جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع


«السعدي»: تضحيات الشعب العراقي تجلًت بهزيمة العصابات الإرهابية لداعش

أيمن عامر

الأربعاء، 16 نوفمبر 2022 - 01:08 م

أكد الدكتور عصام السعدي نائب مستشار الأمن القومي العراقي، أن بلاده تعرضت إلى هجمة إرهابية شرسة، استهدفت البنية الاجتماعية له، واعتدت على مكوناته الأساسية، وارتكبت جرائم بشعة وعمليات تطهير عرقي، على أيدي تيار داعش الإرهابي، وأن جميع هذه الأفعال والجرائم  جرمها القانون الدولي وكذلك القانون الوطني.

وأشار السعدي في اجتماع للجامعة العربية، اليوم الأربعاء _ تحت عنوان "نحو محاكمة مرتكبي الجرائم الدولية من عناصر تنظيم داعش في العراق مسؤولية القيادة وتحديد القادة ودور المقاتلين الأجانب في التنظيم" بالتعاون مع مندوبية العراق لدى الجامعة، ومكتب الامم المتحدة بالقاهرة _  إلى أن اليوم ننطلق وبكل جدية في عملية تجريم الجناة وتوصيف الجرائم المرتكبة، ورد اعتبار الضحايا، وفقاً للمعايير الدولية التي أقرتها معاهدات جنيف الأربـع لعام 1949، وكذلك ما جاء  في المواثيق الدولية، كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، والعهدين الدوليين لعام 1966، وعلى هذا الأساس لابـد مـن تكييـف جـرائم تنظيم داعش، باعتبارها جرائم إبادة جماعية، أو جرائم ضد الإنسانية، وتحديد مسؤولية قادة التنظيم وأفراده في ارتكاب الجرائم، بإعتبار أن الجرائم المرتكبة من قبل داعش الإرهابي تمثل تطوراً كبيراً مسار الجرائم الخطير.

واستطرد السعدي قائلا: الأمر الذي يستدعي تحليلها ودراستها وبيان التوصيف القانوني لها، إذ إن الكثير من الأفعال الإجرامية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحـق المواطنين المدنيين وكذلك العسكريين، والتي يدينها القانون الدولي والوطني، مستطردا ً تشكل جـرائم ممنهجة ومنظمة إذ تم فيها استخدام الأسلحة والمتفجرات ضد المدنيين العزل، وتم إرتكاب جرائم قتل جماعية؛ لإبادة أكبر عدد منهم، وأدت كل هذه الأفعال إلى تهجير أعداد كبيرة من المدنيين.


وأشار السعدي إلي  تنوع جرائم تنظيم داعش ما بين القتل العمد، والإبادة، والإغتصاب، والإبعاد القسري للسكان، وغيرها؛ مما يجعل هذه الأفعال تقع تحت مفهوم الجريمة الدولية. مؤكدا أن الدور الأساسي في هزيمة داعش والعصابات الارهابية، جاءت بإرادة وتضحيات الشعب العراقي وأجهزته الأمنية والعسكرية كافة، وقوة وتكاتف مكونات المجتمع العراقي في وجـه هذه العصابات.

 وقال السعدي قد بذل العراق جهود كبيرة في مقاومة داعش، وفكره المتطرف، من خلال جملة من الأمور، منها بناء قدرات الأجهزة الأمنية في عمليـات التحـري والقبض على الإرهابيين، وتطوير مهاراتهم في التحقيق، وفق معايير وقواعد حقوق الإنسان ، كما تم وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف العنيف، واستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، ومكافحـة تمويلـه وتجفيف منابعه، والاستفادة من الخبرات المحلية التي اكتسبها في مواجهة هذه التنظيمات، وتتضمن هذه الاستراتيجية ملامح مهمـة علـى كافة الأصعدة الدبلوماسية والأمنيـة.

وقال السعدي هناك تنسيق عالي المستوى، مع أجهزة الأمم المتحدة، المعنية بمكافحة الإرهاب، منها (يونامي) و (UNODC) و(المديرية التنفيذية لمكافحـة الارهاب)، تنفيذ برامج دوليـة لدعم العراق في إعادة الاستقرار للمناطق المحررة مـن الإرهاب، وكذلك إبرام العراق العديد من مذكرات التفاهم بين المؤسسات العراقية ونظيراتها في الدول الأخرى في مجال مكافحة الارهاب، وتابع تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية بتجميد أصول وأموال داعش فى جميع الجهات المعنية.

وقال  السعدي أن أموال الإرهابيين ضمن لجنة جزاءات داعش، وكذلك في ملف أهم المطلوبين. موضحا أن فريق التحقيق (يونتاد) ساهم في دعم عمل السلطات الوطنية في العديد من المجالات، أهمها أعمال التنقيب عن المقابر الجماعية لضحايا داعش، وساعد في استعادة وتوثيق الأدلة الرقمية على جرائم داعش، التي تحتفظ بها السلطات العراقية ذات الصلة، كمـا دعـم بنـاء قدرات القضاء العراقي في المجالات المتعلقة بالقانون الجنائي الدولي والقانون الدولي الإنساني، وزود القضاة العراقيين بالدعم الفني في تطوير ملفات قضايا الجرائم الدولية المرتكبـة مـن جانب داعش في العراق، بهدف محاسبة أفراد داعش على ارتكابهم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.

وأوضح السعدي أن المرحلة التي أعقبت دحـر داعش، تتطلب جهودا حثيثة وتعاونا دوليا لضمان ملاحقة المتورطين والداعمين والممولين لداعش. اذ إن العراق يتطلع إلى بذل المزيد من الجهود للإسراع بالكشف عن الجناة وإحالتهم إلى العدالة.

وأشار السعدي إلي أنه ينبغي على المجتمع الدولي زيادة الجهود وفق آليات قانونية، لإفشال أي خطط للإرهاب ترمي إلى زعزعة السلم والأمن الدوليين، منها تنسيق الجهود الدولية في مراقبة المطارات، وتجفيف المنابع المالية للتمويل، ورصد وتبادل المعلومات عن تحركات الإرهابيين وتحديد جنسياتهم، وضبط الحدود لضمان وقف تدفق العناصر الإرهابية الأجنبية، ومراقبة الأساليب والوسائل والشبكات التي تستخدمها المنظمات الإرهابية والعمل على تفكيكها.

وفي نهاية كلمته أكد السعدي أن العراق ملتزم بالتعاون مع فريق التحقيق الدولي للمساهمة في تسهيل عمل الفريـق، وإنجـاز مهمته على أكمل وجه، وطي صفحة الماضي بأسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن هذه الصفحة لـن تطوى سوى بالكشف عن مرتكبي الجرائم البشعة وتقديمهم للعدالة.

الري: متابعة الموقف التنفيذي لتأهيل وتبطين الترع بأسيوط

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة