ضحايا البحث عن الآثار
ضحايا البحث عن الآثار


دماء وخـرافــــــــات وآثارl العم يذبح ابنة شقيقه في سوهاج

أخبار الحوادث

السبت، 19 نوفمبر 2022 - 12:20 م

 

أبو المعارف الحفناوي

خرافات وأساطير، متهمون يعيشون الوهم، بحثًا عن الثراء، أطفال يقدمهم الأقارب والجيران، كقرابين لفتح الكنز المزعوم، دماء تسيل على أعتاب كنوز الأجداد، وسط مزاعم بقدرة الدجالين على فتح الكنز، ولكن تحت مبدأ «طلباتك أوامر».

لم تكن جريمة سوهاج والتي وقعت منذ أيام قليلة مضت، بالتخلص من شاب لفتح مقبرة أثرية هي الأولى من نوعها خاصة في محافظة سوهاج، فالبحث عن الثراء السريع، يدفع الباحث عنه، لتنفيذ أوامر الدجالين، أيا كانت نوعها، حتى وإن كانت الأوامر هي القتل، وربما لأقرب الناس إليه، فالدجال يوهم الباحث عن الآثار، بأن فتح «اللقية» مرصود على قتل طفل، أو ربما طيور أو حيوانات، حتى يعم الثراء على الجميع، فتسيل دماء الضحايا على أعتاب «اللقية»، في مشاهد قاسية، خاصة المتمثلة في قتل الأبرياء من الأطفال، لفك طلاسم الكنز، ظنًا من الدجال بأن قتل الطفل وتقديمه كقربان، هو البديل عن الجن الذي يحرس الكنز.

ففي المرة السابقة، كانت الجريمة، أشد قسوة، فحلم الثراء السريع، وتنفيذ طلبات الدجالين، دفع العم وزوجته للتخلص من ابنة شقيقه ذبحًا، لفتح الكنز، لم يفكر وقتها في أي شيء مهما كان الثمن، إلا بتنفيذ أوامر الدجال، الذي استغل لهفة العم، على فتح المقبرة، فبعد شراء البخور والمستلزمات الأخرى، وايهامه بأن هناك كنزًا أثريًا في هذا المكان، طلب منه أن يحضر طفلة لذبحها لتقديمها كقربان لفتح الكنز.

شيماء، هي الطفلة البريئة، التي كانت كغيرها من ضحايا، «الوهم»، وتقديمها كقربان، ولكن قصة شيماء كانت أشد قسوة، فهي طفلة صغيرة تعاني من ضمور في المخ، ومصابة بإعاقة ذهنية وحركية، تفقدها الحركة تماما.

لم يتمالك العم وزوجته اعصابهما،  فور سماعهما من الدجال، بأنه قارب على الوصول للكنز وفتحه، أوهمهما بشواهد تثبت على حد قوله، بأنها الأقرب للكنز، انصاعا لكافة أوامره فلقد أحضرا البخور وكل طلباته، ليبدأ في مهمته بلا دافع انساني، والتي سريعا ما أخبرهما أن الكنز عليه «جن مرصود»، يُصعب من فتح الكنز، ولا بد من استبداله بطفل أو طفلة، تسيل دماؤه أو دماؤها على الكنز، ومن ثم سيتم استبدال الجن بهذا القربان من البشر.

فكر المتهمان في طريقة لتنفيذ أوامر الدجال، فحلم الثراء أصبح سريعا للغاية، كانا على استعداد تام أن يقدما الغالي حتى لو كان من فلذة أكبادهما، لينعما بالكنز المزعوم، بحثا هنا وهناك عن القربان، فكرا في خطف طفل أو طفلة، من خارج القرية أو خارج العائلة، حتى تتم المهمة الصعبة، ولكن مع كل ثانية تمر عليهما، كان الشيطان يبث سمومه في عقلهما ويوسوس لهما بسرعة ارتكاب الجريمة حتى ينعما بالثراء السريع!

وبعد أيام من البحث، لم تستمر كثيرا، توصلا إلى أنه لا بد من التخلص من ابنة شقيق المتهم، فهي طفلة صغيرة، عاجزة عن الكلام والحركة، تعاني من ضمور في عضلات المخ، وبعد الاتفاق على تنفيذ الجريمة، كانا يتراجعان خشية افتضاح أمرهما، ولكن في المرة الأخيرة،  قررا أن ينفذا الجريمة، بعد توصيات الدجال بالسرعة في تنفيذ المهمة.

كل ما كان يسيطر عليهما وقتها هو المال، لم يفكرا وقتها في أن الطفلة البريئة، ابنة أخته أو حتى غريبة، ولكن حان الوقت الذي انتزعت فيه من قلوبهما الرحمة، في تنفيذ الجريمة، لفتح الكنز المزعوم.

بدأت هذه الجريمة القاسية، في قرية الشيخ إسماعيل بقرية الصوامعة شرق في سوهاج، عندما خرجت الأم لقضاء حوائجها، وتركت طفلتها في المنزل وحيدة، بعدما خرج والدها أيضا للعمل، فالأم تعلم قبل خروجها للسوق بأن ابنتها لا تستطيع التحرك، لعجز ألم بها.

وبعد قضاء حوائجها، عادت أرزاق، إلى المنزل، لم تجد ابنتها بداخله، بحثت هنا وهناك، وهي في حالة من الجنون، فأين ذهبت الطفلة العاجزة عن الحركة؟!، اتصلت بزوجها تخبره باختفاء طفلتها،  ثم بدأ البحث عنها في كل مكان، ولكن دون جدوى.

وبعد البحث عنها، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، عثروا على جثة الملاك البرئيء مشنوقة وبها آثار جروح في الرقبة، مدفونة في الرمال، في حوش بجوار منزل عمها، هنا كانت الصدمة، والكل تساءل،  ماذا فعلت هذه الطفلة البريئة في حياتها، لتلقى مصيرها بهذه الطريقة؟!

العجيب في الأمر، وبعد تكثيف التحريات، وتوسيع دائرة الاشتباه؛ تبين أن المتهم في الواقعة،  عم المجني عليه وزوجته، اللذان كانا يبحثان مع الأهل والأقارب عن الطفلة بعد اختفائها، أي انهما يقتلان القتيل ويمشيان في جنازته.

وكشفت التحريات أن المتهم وزوجته، كانا على اتفاق مع الدجالين، على ذبح طفلة لفتح الكنز،  واستغلا خروج والديها من المنزل، وترك الطفلة وحيدة في البيت، وأرسل العم زوجته إلى منزل شقيقه، وأحضرت الطفلة إلى منزلهما، وانتظر أوامر الدجالين، بتنفيذ الجريمة، ولم تصله تعليمات بعد، ومع خشيتهما من فك لغز اختفاء الطفلة، خنقاها بإيشارب، ودفناها في الرمال داخل حوش ملاصق بالمنزل.

خرافات

وفي محافظة قنا، لم يكن الأمر مختلفًا، فلقد دفعت الطفلة حليمة، البالغة من العمر 7 أعوام، حياتها مبكرًا، ثمنًا للخرافات، الساعية للبحث عن الثراء السريع.

قصة حليمة لم تكن مختلفة عن سابقتها، فلقد راحت ضحية الوهم، والتنقيب عن الكنز المزعوم، بعد أن ذبحها جارها، تنفيذًا أيضا لأوامر الدجال!

جريمة قتل حليمة، ظهرت في البداية منذ اختفائها، فالشك والخوف، سيطر على أسرتها،  خاصة لأنها طفلة بريئة لم تكمل 7 أعوام، ولم تفعل شرًا في عمرها الصغير،  تدفع أي إنسان للانتقام منها.

وبعد أيام قليلة، عثرت الأجهزة الأمنية بقنا، على جثة الطفلة البريئة مذبوحة داخل زراعات القصب بالقرية، وتبين أن المتهم في الواقعة أحد جيرانها؛ استدرجها لذبحها خاصة لوجود خلافات أسرية مع والدها، وتقديمها قربانا لفتح الكنز.

وكشفت التحريات أن المتهم وراء ارتكاب الجريمة، في محاولة للتنقيب عن الآثار في الزراعات التابعة لقرية أبو مناع غرب، وأن المتهم كان على خلاف مع والد الطفلة، واختطفها لذبحها، وذلك من أجل التنقيب عن الآثار، لاستخراج الكنز المزعوم. 

أقرأ أيضأ : انتحل صفة معالج روحاني واغتصب ضحاياه.. إحالة «دجال الشرقية» للمفتي

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة