عصام السباعي
عصام السباعي


عصام السباعي يكتب: قصة في حب الوطن

عصام السباعي

الإثنين، 14 نوفمبر 2022 - 02:25 م

مصر تسير على الطريق الصحيح، تلك الجملة البسيطة تحمل في مضمونها حصاد عمل شاق، وتخطيط جيد، وإيمان كبير بمصر الدولة والوطن والإنسان، ودعونى في البداية ألفت انتباهكم إلى حقيقة أكدتها الأحداث الماضية التي مرت علينا منذ ثورة 30 يونيو، وملخصها أنه كلما زاد نباح الخونة والأرزقية والمتآمرين، تأكدت من أننا نسير بخطى ثابتة وناجحة، ونحقق الكثير من الإنجازات، ونقطع المزيد من الخطوات الواسعة في طريق الدولة المصرية القوية، وزيادة مؤشرات جودة الحياة لأهلنا في القطاعات المختلفة.

المتابع من المصريين ليوميات وأحداث قمة المناخ في شرم الشيخ، سيشعر بالفخر والزهو ببلده، سواء بما أنجزه أو بوزنه النسبي في موازين القوة، أما الأجانب، فمن المؤكد أنهم سيرفعون القبعة مرتين لمصر والمصريين، مرة على تنظيمهم ذلك المؤتمر الدولي غير المسبوق وبتلك الدرجة من الإتقان، ومرة أخرى على نموذج التنمية الذى تم تحقيقه برغم الصعوبات والعقبات والتعويقات، والقدرة على تجاوز ما عجزت عن تحقيقه اقتصاديات كبرى، لم تعانِ كما عانت مصر في أعقاب 2011، وبرغم ذلك لم تقو على مواجهة زلزالي جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، في حين نجحت مصر في الصمود والمواجهة نتيجة الإصلاحات الجذرية التي قامت بها، ورغم كل الصعوبات هذه الأيام في أعقاب الحرب الأوكرانية الكارثية، مازالت تظهر لنا بشائر الخير هنا وهناك، وفى كل المجالات، وهو النجاح الذى يؤكد لنا أننا مازلنا على الطريق الصحيح .

المتابع لما كان قبل وبعد يوم الجمعة الماضي 11 نوفمبر، يستطيع أن يشاهد علامات الصفعة الكبيرة، التي وجهها المصريون لجماعة الإخوان الإرهابية، ويتحول اليوم إلى تأكيد لوحدة الدولة المصرية الوطنية، وإيمان الشعب بقيادته السياسية والثقة فيها، وأستطيع أن أقول إن كل يوم مر من ذلك المؤتمر العالمي، كان صفعة كبرى لثعابين الإخوان والحواة الذين يلعبون بهم من وراء ستار ويوجهونهم كما العرائس، وقد كانت بالفعل ضربة قوية لكل قوى الشر التي تلعب من أمام الستار ومن خلفه، ولا أبالغ إذا قلت إن يوم 11 نوفمبر مميز وفارق جدا في تاريخنا المعاصر، فقد كان يوما كاشفا من أوله إلى آخره، ولخصه الرئيس الأمريكي في المساء من خلال جملة قصيرة جدا، أكد فيها أن مصر هي « أم الدنيا»، وغير ذلك من الشهادات الحية الواقعية أو التي أدلى بها زعماء العالم بحق مصر ونموذجها الفريد في التنمية .

واسمحــوا لــى بالتوقــف عـــند الموقــــف البريطاني الغــــريب والمريب، فقد جاء رئيس الوزراء ريشى سوناك إلى شرم الشيخ، وقد تمت برمجته مثل فوانيس رمضان على قناة واحدة، تحمل عبارة وحيدة، وهى الإفراج عن السجين الجنائي علاء عبد الفتاح المضرب عن الطعام والشراب وتسليمه لعناية سيادته، ويهمني هنا تسجيل أكثر من ملاحظة، الأولى بشأن سلوك وتصرفات السيد سوناك، فقد كان أشبه بالممثل الكوميدي البريطانى الشهير «مستر بين»، حيث راقبته وهو يلعب دورا من نوع الفانتازى الذى يفتقد إلى المنطق، وفى مشهد أقرب إلى الهزل، ودعونا نستعرض السياق العام حيث كان كل قادة العالم مجتمعين عن بكرة أبيهم لحماية حق الإنسان في الحياة وإنقاذ كوكب الأرض بكل ما عليه من كائنات، ودلائل الخطر والكارثة هنا واضحة لا اختلاف عليها، لدرجة جعلت الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش يضع البشرية أمام خيارين إما التعاون أو الانتحار الجماعي، وفى المقابل خرج علينا سوناك في نفس السياق، ليطالب بحق إنسان وحيد، مجرم ومحكوم عليه جنائيا وساقط أخلاقيا، بل ويطلب تسليمه له، وكأنه يتحدث عن حزمة جرجير، ويبرر ذلك بأنه مواطن بريطاني، وأنه يخاف عليه من الموت نتيجة إضرابه عن الطعام، ولا أعتقد أن لديه أي دليل أو مخاوف جدية تجعله يتقمص شخصية «مستر بين»، ويطالب الحكومة بأن تفرج عنه ليعود معه إلى بريطانيا، وقد أعجبني جدا بيان النيابة العامة وردود السيد سامح شكري وزير الخارجية على ذلك الطلب.

الملاحظة الأخرى، تتمثل في ذلك الفرق الكبير بين ذلك الشباب المصري الذى رفع رأسنا داخل المؤتمر ويساهم في نجاحه، وندعو لمن رباهم فأحسن تربيتهم، وبين «شابة» في نفس عمرهم، وتختلق الأكاذيب ضد بلدها، وتدعى أن حياة شقيقها السجين الجنائي في خطر بعد إضرابه عن الطعام والشراب، وكأنه لا توجد رعاية طبية ومتابعة مستمرة له، وتستقوى بالخارج، من أجل جمع شمل أسرتها، مهما كان الثمن الذى سيدفعونه، ونستعيذ بالله منهم ومن الذين ربوهم، لدرجة أننى وصلت إلى أن تمنيت ألا تظل سماء بلادي كل من دعا لقتل جنودها وحماتها وحرض على ذلك، وهو يتوهم أن في ذلك رجولة ووطنية، في حين أنها نذالة وخيانة .

الخلاصة أن نجاح ذلك المؤتمر قصة في حب الوطن .. حكاية في سيرة المصريين .. فصل في ملحمة التنمية .. خطوة من أجل حياة كريمة للجميع .. طوبة في عمل كبير لحفظ البشرية وكل العالم.
ودائما ودوما وأبدا.. تحيا مصر .. وشعب مصر ..وجيش مصر .. وشرطة مصر .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة