مي السيد
مي السيد


مي السيد تكتب: قمة المناخ.. الوقت يداهمنا وعلينا حسم المعركة

أخبار الحوادث

الأربعاء، 16 نوفمبر 2022 - 08:56 م

تقام على أرض مصر الآن واحد من أهم المؤتمرات العالمية، ليس كونه يجمع العالم تحت طاولة واحدة، ولكن بسبب الموضوع المهم الذى قام على أساسه المؤتمر؛ فـ كوب 27 الذى يقام في مدينة شرم الشيخ والمسمى بمؤتمر المناخ، هو امتداد لسلسلة طويلة من المؤتمرات السابقة لنفس الموضوع الذى يتحدث فى مسألة واحدة فقط وهى إنقاذ كوكب الارض من الدفء الذى أصبح يعانى منه.. ليس بسبب عوامل طبيعية، وإنما ناتج عن عوامل بشرية بحتة فى ظل ثورة صناعية تتطلب كميات هائلة من الوقود كضرورة لابد منها فى عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المتقدمة والنامية على حد السواء، والتى عملت بدون قصد على انتاج انبعاثات والتى تعرف بالغازات الدفيئة، لم تستطع الأرض التخلص منها، فزدات بذلك حرارة الأرض أو ما سمى بالاحتباس الحرارى.

بدأ العلماء بإطلاق تحذيرات منذ ثمانينات القرن العشرين بعواقب التغيرات المناخية الوخيمة التى تغطى كل مجالات النشاط الانسانى من سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث ستتأثر  النظم البيئية والتنوع الحيوية وارتفاع مستوى البحار وتأثر الأحياء البحرية وموارد المياه والزراعة والمستوطنات البشرية، والأهم من ذلك صحة الانسان.

مصر من الدول التى سيطالها تلك التأثيرات لا محالة، وستتعرض لخسائر كبيرة، ومن أكبر الأمثلة على ذلك قطاع الزراعة الذى سيتأثر كثيرًا، وكما تشير التقارير فهناك أرقام مهمة لابد أن نعرفها جميعا أكدت عليها تقارير مراكز الأبحاث، فمثلا ستقل إنتاجية محصول القمـح حوالى 9 % إذا ارتفعت درجة الحرارة 2 درجة مئوية، وسوف يصل معدل النقص إلى حوالى 18 ٪ إذا إرتفعت درجة الحرارة حوالي 3,5 درجة مئوية وسوف يزداد الاستهلاك المائى لهذا المحصول حوالى 2.5 ٪ بالمقارنة بالاستهلاك المائى له تحت الظروف الجوية الحالية.. كما ستنخفض إنتاجية محصول الشعير حوالي 18 ٪ ( بحلول عام 2050 ) واستهلاكه المائى سينخفض نحو حوالى 2 ٪. 

وأيضا ستقل إنتاجية محصول الذرة الشامية حوالى 19 ٪، عند ارتفاع درجة الحرارة نحو حوالي  3,5 درجة مئوية، وستنخفض إنتاجية محصول الأرز حوالى 11 ٪ ويزداد استهلاكه المائى بحوالى 16%،  وستنخفض إنتاجية محصول الطماطم حوالى 14 % إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 1,5 درجة مئوية فى حين أن هذا النقص سوف يصل إلي 50 ٪ إذا ارتفعت الحرارة إلى 3,5 درجة مئوية.. وستنخفض إنتاجية السكر من محصول قصب السكر حوالى 25 ٪ كما إن استهلاكه المائى سوف يزداد 2.5 ٪..

المحصول الوحيد الذى ستؤثر التغيرات المناخية تأثيرًا إيجابيًا عليه هو محصول القطن حيث ستزداد إنتاجيته بحوالى 17 ٪ عند إرتفاع درجة الحرارة بحوالى 2 درجة مئوية.. وغيرها من التأثيرات فى مختلف المجالات الأخرى التي ستعانى منها مصر، والدول النامية الأخرى فى إفريقيا، لو لم يتحرك العالم جديا من أجل كبح جماح ذلك الإرتفاع الجنونى لدرجة حرارة الأرض، وهو ما دفع الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعمل خلال السنوات الماضية على الحد من انبعاثات الغازات الدفينة لدينا، بجانب التحرك فى مجال التكيف مع التغيرات المناخية، لمنع تلك الكوارث التي يمكن أن تحدث.. وكان مؤتمر المناخ فرصة جيدة لترسل مصر رسائل هامة للعالم على أننا نسير في الطريق الصحيح للتحول إلى الطاقة النظيفة.. وكان خير مثال على ذلك هو مدينة شرم الشيخ حيث اتخذت الدولة المصرية عدة إجراءات خاصة بتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء مستديمة خالية من أى ملوثات، لتقديمها كنموذج واقعى وإجراءات حقيقية نحو الحفاظ على البيئة، والحد من ظاهرة التغير المناخى والانبعاثات الكربونية.

ايضا تم فى شرم الشيخ تطبيق منظومة الحلول الرقمية ووسائل النقل الخضراء الصديقة للبيئة، وإنشاء 3 محطات للطاقة الشمسية، ومحطات شحن بالكهرباء، كما تم تحويل مستشفى شرم الشيخ الدولى إلى مستشفى خضراء صديقة للبيئة، من خلال تركيب محطة للطاقة الشمسية بطاقة 30 كيلو وات، وتركيب محطة لتنقية المياه.. وتوسعت المدينة فى المساحات الخضراء وإنشاء الحديقة المركزية وزراعة نحو 4 آلاف نخلة، وإنشاء الحديقة المركزية على مساحة 40 فدانا.

رسائل كثيرة أرسلها الرئيس عبدالفتاح السيسى لشعوب قادة العالم من أجل التحرك العاجل لوقف زحف الإحتباس الحرارى وخطر تغير المناخ، حيث وضع الجميع فى خطابه أمام المسئولية الحقيقة لإنقاذ الكوكب، وكان من أهمها ما قاله أن ما يحتاجه عالمنا اليوم من أهداف يتجاوز الشعارات إلى التنفيذ السريع والفعال، وأنه إذا توافرت الإرادة الحقيقية والنية الصادقة سنساعد من يعانون من تداعيات تغير المناخ، وطالب الرئيس الدول المتقدمة بتوفير التمويل اللازم للدول النامية التى تعانى من تداعيات تغير المناخ.. وكما قال الرئيس في خطابه محدثا قادة العالم: “الوقت يداهمنا وعلينا أن نحسم هذه المعركة”.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة