كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

وعود أغنياء العالم !

كرم جبر

الأربعاء، 16 نوفمبر 2022 - 07:36 م

اجتمع زعماء قمة العشرين خلال الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر الجارى فى جزيرة "بالى" بإندونيسيا، من أجل ثلاث قضايا: الغذاء والمياه والطاقة، ورغم ذلك فقد أطلت الآثار المدمرة للحرب الأوكرانية على الاجتماعات.

اتفاق تام على ضرورة وقف الحرب "أنها تتسبب فى معاناة بشرية هائلة وتفاقم الهشاشة التى يعانى فيها الاقتصاد العالمى".. على حد تعبير البيان الختامى.
اتفقوا على ضرورة عدم التهديد باستخدام الأسلحة النووية، مثلما هدد الرئيس الروسى فى وقت سابق، حتى لا يترتب على ذلك نتائج كارثية لا يمكن معرفة مداها.

وفى رأيى أن أهم ما وعدوا به هو ضرورة تعليق مدفوعات الديون المستحقة للدول النامية والفقيرة، وتقديم إعفاءات بمليارات الدولارات.. ولكن كيف يتم تنفيذ هذه الوعود؟

مجموعة العشرين تشكل 80% من الناتج الاقتصادى العالمى و75% من الصادرات العالمية، و60% من سكان العالم، ومن أعضائها دول محددة تتسبب فى أكثر من 80% من الانبعاثات الحرارية التى تهدد الكرة الأرضية وهى أمريكا والصين "من المصانع الكبرى"، وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل "الأكثر استخداماً للفحم".

وبقية دول مجموعة العشرين هى: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وكندا وأستراليا وتركيا واليابان والسعودية وكوريا الجنوبية والأرجنتين والمكسيك، وتتم دعوة إسبانيا وهولندا كضيفين دائمين فى المجموعة.

إندونيسيا هى التى استضافت القمة فى جزيرة بالى، يقولون عنها إنها النمر الأسيوى الذى خرج من الصندوق ليحقق المعجزة، ورغم ذلك فقد أصابتها الأزمات الدولية بكثير من الآثار المدمرة.

يتلخص ذلك فيما ذكره رئيس إندونيسيا "جوكو ويدو دو"، فى كلمته الافتتاحية، بأن عام 2023 سيكون الأشد صعوبة على العالم، وقد يتجلى ذلك فى أزمة المواد الغذائية.

الرئيس الإندونيسى شدد على ضرورة تقديم أموال لدعم الدول ذات الدخل المنخفض ومساعدتها للوقوف على قدميها، وضرورة السعى لتنفيذ الوعود وأن تمتزج الكلمات بالأفعال، خصوصاً وأن شعار الاجتماعات "التعافى معاً".

الرئيس الأمريكى جو بايدن متفائل بإمكانية الخروج من الأزمة الاقتصادية، ووعد بتخصيص 20 مليار دولار لإندونيسيا للتقليل من استخدام الفحم، أما أجندته الأخرى فتشمل ثلاث قضايا: الأمن الغذائى والاتصال الرقمى والمساواة بين الجنسين.

والثالث هو الرئيس الصينى "شى جين بينج"، الذى رفع أيضاً شعار تخفيف عبء الديون عن الدول النامية وتعليقها، وأكد أن بلاده علقت أكبر قدر من مدفوعات خدمة الدين بين جميع أعضاء مجموعة العشرين.

إنها الحرب فى أوكرانيا، العالم كله يدينها ويطلب وقفها، وتصدر ذلك البيان الختامى لقمة بالى، لأنها تقوض النظام الاقتصادى العالمى.. ولكن لم تخرج عن القمة أى مبادرة أو آلية لتحقيق ذلك.

الحرب.. وفى زمن الحرب يعرف الجميع من أطلق الرصاصة الأولى، ولكن لا يعرف أحد من يطلق الرصاصة الأخيرة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة