الأربعاء، 16 نوفمبر 2022 - 07:19 م

يُحتفل غداً الجمعة بختام أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ( COP27 ) والتى بدأت إجرائياً يوم الأحد 6 نوفمبر وافتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى رسميا يوم الاثنين الماضى 7 نوفمبر ..

وقبل أن يسدل الستار على أعمال هذه الدورة يمكننا القول وبكل قوة إنها حققت ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقها نجاحاً باهراً نتيجة للإعداد الممتاز لها وقيام كافة العناصر المكلفة من أقطاب الحكومة المصرية بأضعاف المطلوب منهم بكفاءة وحب مقدرين لدرجة عالية ، ومعهم المصريون القادمون من مواقع دولية مهمة تتيح لهم المشاركة الجادة والمفيدة ..

وقد يكون حاضراً فى ذهنى قبل أن يختتم المؤتمر الكبير أعماله بساعات البداية الخصبة بتوقيع اتفاقية بين الحكومة المصرية والإمارات لتطوير مشروع لطاقة الرياح البرية بقدرة 10 ميجاوات فى مصر ، والذى يعد أضخم مشاريع طاقة الرياح فى العالم .. ويأتى المشروع فى إطار مبادرة الممر الأخضر فى مصر والتى تعتبر شبكة مخصصة لمشاريع الطاقة المتجددة .. شهد توقيع الاتفاقية الرئيس عبد الفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد الذى تستعد بلاده لاستقبال COP28 العام القادم .

وفى البداية أيضا كانت من العلامات المميزة بالمنطقة الخضراء بمدينة شرم الشيخ جناح السعودية الخضراء .. وقد تفقد سامح شكرى وزير الخارجية ورئيس مؤتمر المناخ COP27 والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية جناح مبادرة السعودية الخضراء بصحبة الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة بالمملكة ...

وحرص الوزراء على تفقد أقسام الجناح ومتابعة الشرح عن تطورات العمل بالمبادرة التى شاركت مصر فى الاحتفال بإطلاقها العام الماضى بالرياض ، وتعد مبادرة السعودية الخضراء التى قام بإطلاقها الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى ورئيس مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا للمبادرة فى إطار اتخاذ المملكة العربية السعودية خطوات حثيثة لبناء مستقبل أكثر استدامة ، فجمعت مبادرة السعودية الخضراء منذ انطلاقها فى 2021 بين حماية البيئة وتحول الطاقة وبرامج الاستدامة فى المملكة لتحقيق أهدافها الشاملة فى تعويض وتقليل الانبعاثات الكربونية وزيادة استخدام الطاقة النظيفة ومكافحة تغير المناخ .. وقد رصد خادم الحرمين الشريفين مبلغ 2.5 مليار دولار للصرف على الأمانة العامة لهذه المبادرة .

ومن أهم المحطات فى فعاليات مؤتمر قمة المناخ COP27 زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لمدينة شرم الشيخ يوم الجمعة 11 نوفمبر ..

والتى رحب بها الرئيس السيسى وقال إنها تأتى بالتزامن مع مرور 100 عام على تدشين العلاقات المصرية الأمريكية ، وأشار الرئيس الأمريكى إلى قوة ومتانة العلاقات المصرية الأمريكية، وإن الولايات المتحدة تعد مصر صديقاً وحليفاً قوياًَ ، وأشاد بالجهود المصرية الحثيثة والمحورية بشأن القضية الفلسطينية ..

وفى المقابل أكد الرئيس السيسى موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل شامل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وفق المرجعيات الدولية ..

وعبر الرئيس بايدن عن تقديره استضافة مصر مؤتمر التغيرات المناخية وقال واصفاً مصر : « إنها أم الدنيا « ، وإنه يتمنى أن يتم دعم هذه العلاقات خلال الزيارة» ..

وأعلن الرئيس الأمريكى عن خطة جديدة بقيمة 500 مليون دولار لتمويل تحول مصر إلى الطاقة النظيفة وهو ما سيسمح لمصر بالحصول على 10 جيجا وات من الطاقة المتجددة بحلول 2030 .. وقال الرئيس الأمريكى بايدن « ورسالتنا من هنا فى مصر حيث الأهرامات والآثار العريقة الشاهدة على عبقرية البشرية على مدى الألفيات حيث منع وقوع كارثة مناخية والاستفادة من فرصة إنشاء اقتصاد جديد بالطاقة النظيفة مشددا على أن هذا ضرورى لحاضرنا ومستقبلنا .

وتطرق اللقاء كذلك إلى قضية سد النهضة ، وأكد الرئيس السيسى تمسك مصر بالحفاظ على أمنها المائى للأجيال الحالية والقادمة من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد يضمن الأمن المائى لمصر وفقا لقواعد القانون الدولي.

ومن الظواهر التى حظيت بالانتباه فى مؤتمر قمة المناخ COP27 قيام مجموعات من ممثلى الدول الإفريقية بإبداء غضبهم والمطالبة بالعدالة فى تمويل الخسائر والأضرار   وأيضا قيام وفود أخرى بشرح أوضاعهم وهى وفود السكان الأصليين المعتمدة بكشوف بأسمائهم لدى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ والذين يشاركون فى الدورة 27 للمؤتمر وتضم ممثلين من مختلف المنظمات الحكومية المعنية بتمثيل السكان الأصليين والمجتمعات المحلية من مختلف المناطق الجغرافية حول العالم وهو ما دعا سامح شكرى رئيس مؤتمر COP27 للالتقاء بهم لتأكيد حرص الرئاسة المصرية للمؤتمر على التعرف على خبرات وقيم وتجارب ممثلى السكان الأصليين التى من شأنها أن تسهم فى دعم الهدف الرئيسى للمؤتمر المتمثل فى تنفيذ تعهدات المناخ وتحويلها لواقع ملموس على الأرض .