الخميس، 17 نوفمبر 2022 - 07:54 م

كتب: محمد إسماعيل

في حين تحظى أغلب المهرجانات العالمية بمقرات دائمة لعرض أفلامها وإقامة فعالياتها، فأن “قصر مهرجان القاهرة السينمائي” يظل حلماً منتظراً منذ سنوات، الأمر لم يكن مطلب فقط للقائمين على إدارة المهرجان عبر دوراته المختلفة، لكن أيضاً للفنانون ومحبي السينما، خاصة أن المهرجان هو الذي يمثل مصر والسينما العربية والأفريقية عالمياً .. فلماذا ليس لديه مقراً ثابت؟.. “أخبار النجوم” قامت بطرح هذا السؤال على صناع ومحبي السينما .. وكانت إجاباتهم كالتالي ..

قبل بداية مهرجان القاهرة في دورته القائمة، وأثناء فترة التجهيزات، فجر الفنان حسين فهمي، الرئيس الحالي للمهرجان، مفاجأة، حيث أنه طالب وزارة الثقافة في الدورة السابقة أن يتم تجهيز مقر دائم للمهرجانات المصرية، وتحديدا “القاهرة”، بل حدد حسين المكان حينما طالب الوزارة بمنحه أرض المعارض بمدينة نصر لإقامة المهرجان، لموقعها المتميز ومساحته الكبيرة.

الفنانة ليلى علوي أيضا وجهت الشكر لاستضافة دار الأوبرا لحفلي افتتاح وختام “القاهرة السينمائي”، إلا أنها أبدت حزنها من غياب وجود مقر دائم للمهرجان، رغم أننا نعيش أجواء دورته الـ44، ورغم أن مهرجانات أقل عمراً منه تحظى منذ سنوات بمقر دائم. 

في نفس السياق يقول المخرج أمير رمسيس، مدير المهرجان، أن “القاهرة السينمائي” بعراقته وضخامة فعالياته، لابد أن يكون له مقر دائم، خاصة أنه لا يقل أهمية عن مهرجانات عربية وعالمية نحظى بنفس الأمر، كما أن أي خطوة في سبيل تطوير المهرجان تجعله قادراً على الصمود في وجه الصعود المستمر للمهرجانات العربية الناشئة، كما سيمنح إدارة المهرجان فرصة لمواكبة كل التطورات التكنولوجية في عالم السينما وتنظيم المهرجانات، من طرق حجز التذاكر وطباعتها والدعوات، وكلها أمور يفتقدها “القاهرة السينمائي”، خاصة أنها ستقضي على طوابير حجز التذاكر، وسينعكس الأمر بالإيجاب على الحضور، وتصبح قاعات الأفلام خاوية.  

وعن الاتهامات الدائمة لوزارة الثقافة بتجاهل المهرجانات في مصر، ينفي أمير رمسيس هذا الأمر، مؤكداً أن الدولة متمثلة في الوزارة، تهتم بالثقافة والفن، وتزييل كل المعوقات التي تراكمت لسنوات في سبيل تسهيل الإنتاج الثقافي والفني في مصر، لكنه أكد وجود عائق في سبيل استغلال القصور الآثرية كمقار للمهرجانات السينمائية، وهو أن الدولة تستغلها بالفعل لأهداف سياحية، كما أن أغلب تلك القصور لا تصلح لاستقبال مهرجانات كبيرة مثل “القاهرة السينمائي”. 

المخرج مجدي أحمد علي يتفق مع رمسيس في الرأي، حيث يقول: “كثرة تنقل مقر المهرجان لا يصب في مصلحته، لذلك الأمر يحتاج لتضامن الفنانون من أجل مطالبة وزارة الثقافة، وتحديداً الوزيرة، بضرورة وجود مقر ثابت للمهرجانات المصرية بشكل عام، على غرار الوضع في (كان) و(برلين)، ويكفي هذه المدة الطويلة التي استقبلت فيها دار الأوبرا عروض وفعاليات المهرجان”. 

على النقيض تماما يقول المخرج نادر صلاح الدين أنه ليس هناك داع من وجود مقر دائم للمهرجانات في مصر، حتى لمهرجان القاهرة، وذلك لأنه يقام 10 أيام فقط طوال العام، مشيرا أن المهرجان يحتاج لمقر إداري،  حيث العمل عليه طوال العام، وكذلك خلال فترة التحضيرات التي تسبق الدورات الجديدة والتي عادة ما تكون مدتها 4 أشهر قبل الافتتاح، لذلك من الصعب أن يتم حجز مقر يتم إهداره طوال العام من أجل مدة قصيرة، خاصة أن المهرجان غير قادر على عرض أفلام دورته بعد إنتهاء عروضه، حيث يكون الاتفاق على العرض خلال مدة المهرجان فقط”.  

ويشير نادر أيضا، أنه من الصعب أن يتخذ “القاهرة السينمائي” أحد القصور الأثرية مقرا لها، لأنها تخضع لقوانين وزارة السياحة، كما أنها لن تحتمل عروض الأفلام وحجم الزائرين وغيرها من الفعاليات، وأي إهمال أو خراب لتلك المنشأت يعتبر إهدارا للمال العالم، ويضيف نادر: “ليس هناك تقصير من وزارة الثقافة، أتذكر أن الفنان حسين فهمي حاول سابقا أن يستغل أرض المعارض لتكون مقرا للمهرجان، لكنها ليست بالكامل ملك للوزارة، فهناك هيئات أخرى تملكها، مثل وزارة الزراعة، لكن بالفعل أرض المعارض بمدينة نصر مؤهلة لهذا، حيث لديها مساحات شاسعة، لذلك أطلب من الفنان حسين فهمي حال إمتلاكه لخطة لانشاء مقر للمهرجان، أن يتقدم بها فورا لوزارة الثقافة لدراستها قبل الدورة المقبلة”. 

أخيرا، يقول د. خالد جلال، رئيس الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة، أن اتخاذ القرار في هذا الشأن من سلطة وزيرة الثقافة فقط، وذلك وفق خطة محددة، وحتى وأن كانت تلك رغبة مشروعة ومطلوبة، إلا أن تحقيقها من سلطة الوزارة فقط، وهي التي تحدد إمكانية تنفيذها من عدمه.

أقرأ أيضأ : حسين فهمى: الدولة تدعم «القاهرة السينمائى» بقوة.. وقريبا سيكون لنا قصر يليق بالمهرجان