المهندسة غزل قبل الحادث
المهندسة غزل قبل الحادث


«غزل» بين الحياة والموت والسبب صورة شخصية

أخبار الحوادث

الأحد، 13 نوفمبر 2022 - 12:58 م

كتب: أيمن عبد الهادي

كثيرًا ما تطرق البعض إلى ضرورة عدم نشر أى صور خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها كـ«السنارة»، وما في الصورة «طُعم»، وبمجرد ما أن تُنشر الصورة ويراها البعض، يقبلون عليها كـ «السمك»، ويتلقفون ما فيها ويتفحصونه جزءًا جزءا، وفيهم ما فيهم من أصحاب القلوب المريضة، والنفوس المريضة، والذين يبطنون الشر ويظهرون عكسه، ويُصيبون كل ذي نعمة بأعينهم حسدًا وحقدًا، وهذا ما نتناوله في واقعتنا تلك، والتي كانت بطلتها ابنة محافظة بورسعيد، المهندسة «غزل»، تلك التي تعرضت لحادث بشع بسيارتها الـ «رينج روفر»، عقب نشرها بث مباشر على صحفتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وإلى التفاصيل.

تعيش المهندسة «غزل» في محافظة بورسعيد، وفي مجتمع صغير، نشأت في أسرة ميسورة الحال، لكنها اعتمدت في المقام الأول على تعليمها، واجتهدت حتى تخرجت في كلية الفنون التطبيقية قسم ديكور، واستطاعت بمجهودها الشخصي أن تنشئ مكتبها الخاص، مكتب المهندسة «غزل» للديكور، ولاجتهادها وتألقها في عملها، استطاعت أن تبلغ شهرتها عنان المحافظة، لكنها بالرغم من تلك الشهرة التي كانت عليها، إلا أنها كانت بسيطة بساطة لا توصف، حتى أن صفحتها الشخصية على فيسبوك، يتواجد بها أعداد قليلة من أصدقائها المقربين. 

اعتادت «غزل» على مشاركة أصدقائها فرحتها، فكانت دائمًا ما تلتقط الصور التذكارية للأعمال التي تقوم بها، وللنجاحات التي استطاعت تحقيقها في عملها، أو لحياتها الشخصية، أو لسيارتها، وتنشرها على صفحتها على الفيسبوك. 

لم تكن غزل يوما تتوقع أن تكون نهايتها بسبب العين والحسد، حتى أن صديقاتها حينما يحدثنها عن عدم مشاركة حالتها الشخصية وسيارتها على صفحتها على التواصل الاجتماعي، تكتفي بأنها لا تحب أن يراها كل الناس القاصي والداني، وتقول بكل عنفوان أنها لم تظلم أحدًا، وتتمنى الخير لكل الناس، ومن حولها تحبهم ويحبونها، وعليه لن يحسدها أحد ولن يتمنى لها من حولها السوء، لم تتخيل مهندسة الديكور يوما أنها سوف تكون حديث السوشيال ميديا. 

بث مباشر

فى أحد الأيام، والتي بدت طبيعية بالنسبة لـ»غزل»، شاركت أصدقاءها على فيسبوك، صورة تظهر فيها مع سيارتها الفارهة الـ «رينج روفر» الزرقاء، وحصلت الصورة على الكثير من الإعجابات والتعليقات من أصدقائها وصديقاتها، فالصورة كانت جميلة، و»غزل» هي الأخرى تتمتع بقدر وافر من الجمال، مما زاد الصورة جمالا فوق جمالها، لكن كانت الصورة تلك والتي نشرتها غير عابئة بما سيحدث؛ بداية واقعة بشعة لن تنساها طيلة حياتها، ولم تمر سوى ساعات معدودات حتى حدثت الكارثة. 

كانت على موعد لزيارة القاهرة في عمل ما، وعليه انطلقت بسيارتها إلى القاهرة، وخلال رحلتها على الطريق، نشرت «غزل» بث مباشر، عبر صفحتها الشخصية، وكان عليها أعداد كبيرة من صديقاتها، وظهرت في لحظاته الأولى سعيدة، وعلى وجهها البسمة، ووثقت رحلتها من محافظة بورسعيد إلى محافظة القاهرة، ثم أغلقت البث المباشر، لم تعلم أنه البث الأخير لها من سيارتها. 

في طريقها، اختلت عجلة السيارة في يدها، ولم تستطع التحكم في مقودها، وعليه انقلبت السيارة بالمهندسة «غزل شحاتة»، وتهشمت السيارة بشكل كامل، كما تعرضت المهندسة لإصابات خطيرة، تم توصيفها في بداية دخولها لإحدى المستشفيات الخاصة في محافظة القاهرة، بنزيف بالمخ وكسر بالجمجمة، واشتباه في ارتجاج في المخ.

حسد

تداول الآلاف من المستخدمين على صفحات التواصل الاجتماعي، الفيديو الذي تم بثه مباشر بواسطة المهندسة «غزل»، كما تداولوا صورتين إحداهما للسيارة قبل حادث السير، والأخرى بعد أن أصبحت قطعة من الصاج والحديد المهشم، مؤكدين أن الحسد كان له دور مهم في هذا الحادث، ومقدمين نصائح للمستخدمين على فيسبوك بعدم مشاركة صورهم الشخصية حتى لا يلقون مصير «غزل». 

وأكدت إحدى صديقات المهندسة «غزل» في تصريحات خاصة لـ «أخبار الحوادث»؛ أنها كانت بجانبها بعد ساعات من الحادث وخلال طريقها شهدت السيارة، وقامت بزيارة غزل داخل المستشفى، وكانت تعاني من آلام شديدة، وأشارت أنه ليس لديها، مثلها مثل كل المتابعين، تحليلًا لهذا الحادث بعد البث المباشر والصورة التي ظهرت فيها زميلتها المهندسة علي سيارتها الـ «رينج روفر»، إلا أن العين فلقت الحجر، والحسد كاد أن يودي بحياتها. 

ومن جانبها علقت غزل على الحادث قائلة: «أنا كويسة الحمد لله، ربنا نجاني من حادث موت، وراضية بقضاء ربنا، عندي شرخ في الجمجمة بس هتعدي باذن الله، روحت من المستشفى وفي البيت اطمئنوا، أنا مش عارفة أشكركم إزاي، قالولي الصبح في المستشفى إن الناس كانوا موجودين من أول ما عرفوا، اللي أعرفهم واللي ماعرفهمش، أنتم جمال أوى، تعبتكم معايا، بجد شكرا، بحبكم بجد وبحب كل الناس حقيقي، وما كنتش عارفة إني غالية عند الناس دي كلها، أنا بس مش قادرة أتكلم في الموبايل، آسفة علشان مش قادرة أرد، الحمد لله أنا اتكتب لي عمر جديد».

وغادرت غزل المستشفى بعد ساعات من الحادث، وبعد أن تم التأكد من عدم وجود نزيف وارتجاج بالمخ، إلا أنها تعاني من شرخ بالجمجمة يحتاج للعلاج، فيما تم نقل السيارة عن طريق ونش إلى منطقة الحرفيين لتخزينها بعد أن أصبحت خردة. 

أقرأ أيضأ : نصب وشعوذة.. سقوط دجالين الإسكندرية في قبضة الأمن

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة