المطرب المغربى عبدالوهاب الدوكالى
المطرب المغربى عبدالوهاب الدوكالى


كنوز الأميرة

من زمن فاتl حكاية عبدالوهاب الدوكالي مع اللحن والدموع

آخر ساعة

السبت، 19 نوفمبر 2022 - 12:18 م

أحمد الجمَّال

تحفل أعداد أميرة المجلات آخر ساعة منذ عقود طويلة بموضوعات شائقة، ربما طاولها غبار الزمن، لكنها لا تزال تحمل رائحة العبق، وحين يقع تحت يدك عددٌ عتيق منها فهو بمثابة كنز يلقى هالة ضوء على مرحلة مهمة من تاريخ الصحافة، بل وتاريخ مصر عموماً فى ذلك الوقت. وفى السطور التالية نستعرض كنوز الأميرة وما فيها من صفحات الماضى الجميل منذ أعوام وأعوام قبل أكثر من نصف قرن من الزمان.

تحت عنوان مولد نجم نشرت "آخر ساعة" تقريرًا قبل 59 عامًا عن المطرب المغربي عبدالوهاب الدوكالى، وقصة انطلاقته الفنية، والغريب أن هذه الانطلاقة كان سببها أن الموسيقار الكبير محمد الموجى راوغه لمدة شهرين، فاضطر أن يلحن أغنيته الأولى بنفسه، وكانت المفاجأة أن الأغنية نجحت نجاحًا كبيرًا وكانت بمثابة الإعلان عن مولد نجم جديد.. فى السطور التالية نعيد نشر الحكاية بتصرف محدود:

الاسم: عبدالوهاب الدوكالى.. محل الميلاد: شارع ماسبيرو.. المهنة: مطرب.. أول فيلم: القاهرة فى الليل.. لو لم يراوغه الموجى ويلعب به الكرة لمدة 60 يومًا، لما استطاع هذا الشاب أن يقف أمام عدسات التلفزيون ويغنى أغنيته الأولى اليتيمة التى كتبها له حسين السيد، واضطر إلى أن يلحنها بنفسه ويغنيها فى الفيلم الاستعراضى الذى أخرجه محمد سالم.

وهذا الشاب هو المطرب عبدالوهاب الدوكالى الذى بدأ يتألق فى شمال أفريقيا منذ ثلاث سنوات، وسجّل بصوته ومن ألحانه ومن ألحان غيره من كبار الملحنين فى المغرب 65 أسطوانة، ثم قطع مئات الأميال ليبدأ حياته الفنية من جديد هنا فى القاهرة أو عاصمة النجوم والفنون كما يسميها!

وفى اللحظة الأولى التى هبط فيها مطار القاهرة، هاتف الموجى واتفق معه على اللقاء، وفى خلال ساعة كان الموجى ينتظره بمكتبه، وتناول الشاب العود وأخذ يعزف عليه ثم غنى بعض أغنياته بلهجته المغربية التى حوّلت كلمات الأغانى إلى ألغاز لم يفهم منها الموجى شيئًا!

ولكن الملحن المصرى استطاع أن يلمس بأذنيه شيئًا هامًا فى صوت المطرب! ثم طلب منه الموجى أن يغنى لحنًا عربيًا حديثًا، فغنى الا تكذبىب واهان الودب، وكلما سكت الدوكالى أو توقف عن الغناء، قال له الموجى بصوت عالٍ: اسكت ليه.. غنى.. فى صوتك حاجة بتاخدنيب!

وانصرف المطرب القادم من المغرب إلى بيته بشارع الأنتيكخانة، وما كاد يفتح الباب بالمفتاح حتى وجد جرس التليفون يدق باستمرار، ورفع السماعة ليترامى إليه صوت الموجى وهو يطلب منه أن يغنى له لحن امغرورب! وظل الموجى يلاحقه بالتليفون يومًا بعد يوم وأسبوعًا بعد أسبوع، لكنه لم يتقدّم معه خطوة واحدة فى نظير أن يقدّم له لحنًا جديدا يقوم بدور التعارف بين صوته وآذان الجماهير!

البحث عن لحن

فى ذلك الوقت، كان المخرج محمد سالم يبحث عن شيء جديد يقدمه فى ذلك الفيلم الاستعراضى الذى أخرجه باسم االقاهرة فى الليلب.. كان يبحث عن أى وجه جديد أو صوت جديد أو لحن جديد، ووضع القدر فى طريقه هذا الوجه وهذا الصوت، وبدأ سالم يبحث لهما عن اللحن الجديد! وطلب من مؤلف الأغانى حسين السيد أن يكتب له أغنية جديدة، فكتب هذه الكلمات: (حكايتى ويا حبي/ ح أقولها فى كلمتين/ ضحك لى يوم لقانى/ باعت له ضحكتين/ قابلنى بفرحة حلوة/ قابلته بفرحتين/ وتانى يوم لقيته/ بينسى شافنى فين/ نسينى مرة واحدة/ نسيته مرتين).

الأمل الذى ضاع

وقرأ محمد سالم هذه الكلمات وهتف بصوت عالٍ: ابرافوب! وأخذ الأغنية وبدأ يبحث عن الموجى بملقاط فلم يعثر له على أثر! وفى اليوم التالى تناول الموجى كلمات الأغنية ليلحنها، ومضى أسبوع وراء أسبوع والمطرب الجديد ينتظر اللحن الذى سيقوم بدور التعارف بين صوته وآذان الجماهير، ولكن الموجى لم يلحن حرفًا واحدًا، وظل الشاب المتطلع إلى التألق فى عاصمة النجوم والفنون يطارد الموجى فى كل مكان.. فى مكتبه وفى مدرسته وفى بيته وفى الإذاعة، وفى كل لقاء كان الموجى يطمئنه على انتهائه من اللحن!

وقبل تصوير الفيلم بثمانٍ وأربعين ساعة فقد الدوكالى الأمل فى غناء لحن الموجى، وبكى الشاب بالدموع، لكن حسين السيد  نصحة بأن يلحن الأغنيه بنفسه، فقال الدوكالى: اوهل يوافق المخرج على أن أتولى تلحين الأغنية بنفسي؟ب، فقال له حسين السيد: االمخرج لا يهمه إلا أن يقدم أغنية ناجحةب.

وفى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، بدأ الدوكالى يلحن الأغنية بنفسه، فى السادسة من مساء اليوم نفسه، وقف أمام عدسات التصوير ليغنى اللحن الذى طارد به الموجى لمدة شهرين ولحنه هو فى بضع ساعات!

أفضل الملحنين

وحين سألت اآخرساعةب الدوكالى عن أفضل أسماء الملحنين بحسب ترتيب إعجابه بهم، ذكر اسم الموجى أولا، ثم كمال الطويل وبليغ حمدى فى المرتبة الثانية، واختار عبدالعظيم محمد فى المرتبة الثالثة.

> > >

وأخيرًا، لو لم يراوغه الموجى ويعطه الدرس الأول فى الدموع.. لما ظهر هذا الشاب ولما عرف الناس مطربا جديدا اسمه عبدالوهاب الدوكالى!

(آخرساعة ب 22 مايو 1963)

اقرأ أيضًا.. الموسيقار أحمد الموجي يخوض تجربة جديدة في عالم الغناء

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة