صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه


ندوة بـ«أخبار اليوم» توصي بتنفيذ استراتيجية جابر عصفور ضرورة

أخبار الأدب

السبت، 12 نوفمبر 2022 - 03:33 م

د. هالة فؤاد: لم يعزل نفسه عن هموم الناس بل كان يحمل الهم معهم

د. عماد أبو غازى: جابر عصفور نموذج للمثقف صاحب الرؤية والبصيرة والمتطلع للمستقبل
د. طارق النعمان: وزارة الثقافة لا تملك الكوادر التى يمكن أن تنفذ هذه الاستراتيجية حاليًا

د. سعيد المصرى: إعادة إحياء مشروع جابر عصفور هو التكريم الذى يستحقه

د. أنور مغيث: كان حريصًا على إقامة مؤسسات ثقافية لرغبته فى الحفاظ على التوهج الثقافى المصرى
محمد شعير: يجب تطبيق ولو جزء  من الاستراتيجية وألا تصبح مجرد وثيقة

الدكتورة هالة فؤاد زوجة الراحل جابر عصفور قالت إن الاستراتيجية التى طرحها جابر عصفور تقع ضمن مشروعه الثقافى الواسع «أظن أن جابر عصفور بدأها منذ أن رفض فكرة التطبيع مع إسرائيل، فبحث فى كتابه المرايا المتجاورة الذى كتبه خلال تلك الفترة العلاقة بين الناقد ومجتمعه، إذ أدرك بعد عملية اغتيال السادات ضرورة مواجهة الإرهاب من خلال خطاب ثقافي.

إذ اعتبر أن الدين ليس هو الثقافة بل هو أحد مكونات الثقافة؛ لذلك اقتنع بضرورة إحياء الذاكرة الوطنية المصرية واسترداد الرموز المصرية، فهو لم يكن مثقفًا يعزل نفسه عن هموم الناس وينظر إليهم من أعلى، بل كان يحمل الهم معهم، إذ كان يتحرك دائمًا ويصطدم صدامًا حقيقيًا بالواقع.

وقد اكتشف فى ثمانينيات القرن الماضي، أن الثقافة تم إهدارها ومسحها؛ لذلك كان علينا إعادة احياء الثقافة والرموز، فقد كان يؤمن أنه عليه أن يأخذ من الناس أفضل ما عندهم، حتى وإن اختلف معهم، فى كثير من الأمور؛ لذلك نجح واستطاع أن يتعامل مع الجميع، والحقيقة أنه كان يستجيب استجابة صحية للواقع». 


تجربة مريرة
الدكتور سعيد المصرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة قال فى حديثه إن عصفور كان مستمعا جيدًا لكل من يتحدث ولكل رأي، حتى وإن اختلف معه «أنا أشهد أن كثيرا من الأفكار التى قالها ووجهت له بسببها انتقادات كان قد أعاد النظر فيها مرة أخرى وتم تطويرها، والاستراتيجية الثقافية التى كتبها تستهدف المنظومة الثقافية للدولة بأكملها.

فعندما طرح الفكرة كان يريد تفكيك الذهنية الموجودة، إذ أراد أن تعمل جميع الجهات سويًا من خلال فريق مشترك مع عدة هيئات مختلفة؛ لذلك المشكلة الرئيسية كانت هى العقلية التى يمكن أن تتقبل هذه الفكرة أصلًا.

وقد كانت هناك مشاورات كثيرة، وقرأنا ما كتبه المثقفون من أوراق تتعرض للسياسات الثقافية، ونحن لم نترك شخصًا يمكن الالتقاء به إلا وكنا نستمع منه، وهنا بدأنا صياغة الفكرة، ودعونا المؤسسات الثقافية الخاصة.

ولم نكتف كذلك بهذا القدر بل قمنا بتنفيذ الكثير من البرتوكولات مع الوزارات المختلفة، وقد تحدثنا عن فكرة العدالة الثقافية، ورعاية الموهوبين، والحفاظ على التراث، إذ كان هدفنا هو الاشتراك مع الوزارات وليس الانفراد بعمل بعينه، فالمعركة الحقيقية عند جابر عصفور كانت هى التنفيذ، بسبب وجود صراعات من داخل وزارة الثقافة.

ومن خارجها، فالمؤسسات الثقافية كان بعضها منكفئًا على نفسه، وكأنها جهات منفصلة عن بعضها البعض، أما بالنسبة للوزارات الأخرى فقد كانت البيروقراطية دائمًا ما تعيق التنفيذ، فالثقافة داخل الدولة المصرية معادية للعمل المشترك، وقد عانى جابر عصفور لأن بعض الوزراء أرادوا الانفراد ببعض الملفات؛ لذلك كنا نخوض معارك دائمًا.

إلا أن جابر عصفور كان يملك طاقة كبيرة لإنجاز هذه الأعمال، وكان بإمكانه فك هذه التشابكات؛ لذلك التجربة كانت مريرة لأنه لم يسعفه الحظ لاستكمال المسيرة، ولو كان له أن يستمر عدة سنوات فى منصبه  لتغيرت الكثير من الأمور، لأنى متأكد من أن الذى صنع المجلس الأعلى للثقافة من العدم قادر على أن يصنع منظومة ثقافية للدولة، وهذا ما كان يريده جابر عصفور؛ لذلك إعادة إحياء مشروع جابر عصفور هو التكريم الذى يستحقه والذى يجب أن نعمل على استكماله. 

سياسة ثقافية
الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق تحدث من جانبه عن الفترة التى قضاها مع د.جابر عصفور، إذ أكد على أن عصفور كان التلميذ المخلص لـ طه حسين، وكثير من مشروعاته التى سعى لتحقيقها كانت ضمن أفكار طه حسين، فالمشروع القومى للترجمة، ثم المركز القومى للترجمة هما خير دليل، فهذا المشروع هو جزء من مشروع أرادطه حسين تنفيذه سعيًا منه لنقل وترجمة الفكر العالمى إلى اللغة العربية، فقد شعر جابر عصفور دائمًا باحتياج مجتمعنا لنقل هذه الأفكار؛ لذلك عندما تولى المجلس الأعلى للثقافة لم يترك حلمه، والفكرة التى أراد تحقيقها دائمًا، فهو لم يكتف بإصدار كتب فقط من خلال المجلس الأعلى للثقافة، بل جعله كيان مؤسسى قائم، وقد أصدر 1000 ترجمة من خلال المجلس الأعلى للثقافة. 


وأضاف عماد أبو غازى: جابر عصفور عندما تولى المجلس الأعلى للثقافة أعاد هذا الكيان لسابق عهده فقد أصابه شلل منذ ثمانينيات القرن الماضي، واستطاع إعادة إحياء هذا الكيان من خلال مشروع حقيقى على أرض الواقع، إذ بنى مؤسسة أصبحت موضع إعجاب الكتاب والمبدعين فى الوطن العربى ككل؛ لذلك عندما تولى الوزارة كان فى ذهنه استراتيجية العمل الثقافى داخل مصر.

فقد أراد من خلال المجلس الأعلى للثقافة وضع تصورات للتعاون بين الجهات داخل الدولة، وهناك العديد من الأوراق التى كتبناها فى بداية الألفية والتى كانت تسير فى هذا الاتجاه، فالتعاون بين الوزارات أمر مهم للغاية، وكان الدكتور جابر بدوره يؤمن بضرورة التعاون المشترك «أذكر أنه عندما تولى وزارة الثقافة للمرة الأولى أول مطالبه كانت التصورات التى كنا قد وضعناها للتنسيق بين الوزارات المختلفة وبين وزارة الثقافة، فهذا كان همه الأول لأنه أراد إحياء هذه الفكرة لتنفيذ سياسة ثقافية للدولة، فقد كان متصورًا أن هذه الوزارة تمثل ائتلافا للدولة.

ولكنه اصطدم بالواقع فترك الوزارة سريعًا خلال تلك الفترة، وعندما جاء وزيرًا للمرة الثانية بدأ ينشغل بفكرة السياسة الثقافية وقدم أفكارا وبدأ عملية صياغة هذه الأفكار، إذ سعى لتحقيق ما نادى به أثناء تواجده خارج موضع المسئولية، فكان هذا هو همه الأساسى أثناء توليه الوزارة».

 
يستطرد أبو غازى: ما يميز هذه الاستراتيجية أنها كانت مطروحة للنقاش الموسع، لكن تركه للمنصب أدى لتوقف المشروع وهو شيء مؤسف للغاية بطبيعة الحال؛ لذلك فنموذج جابر عصفور هو نموذج المثقف صاحب الرؤية والبصيرة.

والمتطلع للمستقبل، فبقدر ما كان واقعيًا بقدر ما كان يملك حلمًا لا يتوقف عن السعى لتحقيقه، وقد سعى أيضًا لعقد شراكة بين وزارة الثقافة والمجتمع المدنى والاهتمام كذلك بالصناعات الثقافية، فهذه الصناعات ليست مسئولية الدولة، فهى غير مسئولة على إنتاج سينما أو أن تصبح ناشرًا، لكنها مسئولة عن فتح المجال وتوفير الحماية القانونية لنشر هذه الصناعات الثقافية.


وثيقة تاريخية
الناقد والمترجم الدكتور طارق النعمان أكمل ما بدأه الدكتور عماد أبو غازى إذ أكد على أن استراتيجية جابر عصفور هى بمثابة وثيقة تاريخية «نحن من المحظوظين لأننا كنا تلامذة للدكتور جابر عصفور، فهو يختلف عن الكثيرين ممن جاءوا على رأس المؤسسات الثقافية داخل مصر، لأنه كان صانعًا للأمل دائمًا، إذ كان يؤمن بطاقات مصر الكامنة، وهذه المسألة كانت تحركه دائمًا للأمام رغم ما يعانيه الواقع من بؤس، فقد كان يؤمن بالدور المصرى التاريخى فى المنطقة، وهو لم يرد أن تصبح مصر «هامشًا» بل أراد أن تقوى مصر بقوة الآخرين.

وهذا ما ظهر خلال تواجده فى المجلس الأعلى للثقافة؛ لذلك فالثقافة هى محور أساسى ضمن الحوار الوطنى، لأنه لا يجوز أن تكون الثقافة فى ذيل القائمة، لأننا إذا ما أردنا النهوض بالاقتصاد المصرى، علينا معرفة دور الثقافة فى الاقتصاد، وما أقصده هو ضرورة أن تقوم الدولة برعاية الموهبة.

وهذا ما أراده جابر عصفور من خلال مشروعه؛ فنحن لسنا دعاة انحلال لكن يجب دعم الموهوبين وعدم التضييق على الإبداع، فما حدث مع الشاعرة أمينة عبد الله مؤخرا أمر لا يمكن قبوله أبدًا، وهو نفس الأمر الذى تعرض إليه كثير من المثقفين خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وجابر عصفور أيضًا.

وصلته الكثير من خطابات التهديد، فمنذ فرج فودة مرورًا بنوال السعداوى، ومجدى صابر، كان هناك تضييق على المبدعين؛ لذلك ينبغى أن نواجه هذه الأمور. 


وتطرق طارق النعمان لنقطة أخرى إذ تحدث عن أنه بمجرد أن ترك جابر عصفور منصبه كوزير للثقافة تمت الإطاحة بكل أفكاره التى أراد تنفيذها؛ «وأصبحنا يومًا بعد يوم نفقد مساحات كانت لنا؛ لذلك يجب على الدولة تبنى هذه الوثيقة».


أما بالنسبة للعوائق داخل وزارة الثقافة خلال الوقت الحالى قال: «من وجهة نظرى فوزارة الثقافة لا تملك حاليًا الكوادر التى يمكن أن تنفذ هذه الاستراتيجية خلال الوقت الراهن، وهذا الأمر يتطلب وجود مشروع آخر وهو وجود معهد للإدارة الثقافية لرعاية الموهوبين».


منابع محاصرة
الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة الأسبق قال إنه فى إحدى المرات تساءل عن ضرورة عقد بروتوكولات بين الوزارات إن كانت كلها تعمل فى النهاية فى إطار حكومة واحدة! يضيف: نقلت هذه الرسالة للدكتور جابر عصفور وشرح لى أن هذه البروتوكولات تنشيء فعاليات ثقافية مختلفة وندوات وأشياء مشتركة بين الوزارات، كما أنها تُلزم الوزارات على تنفيذ بنود البروتوكولات.

و«بعدها دعيت لأحد المؤتمرات فى نابولى بإيطاليا والذى حمل عنوان: «هل هناك ثقافة للبحر المتوسط؟»، ووجدت حينها ورقة مكتوباً عليها أن المؤتمر فى إطار البروتوكول التعاون بين وزارة التعليم العالى ووزارة الثقافة الإيطالية. وهنا لاحظت أن الفكرة التى طرحها الدكتور جابر لم تكن غريبة بل كانت فكرة حديثة جدًا، وأعطت لكل وزارة نوعا من الاستقلالية، أدت لخلق عملية إبداع فى تنفيذ هذه الأفكار بين المؤسسات المختلفة».


وأضاف: عندما نجح جابر عصفور فى قيادة المجلس الأعلى للثقافة، وحين تعذر التمديد له داخل المجلس تم إنشاء المركز القومى للترجمة، وقد كتب البعض حينها فى الصحف أنه أنشأ هذا المركز لرغبته فى التشبث بالمناصب، وهذا أمر غير حقيقي، وأنا عندما قلت له هذه الآراء تحدث إليّ بهدوء.

وقال: أبدًا أنا أشعر دائمًا بأهمية الترجمة، وبذلت مجهوداً كبيرًا لإصدار الألف كتاب من خلال المجلس الأعلى للثقافة، وهذا المشروع وجد نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، لكنى عندما أترك المجلس الأعلى للثقافة ويأتى من بعدى سيجد أن ما يتم انفاقه على الترجمة هو مجرد بند واحد فى الميزانية.

وأى شخص يمكن أن يلغى بند الترجمة، ويضعه فى بند آخر؛ وبالتالى سيتم إهدار الجهود التى قمنا بها؛ لذلك أريد الاستمرار فى هذا الأمر لإنشاء المركز القومى للترجمة، من خلال قرار من جانب رئيس الجمهورية؛ وبالتالى سيتم تحديد ميزانية له من قبل وزارة المالية.

وهنا ليس المهم من يرأسه لكن المهم أننا أنشأنا مركزًا للترجمة له ميزانية من الدولة؛ وبالفعل جابر عصفور كان حريصًا على إقامة مؤسسات ثقافية لرغبته فى الحفاظ على التوهج الثقافى المصري، فالمفترض أن الشعب هو من ينتج ثقافته وليس الدولة، سواء من خلال الأفلام أو الموسيقى وغيرها من الفنون، لكن جابر عصفور كان يعمل تحت وطأة الإلحاح إذ أدرك أننا نعيش فى ظرف صعب.

وأن الثقافة تم إقصاؤها من المدارس والبيوت الفنية المختلفة، وكذلك وسائل الإعلام، لذلك أدرك أن المجتمع غير قادر على إنتاج ثقافة من تلقاء ذاته، فهو أراد نشر ثقافة أصبحت منابعها محاصرة. 


مواجهة البيروقراطية
الكاتب الصحفى محمد شعير تحدث من جانبه عن أهمية الكتاب الذى صدر مؤخرًا، إذ أوضح أن هذا النوع من الوثائق دائمًا ما يختفى «الباحثون دائمًا ما يواجهون مشاكل فى الاطلاع على هذه الوثائق التى عادة ما تختفى بسبب عدم توفر الكثير منها.

ولكن مؤخرا أصبح بعضها متوفرا، منها الوثائق التى نشرها الدكتور عماد أبو غازى والتى تخص استراتيجية الثقافة المصرية التى قام بكتابتها الدكتور بدر الدين أبو غازي، وكذلك مذكرات ثروت عكاشة والتى نشر فيها الاستراتيجيات». 


وأضاف: كنت أتحدث دائمًا مع الدكتور جابر عصفور قبل توليه الحقبة الثانية لوزارة الثقافة، وكانت الحوارات بيننا عادة ما تمتد وتتشعب، فجزء مما كنا نتحدث عنه كان يخص أولادى والرحلات المدرسية التى كانت تقدم إليهم.

وبعد أن تولى الوزارة وعندما قابلته ذكرنى بالقصة التى كنت قد حكيتها له والتى تخص الرحلات المدرسية، وحينها أراد منى كتابة ورقة حول كيفية التعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم من خلال تجربتى الشخصية، وبالفعل قمت بتقديم هذه الورقة إليه. 

ينهى شعير حديثه بقوله إن تلمذة جابر عصفور على يد طه حسين، حتى وإن لم تكن بشكل مباشر فقد كانت مهمة جدًا، فمؤخرا صدر كتاب مهم اسمه : «طه حسين.. العملاق النهضوى الأخير» وهو يتحدث عن الدكتور طه حسين والسنوات التى تولى فيها وزارة المعارف، فقد كانت معركته الحقيقية مع وزارة المالية، إذ أراد تنفيذ مشروعاته الثقافية.

وقد استطاع التحايل على هذه البيروقراطية، وأعتقد أن الدكتور جابر كذلك كان دائمًا ما يتحايل على البيروقراطية المصرية، لكن الملاحظ أن استراتيجية جابر عصفور كان داخلها بند ثابت يخص التعاون مع كافة الوزارات.

وهو يخص دعم مكتبة الأسرة، فقد استطاع بمجهود شخصى  ومن خلال اتصالاته الشخصية جلب أموال كثيرة لمكتبة الأسرة، لكن بعد أن ترك منصبه قامت وزارة الثقافة بإرجاع الأموال التى كانت محددة لمكتبة الأسرة، وهنا ضحت الوزارة بالميزانية التى جاء بها الدكتور جابر عصفور، لإخراج كتب بسعر رمزي.

وقامت هيئة الكتاب بإرجاع ما يقرب من  75% من الميزانية للدولة، بل إن كتب الهيئة وصلت خلال الوقت الحالى لما يقرب من 500 جنيه؛ لذلك أرى أن ذكاء جابر عصفور فى مواجهة البيروقراطية كان مهما جدًا، لأنه كان يصغى لكل الأفكار، فهو أراد أن تنفذ استراتيجيته على أرض الواقع؛ لذلك لا أتمنى أن تصبح هذه الاستراتيجية، مجرد وثيقة، بل يجب أن يتم تطبيق ولو جزء منها.


اقرأ ايضا | كتاب اليوم يناقش وصية جابر عصفور الأخيرة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة