خلال الجلسة الافتتاحية من أعمال المؤتمر
خلال الجلسة الافتتاحية من أعمال المؤتمر


عملات وأكلات.. دراسات جديدة في النسخة الـ25 لمؤتمر الآثاريين العرب

أخبار الأدب

الأحد، 20 نوفمبر 2022 - 01:36 م

 

حذرت دراسة من مخاطر عديدة يواجهها معبد كرانيس الشمالى فى الفيوم

خلال الأسبوع الماضي أقيمت فعاليات الدورة الـ25 من مؤتمر المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، والذي انعقد في مقر الاتحاد بمدينة الشيخ زايد، برئاسة الدكتور محمد الكحلاوى رئيس الاتحاد، حمل المؤتمر هذا العام عنوان «دراسات في الوطن العربي»، وتم من خلاله مناقشة العديد من الأوراق البحثية الهامة التي تخص آثار مصر والوطن العربي.

من أبرز الدراسات التي تم تقديمها خلال المؤتمر دراسة بعنوان: «إضافة جديدة لطرز أرباع الدنانير الفاطمية المضروبة بصقلية في عهد الخليفة «المعز لدين الله»، والتي قدمتها الدكتورة رويدا رأفت النبراوى، الأستاذة المساعد بكلية الآثار جامعة عين شمس.

وتم من خلالها إعادة نشر لربع دينار فاطمی فرید ضرب فى صقلية سنة 363هـ فى عهد الخليفة المعز لدين الله، محفوظ بمتحف الفن الإسلامى بالقاهرة، وذكرته إحدى الباحثات من قبل لكنها لم تستطع قراءة مكان وتاريخ سكه، ولذلك ركزت الدراسة على إعادة نشر هذا الربع وقدمت وصفًا دقيقًا لشكله العام، من خلال قراءة كتاباته وحروفه وتفسير تلك الكتابات والحروف الأبجدية وتحليل كل ذلك فى ضوء الظروف المختلفة لصقلية فى عهد المعز والإشارة إلى الظاهرة الجديدة الموجودة عليه.

قامت الباحثة فى دراساتها بتصنيف أرباع الدنانير المنشورة المضروبة بصقلية فى عهد المعز إلى سبعة طرز، وقد تناولت كل طراز منها على حدة حسب تسلسله التاريخى وأجرت مقارنة بينهما، لتحديد الاختلاف؛ ورغبة منها فى معرفة أهمية وندرة الربع دينار موضوع البحث أجرت مقارنة بينه وبين الطرز السبعة المنشورة من قبل.

وتوصلت إلى أن هذا الربع يمثل طرازًا جديدًا وفريدًا يختلف عن الطرز الأخرى المنشورة، فهو يحمل ظاهرة الاختصار للعبارة الشيعية «على أفضل الوصيين»، والتى تظهر لأول مرة على النقود الإسلامية من خلال هذه العملة الفريدة.  

كما تم تقديم دراسة أخرى حملت عنوان: «البيرة كقرابين إلهية وجنائزية فى نصوص الأهرام»، والتى قدمتها الباحثة الأثرية خلود رضوان فاروق، حيث خلصت إلى أن البيرة المصرية قد لعبت دورًا مهمًا فى المجتمع المصرى لأكثر من 4000 عام منذ ظهورها الأول عام 3500 ق.م حتى نهايتها عام ٦٤٢م، إذ كانت جزءاً لا يتجزأ من نسيج الحياة المصرية اليومية، بل إنها تركت بصمة على الثقافة المصرى القديمة بجميع جوانبها الاجتماعية والدينية والاقتصادية، كما عرف أنها تقدم مع الخبز كطعام أساسى.

وقد خلصت الدراسة أيضًا إلى أن البيرة الحديثة الشائعة حاليًا باللون الصافى، تختلف عن  البيرة المصرية القديمة والتى كانت تحمل لوناً غائماً «شائباً» ومليئة برواسب الحبوب، كما أنها كانت غنية بالكربوهيدرات والسكر الذى يمد الطعام بالطاقة والفيتامينات.

وأما بخصوص تناول البيرة من منظور الشعائر الدينية فقد كانت البيرة دائمًا جزءاً رئيسى ضمن قرابين المتوفى والآلهة، ويأتى أقرب دليل على صناعة البيرة المصرية من مواقع ما قبل الأسرات فى هيراكونوبليس وأبيدوس فقد تم العثور على أحواض مخروطية كبيرة فى منشآت من الطوب اللبن بها بقايا قشور خشنة وحبوب الشعير، كما أنها كانت تمتلك علاقة وثيقة بالقرابين الدينية وتعتمد فى ذلك على أوانى البيرة. 

خلصت الدراسة إلى أن ارتباط تقديم البيرة كقربان للآلهة كان نوع من إظهار الطاعة ولطلب الحماية والمساعدة منهم وكذلك كقربان للمتوفى، إذ اعتبرت البيرة معيارًا أساسيًا من عناصر القرابين، واستخدمت فى معظم النصوص الدينية طوال التاريخ المصرى، حيث تم ذكرها كقربان فى النصوص الجنائزية المصرية فى الدولة القديمة بنصوص الأهرام بالأسرتين الخامسة والسادسة حوالى 43 مرة.

وفى دراسة قدمتها الباحثة زينب محمد جودة والتى حملت عنوان: «تحليل وتقييم المخاطر المؤثرة على مواد بناء معبد كرانيس الشمالى بمنطقة كوم أوشيم الأثرية بالفيوم بمصر»، حذرت الدراسة من أن معبد كوم كرانيس يواجه العديد من المخاطر التى تؤثر عليه، وهى مخاطر طبيعية، وأخرى بشرية. أشارت إلى أن المخاطر الطبيعية التى من الممكن أن تواجهه تتمثل فى الزلازل المفاجئة، وكذلك عوامل التعرية التى يتعرض لها المعبد بشكل دائم. أما المخاطر البشرية فتنتج من سوء الإدارة والإهمال وقلة الصيانة وسوء عمليات الترميم بالإضافة إلى التطور العمرانى وانعدام الثقافة المحلية والتراثية وأعمال النهب والتخريب.

يهدف البحث إلى تحليل وتقييم المخاطر المؤثرة على المعبد، وذلك من خلال منهجية إدارة المخاطر التى تواجه التراث الثقافى والتى صدرت عام 2016، وهو إصدار مشترك بين المعهد الكندى لحفظ التراث وبين الإيكروم المركز الدولى لدراسة الحفاظ على الممتلكات الثقافية وترميمها.

ودليل إدارة مخاطر الكوارث بالتراث العالمى الصادر عن اليونسكو ٢٠١٦ حيث يقدم منهجية لدراسة المخاطر والاستجابة لها ويوفر مصدرًا رئيسيًا للعمليات المعقدة التى تضم تقدير المخاطر وتقييمها، وذلك للحد من تلك المخاطر والحفاظ على المخلفات الأثرية والتراثية من الاندثار. كما تم تقديم تحليل وتقييم للمخاطر المؤثرة على معبد كرانيس الشمالى حيث تم تصنيفها وتحديد حجم كل خطر من هذه المخاطر من خلال الفحوصات والتحاليل لمواد بناء المعبد.

وفى دراسة قدمتها الدكتورة فتحية جابر إبراهيم عيسى، رئيسة قسم الآثار والدراسات اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وحملت اسم «مطاعم الوجبات السريعة الرومانية: ما بين بقاياهم الأثرية وتصويرهم فى الفن» جاء فيها أن البعض يعتقد أن مطاعم الوجبات السريعة الموجودة حاليًا شئ قد فرضته طبيعة العصر الحالى.

وإلا أن الباحثة من خلال دراستها رأت أن مثل هذه المطاعم لها تاريخ طويل وأصول قديمة ترجع إلى الحضارتين اليونانية والرومانية، وخاصة لدى الشعب الرومانى الذى تميز بصورة كبيرة بالواقعية والعملية، فقد ظهرت فى الكتابات الأدبية بعض المسميات التى تشير إلى وظيفة بعض الأماكن مثل Thermopolia, Cauponae, Popinae.

وكلها تشير إلى معانٍ متشابهة أو إلى وظيفة محددة وهى تعنى أماكن لبيع الطعام والشراب الساخن، وكذلك البارات التى استخدمت فى تناول النبيذ الذى كان يخلط أحيانًا بالماء الساخن.


وتقول الباحثة إن هذه المطاعم القديمة كان يستخدمها الفقراء ممن لايملكون منازل وفيلات فخمة مزودة بمطابخ، وكان الشكل المعمارى المتعارف عليه لهذه المطاعم هى أنها بشكل حجرة لها مدخل على الشارع أو من خلال منزل ضخم وبها منضدة تتخذ عادة شكل حرف L مبنية يتوسطها على مسافات متساوية أوانٍ ضخمة لوضع الطعام والشراب.

وأحياناً ربما كان المستهلكون للطعام والشراب يجلسون داخل بعض هذه المطاعم سواء على المنضدة الأمامية أو على مقاعد متحركة، مثلما يحدث فى وقتنا الحالى، لتناول الطعام والشراب بعد يوم عمل طويل، وتتميز هذه المطاعم بالزخارف والرسوم الجدارية المختلفة التى تعكس بعض أنواع الأطعمة التى كان يتناولها أفراد المجتمع.

وكما أنها تواجدت فى روما وبومبى وهيركلانيوم وعدد من الأماكن الأخرى، كما أظهرت بعض الفنون الرومانية عدداً من هذه المطاعم أو المحال التى تقوم ببيع الطعام والشراب على بعض الفنون المختلفة سواء لوحات منحوتة، رسوماً جدارية.

وتوابيت أو غيرها؛ لذا فالهدف من البحث هو تقصى فى الشكل المعمارى لتلك المطاعم ووظيفتها فى المجتمع الرومانى، مثل أنواع المأكولات والمشروبات التى كانت تقدم، وكذلك الزخارف التى تزينها والأدوات المستخدمة فيها، ومقارنة تصوير بعض هذه المطاعم والمحلات فى بعض الفنون الرومانية لمعرفة مدى اتفاقها أو اختلافها مع ما تبقى من مثل هذه النوعية من المبانى فى العالم الرومانى.

اقرأ ايضا | إنجى الطوخى تكتب: لماذا خُلق الألم؟

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة