أحمد شلبى
أحمد شلبى


كلام على الهواء

وضاقت عليكم الأرض بما رحبت

أحمد شلبي

الأحد، 13 نوفمبر 2022 - 08:17 م

سبحانه وتعالى خلق كل شىء بميزان وترك للإنسان حرية التنقل فى الكون واستخدام إمكانياته وكشف أسراره من أجل الصالح للإنسانية ولكن غرور الإنسان صور له أنه المتحكم فى الكون وأنه باستطاعته تطويعه لخدمة مصالح فئة على حساب الآخرين تحت مسمى ناس فوق وناس تحت.


عربد الظالمون فى حق الشعوب؛ أفنوا ثرواتها ورحِّل الكثير منهم كعبيد لهم يخدمونهم ويحققون بأجسادهم ثورتهم الصناعية والتكنولوجية دون النظر إلى إنسانيتهم أو ما يحيط ببلدانهم من مخاطر.


إزاء هذا الظلم البيِّن فى حق الشعوب الفقيرة والنامية أو حتى الآخذة فى النمو وفى حق البيئة التى حرم الله فيها قطع شجرة أو تلويث الهواء والمياه اللذين نحيا بهما جاء الخطب الأعظم خرجت الطبيعة من سكونها تعترض على الإساءة لمناخها وتعبر عن غضبها من أعمال البشر وهنا وقف العالم يتأمل ما فعلته يداه فى حق المناخ والكون والإنسانية.


قمة المناخ هى محاكمة عادلة للجانى الذى يمثله أصحاب الطبقة الثرية والصناعات التى لوثت الجو وزادت من حرارة الأرض والاحتباس الحرارى وزيادة الانبعاثات الخطرة على حياة الإنسان والنبات والأرض.


من مظاهر ثورة الطبيعة على الإنسان والتى نراها رأى العين كثرة الفيضانات وحرائق الغابات وضياع الأرض الزراعية والبيوت من أعاصير وبراكين وزلازل.


هذا عقاب للأسف لا يمس الجانى فقط بل المجنى عليه وهو الدول الفقيرة التى لا تملك صد هذه الهجمة المناخية مما يؤثر على الهواء والمياه والغذاء ولا تملك مصاريف لرد هذه الجريمة أو حتى التخفيف منها ورعاية شعوبها حتى ضاقت الأرض بما رحبت على الجميع.. لهذا لا يستبعد موجات هجرة مناخية من مكان لآخر على أمل الحياة ولكن هيهات فالأرض ستضيق بهم جميعاً.
الجانى مطلوب منه ليس التمويل فقط لصد الهجمات المناخية خاصة بعد انهيار جبال الجليد مما يدفع بالأرض إلى زيادة درجة حرارتها.. ولكن مطلوب أيضا أن يصلح من أخطائه الجسيمة فى حق المناخ. والشعوب المتضررة من أفعاله بزراعة الأمل بتخفيف أعراض التغير المناخى قدر المستطاع ودعم الشعوب بالطاقة النظيفة من خلال الدفع باستثمارات ضخمة وانشاء بنية لإنتاج طاقة جديدة ومتجددة وهيدروجينية وتعليم الشعوب التى استعمرتها واستعبدتها حتى تستطيع ان تقف على قدميها تحارب الجهل من ناحية وتصد هجمات الدمار للحياة من ناحية أخرى.. إنها محاكمة أخشى أن يكون الجلاد والقاضى على نفس الهوى وأنهم لم يتعلموا بعد حتى مع الأخطار المناخية التى تمس حياتهم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة