام لـــه جمهور خاص محب للمسرح رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ولكن لا يوجد عليه إقبال مثل الماضى، مطالباً النجوم الكبار أمثال أحمد السقا ومنى زكى وشريف منير وغيرهم بالعودة لتقديم أعمال مسرحية جديدة.

المـــؤلف الكبير، أحمـد الإبياري، يستعد لتقديم مسرحية جديدة بعنوان (كازينو بديعة)، ويشارك بها عدد من النجوم وهم سمية الخشاب وإدوارد وأحمد فتحى وطارق الإبيارى وإيمى طلعت زكريا وإخراج طارق الإبيارى، ويقول الإبيارى إن المسرح الخاص شبه مختفى حيث لا يتم تقديم سوى مسرحية واحدة أو مسرحيتين على الأكثر فى العام، وهذا مخالف لما هو متعارف عليه سابقا حيث كان يوجد أكثر من 260 ليلة عرض للمسرحية الواحدة.

اقرأ أيضًا

هنيدي وأشرف عبدالباقي في أحدث ظهور معاً على «إنستجرام»

وقـــال إن تصــدر الوجـوه الشبابيــة لمسرح الدولة أمر ضرورى ومطلوب بقوة، ويعد أمرا طبيعيا فهم نجوم المستقبل، وبمثابة قوة داعمة، ولا يجب انتظار النجوم فقط، مشيراً إلى أنه غامر وقدم عددا من الوجوه الشابة فى مسرحية (فيما يبدو سرقوا عبده)، وهم الآن من كبار النجوم أمثال أحمد آدم، وأحمد السقا، ورامز جلال، ووفاء عامر، ومحمد شرف، وغيرهم، مضيفا أنه يجب إعفاء المسرح من أى معوقات، فالمسرح منبت لكل المواهب.

خالد دهب، مدير المسرح القومى، قال إن المسرح الخاص التجارى بالمعنى الذى كان متعارفا عليه فى السبعينيات والثمانينيات كمسارح عادل إمام وسمير غانم ويونس شلبى، اختفى بالفعل ولم يعد موجودا الآن، باستثناء بعض التجارب البسيطة التى لها طبيعة معينة، مشيراً إلى وجود الفرق المستقلة والفرق ذات الطبيعة الخاصة، والتى تتشكل فى وقت معين لتقديم عروض معينة فى مناسبات بعينها.

أضــاف، الفرق المستقلة تقدم نوعا من الكوميديا الراقية، كالعرض الذى قدمه هانى رمزى، وهو عرض كبير، تحت اسم (أبو العربى)، وعن مسرح الدولة قال إنه يوجد حالياً عرض (سيدتى الجميلة) الذى يقدم فى المسرح القومى، بطولة داليا البحيرى وأحمد وفيق.

ويرى دهب، أنه يجب إنعاش مسرح الدولة أولا، وذلك من خلال إعادة ريادته ورونقه، مشدداً على أن كل مسرح يقدم النموذج الخـــاص بــه بحيث يتم تحديد هوية كل فرقة من الفرق كفرقة المسرح الكوميدى، وفرقة المسرح القومى، وفرقة المسرح الحديث، وفرقة مسرح الطليعة، كما يجب تحديد مشكلات وأزمات هذه المسارح والعمل على حلها، كما يجب أيضا تحديد النصوص المناسبة لكل مسرح، وعودة المكاتب الفنية،  وعمل دراسة للنهوض بهذه المسارح، وتحديد المستهدف من مسرح الدولة.

ولفـــت إلى مشــــروع مـســــرح المواجهة والتجوال، وهو إحدى فرق البيت الفـنى للمسـرح الخـــاصــــــــة بالعـــــروض التى يتـــم إنتاجهــا فــي أقاليم مصر بالأماكن المحـرومــــــة والقـــرى والنجوع ضمن مبادرة حـــياة كــريمة بواقــع 250 قــرية على مستوى 18 محافظة بسبعة عروض مسرحية، وتضم عروض مســـرح الطــــفل، والعــــــرائس، والمســــــرح الكومـــيدي، وغيرها، وهى تساهم فى دعم المسرح العام حيث إن هذه العروض حققت ٦ ملايين مشاهدة العام الماضى.

من جانبه، قال مدير مسرح المواجهة والتجــوال، محمــد الشــرقاوى، إن مسرح القطاع الخاص موجــود بشـكل بســـيط، ويوجد محاولات جادة فى هذا المسرح، وأشار إلى مسرحية (انستونا) للمخرج خالد جلال بطولة دنيا سمير غانم، وكذلك الفــرق الموجــودة فى الإسكندرية ومطروح الـتى تعــرض فــى الصــيف، وأيضا الفرق المستقلة التى تعمل بدعم خاص، وأكد أن الوضع الاقتصادى كان له أثر سلبى فى تراجع المسرح الخاص، وبالنسبة لمسرح الدولة أشار إلى أن الوجوه الشبابية واختفاء النجــوم ســببه ضعف الأجور والتوسع فى الإنتاج الدرامــى التلفــزيونى والســينمائى وأيضاً ضعف الدعاية.

المخرجة والكاتبة المسرحية، رشا عبدالمنعم، قالت إن مسرح القطاع الخاص موجود بالفعل، وإن لم يكن موجودا بنفس القوة التى كان عليها فى السابق، وترى أن حجم الإنتاج أقل فى الوقت الحالى، كما أشارت إلى مسرحية (انستونا)، ومسرح مصر، وترى أنه يجب وجود تعدد فى ألوان المسرح الموجود.

وعن مسرح الدولة، قالت إن الأجور الكبيرة للنجوم، والتى تستحوذ على جزء كبير من الميزانية تؤثر على مسرح الدولة، لافتة إلى أن اعتمــاد مسرح الدولة على الوجــوه الشــبابية لا يمــثل مشكلة، حــــيث توجد نماذج لعروض ليس بها نجوم وحققت نجاحا كبيرا وظلت تعرض لمدة طويلة، كقواعد العشق الأربعون فى مسرح السلام، الذى لم يكن به نجوم وحقق نجاحا كبيرا وظل يعرض لمدة خمس سنوات.

خالد جلال: خطة شاملة للتطوير تستهدف إنعاش البيت الفنى

المخـرج خــالد جــــلال، رئيـس القطاع الثقافى بوزارة الثقافة، تحدث عن مسرحية (انستونا) لدنيا ســـمير غــانم، مشــيراً إلى أن دنيا استطاعت أن تتفوق على نفسها، وحظيت بإعجاب الجميع، وأكد أن هناك خطة شاملة للتطوير تستهدف إنعاش البيت الفنى للمسرح، حيث استعرض هذه الخطة فى اجتماعه الأول مع مديرى البيت الفنى للمسرح، وتمت مناقشة العديد من الموضوعات، أهمها التأكـــيد على  تقــديــم عــروض مسرحية متميزة تعكس هوية كل مســرح  مـن مسارح الدولة، وإتاحة الفرصة للمبدعين من كافة الأجيال المشاركة فى هــذه العــروض، وشــدد علــى أن تظــل دور العروض مفتوحة طوال العام مع إمكانية استضافة مســرحــيات مــــن إنـتـــاج الفرق الأخرى التابعة للبيت الفنى للمسرح. 

وأكد جــلال، أهـمية الدعاية والتسويق لعروض البيت الفـنــى، وذلك لدورها فى جــــذب الجـماهـير للإقــبال علـــى العروض المســرحــية بما يسهم فى تحقيق إيرادات مناسبة، مع وجود تسهيل للعقبات الإدارية التى تواجه مديرى الفرق التنفيذية لإنجاز مشروعاتهم الفنية بنجاح.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة