الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن


انتخابات الكونجرس «حجر زاوية» لبايدن.. ماذا بعد سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب؟

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 17 نوفمبر 2022 - 04:12 م

كتبت: إسراء ممدوح

 

رغم أن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، لا تزال عالقة.. وفي انتظار حسم ولاية "جورجيا" التي ترتقب جولة إعادة 6 ديسمبر المقبل، ونتائج بعض الولايات الأخري، إلا أن عدد المقاعد التي حصل عليها الجمهوريون في النواب 218 مُقابل 211 للديمقراطيين من أصل 435 مقعدًا، مما يعني انتزاع الغالبية من الديموقراطيين في مجلس النواب الأمريكي.

وبعد  فوز العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، يمكن أن تفضي إلى عهد يشهد حكومة مُنقسمة وتقليص سُلطة الرئيس الأمريكي، جو بايدن في الولايات المتحدة، ويجعل من الصعب عليه تعيين القضاة الفيدراليين.

اقرأ أيضًا: رئيس مجلس النواب الجمهوري: الأمريكيون مستعدون لاتجاه جديد

وفي وقت آخر، أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، بأن "بايدن أمضى اللحظات الأخيرة من الحملة الانتخابية يُحذر من المخاطر التى ستواجهها أمريكا لو فاز الجمهوريون بالسيطرة الكاملة على الكونجرس، ودق أجراس الإنذار بشأن حدوث إغلاق حكومى وخفض الضمان الاجتماعى والانهيار المحتمل للديمقراطية".

وقال العديد من الحزب الديمقراطى إنهم يتوقعون أن تتنحى رئيسة مجلس النواب الأمريكى، نانسى بيلوسى، حال خسارة الديمقراطيون فى مجلس النواب هذا الأسبوع.

وكشف محللون لـ"سكاي نيوز"، عن أن الجمهوريين لم يكتسحوا الكونجرس بالطريقة التي وعدوا بها في الفترة التي تسبق دورة منتصف المدة الحاسمة، إلا أنه سيظل مجلس النواب الجمهوري لديه القدرة على خلق حواجز أمام الديمقراطيين وإخراج جدول الأعمال التشريعي للرئيس الأمريكي جو بايدن عن مساره، وسط انقسام السلطة في الكونجرس.

«بايدن يُهنئ الجمهوريين»

ومن جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي، عن تهانيه لزعيم الحزب الجمهوري في مجلس النواب، كيفين مكارثي، على فوز حزبه بالأغلبية، مؤكدًا أنه على استعداد للعمل مع الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي لصالح الأسر العاملة، مضيفًا أنه سيعمل مع أي شخص مستعد للعمل معه جمهوريًا كان أم ديمقراطيًا لتحقيق نتائج لصالح الشعب الأمريكي.

وشدد بايدن، على أن الشعب الأمريكي يريدنا أن نعمل لصالحه وأن نركز على قضايا تهمه وعلى تحسين حياته.

«زيادة الرقابة على بايدن»

وعد الجمهوريون بزيادة الرقابة على إدارة بايدن، وأكدوا أن "الرقابة هي الوظيفة الأساسية للكونجرس، وفي السنوات القليلة الماضية، لم يكن هناك إشراف على أجندة بايدن وإدارته".

وفي وقت سابق، اقترحت رئيسة المؤتمر الجمهوري بمجلس النواب، إليز ستيفانيك، أن مُحاكمة بايدن ستكون "على الطاولة" في مجلس يُسيطر عليه الجمهوريون.

وتركزت ساحة الانتخابات في مجلس الشيوخ على 4 ولايات مُتنازع عليها بشدة، حيث يمكن أن تحدد الهوامش الضئيلة للغاية النتائج، في جورجيا وأريزونا ونيفادا، ويحاول شاغلو المناصب الديمقراطيون التمسك بها.

ويحتاج الجمهوريون إلى مكاسب صافية قدرها 5 مقاعد في مجلس النواب لتحقيق أغلبية 218 مقعدًا، ومقعد واحد للسيطرة على مجلس الشيوخ.

ويُعد مجلس الشيوخ الآن في أيدي الديمقراطيين، لأن نائبة الرئيس كامالا هاريس، يُمكن أن تدلي بصوت يكسر التعادل.

«تأثير الجمهوريون على السياسة الخارجية»

وسيستخدم الجمهوريون أغلبيتهم الجديدة في مجلس النواب الأمريكي، لتكثيف تركيز الولايات المتحدة على الصين، ومراقبة وصول المساعدات إلى أوكرانيا عن كثب، ولكنهم أصروا على أنه ليس لديهم خطط لوقف دعم كييف في قتالها مع روسيا.

وصرح مايكل ماكول، النائب الجمهوري المرشح لرئاسة لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، بأن أولويته القصوى ستكون التنافس مع الصين الصاعدة، بما في ذلك مراقبة صادرات التكنولوجيا الفائقة.

وأفاد ماكول، لوكالة "رويترز": "نحن في منافسة كبيرة للقوة الآن مع الصين، وهم "منافسنا الأول" الآن وربما أكبر تهديد للأمن القومي"، بحسب قوله.

وسيكون للجمهوريون الدور الأكبر في وضع سياسة الإنفاق وكتابة التشريعات، بصفتهم الأغلبية، ولكن تأثيرهم العام على السياسة الخارجية سيكون "محدودًا"، ولسن أي قوانين، يجب تمرير أي مشاريع قوانين في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ويوقعها الرئيس بايدن.

ويترك للجمهوريين السيطرة على إجراء التحقيقات وإجبار مسئولي الإدارة الأمريكية على الشهادة بصفتهم حزب الأغلبية، والتالي سيطرتهم على لجان مجلس النواب.

«تركيز الجمهوريون على تعزيز سلاسل التوريد بواشنطن»

ويُخطط الجمهوريون في مجلس النواب للتركيز على تعزيز سلاسل التوريد لدعم إنتاج المكونات الأساسية مثل أشباه الموصلات في أمريكا، وكذلك على ضوابط التصدير، مع التركيز على ضمان عدم وصول التكنولوجيا الأمريكية الحساسة إلى الجيش الصيني.

وسيتحد كلًا من، ماكول والنائب مايك روجرز، الجمهوري المرشح لرئاسة لجنة القوات المسلحة، معًا للعمل على تعزيز خط الإمداد الصناعي الدفاعي لتسهيل توفير المعدات العسكرية لتايوان حتى تتمكن من درء أي هجوم مُحتمل من الصين.

وأشار الجمهوريون، إلى أنهم سيكونون أكثر إحكامًا فيما يتعلق بتدفق المساعدة الأمريكية على أوكرانيا، لكن من غير المتوقع أن يقطعوها، على الرغم من جميع الأصوات الـ57 الرافضة لمشروع قانون يوفر أكثر من 40 مليار دولار لأوكرانيا في مايو القادم من أعضاء الحزب بمجلس النواب.

وأضاف ماكول، أنه يتوقع استمرار تدفق المساعدات، مشيرًا إلى دعم الحزبين لحكومة كييف، ويُخطط لجلسات استماع لتثقيف الجمهور بشأن الصراع، وخاصة انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة منذ الغزو الروسي في فبراير.

وأوضح النائب المرشح لمجلس النواب، أن الجمهوريين يريدون المزيد من "الرقابة والمساءلة" على المساعدات الخارجية، فضلًا عن مشاركة حلفاء الولايات المتحدة، وأنه يود أن يرى أسلحة جديدة، مثل المدفعية بعيدة المدى، يتم إرسالها إلى أوكرانيا.

وبعد إعلان نتائج التوقعات، قال كيفن مكارثي، في تغريدة إن "الأمريكيين مُستعدون لاتجاه جديد، والجمهوريون في مجلس النواب مستعدون لتحقيق ذلك".

وتأتي هذه الأنباء بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ترشحه للانتخابات الرئاسية، على الرغم من سقوط العديد من المرشحين الجمهوريين الذين كان يدعمهم.

وكان الجمهوريون مع ارتفاع التضخم وانهيار شعبية بايدن يأملون في رؤية »موجة حمراء» تجتاح الولايات المتحدة والسيطرة على المجلسين لإجهاض خطط بايدن التشريعية، وبدلًا من ذلك اندفع الديموقراطيون الى صناديق الاقتراع تحفزهم قضايا رئيسية بالنسبة إليهم مثل قرار المحكمة العليا إلغاء القوانين التي تجيز الإجهاض والخشية من المرشحين المتطرفين المدعومين من ترامب والرافضين لنتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020.

وأدى رفض الناخبين الجمهوريين المعتدلين لبعض المرشحين باعتبارهم متطرفين إلى إضعاف نتائج الحزب الجمهوري أيضًا.

«إنهاء تحقيقات ترامب»

وفي أحداث شغب الكابيتول 6 يناير، اختار مجلس النواب لجنة التحقيق، والتي ساعدت في تجميع الأحداث المحيطة بالواقعة، والتي من المقرر حلها في 3 يناير مع بدء جلسات المجلس الجديد.

مما سيؤدي ذلك أيضًا إلى إنهاء أي معارك قانونية تهدف إلى إجبار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على الامتثال لأمر استدعاء من اللجنة للإدلاء بشهادته.

وأوضحت خبيرة أمريكية مختصة في الشئون الدولية، إيرينا تسوكرمان، لموقع "سكاي نيوز": أن "سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، تعني حالة من الجمود في الكونجرس وعدم إنجاز أي شيء وعدم تمرير أي تشريع رئيسي خلال الفترة المتبقية للرئيس بايدن".

وفي سياق متصل، يجري مجلس النواب تحقيقات مُستقلة عن مجلس الشيوخ، على الرغم من أنها أقل فاعلية وتعتبر سياسية أكثر مما كانت عليه عندما ينسق كلا الجزأين من الكونجرس نشاطهما.

ويُذكرأن، لمجلس النواب الأمريكي، لجانه الخاصة التي سيقودها الجمهوريون حتى لو كانت أغلبيتهم ضئيلة للغاية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة