جبل موسى
جبل موسى


خبير آثار: جبل موسى واقع ديني أثري يصعده الملايين لرؤية أجمل شروق في العالم

محمد طاهر

الأحد، 20 نوفمبر 2022 - 04:19 م

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، عن الموقع الحقيقي لجبل موسى كواقع ديني أثري يصعد إلى قمته الملايين لرؤية أجمل منظر شروق في العالم في سياحة روحانية لنيل بركة هذه البقعة المقدسة والوصول إلى السلام النفسي والراحة والطمأنينة الذي يستشعرها كل من تطأ قدماه الوادي المقدس طوى.
 
ويوضح الدكتور ريحان بأن المولى عز وجل بارك أرض مصر بوجود الوادي المقدس طوى بسيناء حيث بورك الإنسان والمكان، بورك من في النار وهو نبي الله موسى وبورك من حولها من البشر في هذه البقعة كما بورك الوادي الذي تجلى فيه المولى عز وجل بوصفه الوادي المقدس طوى فانعكست البركة على كل إنسان تلمس قدميه هذه البقعة ومن أجل هذا أمر المولى عز وجل نبيه موسى بأن يخلع نعليه وكل من يدخل إلى هذا الوادي عند جذور شجرة العليقة المقدسة التي تقع أسفل مذبح كنيسة العليقة المقدسة بدير سانت كاترين يخلع نعليه تأسيًا بني الله موسى عليه السلام.

ونوه بأنه أمام هذه العظمة والتفرد والقيمة الاستثنائية لهذه البقعة المقدسة تحاول عدة دوائر سلب هذه القيمة الكبرى عن مصر ومن أمثلة ذلك ما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أن نبي الله موسى قد كلم ربه في الأردن وليس مصر عن طريق جبل نافو، كما نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن العالم الإسرائيلي عمانويل أناتي ذكر أن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود في صحراء النقب.
 
 وذكر العالم الإسرائيلي تسيفي إيلان، أن جبل موسى في سيناء ولكن في منطقة سرابيط الخادم مما يؤكد أن الغرض من هذه الأراء مجرد إبعاد وجود الجبل عن موقعه الحقيقي بالوادي المقدس طوى فمرة في سيناء وأخرى في النقب أو الأردن.

وأكد الدكتور ريحان من خلال التحقيق الأثري لرحلة خروج بني إسرائيل بسيناء وتحديد محطات الخروج بها والذي تضمنها كتابه «التجليات الربانية بالوادي المقدس طوى» إصدار دار أوراق للنشر والتوزيع بأن المحطات تبدأ بعيون موسى حيث تفجرت الاثنى عشرة عينًا ثم منطقة سرابيط الخادم حين طلبوا من نبي الله موسى أن يجعل لهم إلهًا ثم منطقة الطور المشرفة على خليج السويس (موقع طور سيناء حاليًا) الذي عبدوا بها العجل الذهبي بمنطقة قريبة من البحر حيث نسف العجل بها ثم جبل الشريعة حيث تلقى نبي الله موسى ألواح الشريعة وقد انتقل بني إسرائيل إليه عبر وادي حبران من طور سيناء إلى الجبل المقدس بالوادي المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا).

اقرأ أيضا:- خبير آثار يطالب بتسجيل وترميم معبد سرابيط الخادم

ويتفق موقع الجبل المقدس مع خط سير الرحلة وهي المحطة الرابعة التي تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة الذي ناجى عندها نبي الله موسى ربه، وهي المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوي عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م، جبل سانت كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها، ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبي الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل ويؤخد من أشجار الطرفا القريبة من الوادي المقدس حاليًا وهناك منطقة كاملة بهذا الاسم.

أمّا السلوى فهو شبيه بطائر السمان المتوفر بسيناء وكان النص القرآني "اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم" سورة البقرة آية 61، والهبوط يعني النزول من مكان مرتفع ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة أيضًا فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبي الله موسى طلبًا للنار ليستدفئ به أهله في رحلته الأولى إلى سيناء  "إني آنست نارًا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون" القصص 29،  كما أن بهذه المنطقة شجرة من نبات العليق لم يوجد في أي مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطي ثمار وفشلت محاولات إنباته في أي مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه.

وأردف الدكتور ريحان بأن التأكيدات الأثرية بدأت حين جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين إلى الوادي المقدس في القرن الرابع الميلادي بعد زيارتها القدس وبنت في حضن شجرة العليقة المقدسة كنيسة صغيرة تحت مذبحها جذور هذه الشجرة وقد أصبحت من وقتها أرض سيناء بقعة مقدسة للحجاج المسيحيون من شتى أرجاء العالم وبعد دخول الإسلام إلى مصر أصبحت بقعة مباركة يحرص المسلمون على زيارتها في رحلة الحج بالطريق البحري إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة وكانوا يبحرون على نفس سفينة الحجاج المسيحيون من ميناء القلزم "السويس حاليًا" إلى ميناء الطور المملوكي ومنها يعبرون سويًا وادى حبران إلى الوادي المقدس طوى لزيارة جبل موسى وشجرة العليقة المقدسة والصلاة في الجامع الفاطمي داخل الدير وقد تركوا كتابات تذكارية داخل الجامع ثم يعودون إلى ميناء الطور لاستكمال الرحلة إلى جدة ويظل الحجاج المسيحيون بالدير لاستكمال رحلة الحج ومنهم من يتوجه من سيناء إلى القدس.

ثم أكد ذلك أثريًا الإمبراطور جستنيان حين بنى بهذه البقعة أشهر أديرة العالم في القرن السادس الميلادي وأطلق عليه دير طور سيناء تبركًا بجبل الطور ومازال ختم مطران الدير حتى الآن باسم دير طور سيناء والذي تغير اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي بعد العثور على رفات القديسة على أحد جبال سيناء الذي حمل اسمها وتم نقل الرفات إلى الدير وقد أدخل كنيسة العليقة المقدسة داخل أسوار الدير ثم أكدت اليونسكو عام 2002 وجود الجبل والشجرة بهذه البقعة حين سجلت منطقة سانت كاترين وتضم الجبل والدير بمشتملاته وكل مدينة سانت كاترين الحالية كمدينة مقدسة لها قيمة عالمية استثنائية تراث عالمي باليونسكو ثم أكد ووثق الدكتور عبد الرحيم ريحان كل هذه الحقائق بكتابه «التجليات الربانية بالوادي المقدس طوى».

ويتابع الدكتور ريحان بأن ملايين الزوار الذين يصعدون إلى قمة جبل موسى "له عدة أسماء منها جبل المناجاة وجبل الشريعة وفي بعض المصادر جبل سيناء" يومًا وراء يوم يؤكدون لحظة بلحظة وجود الجبل والشجرة بالوادي المقدس طوى على أرض سيناء عبر طريق سيدنا موسى المختصرة الذي مهدها الرهبان منذ عهد بعيد وجعلوا لها سلمًا من الحجر الغشيم مكون من 3000 درجة تم ترميمه عام 1911، وارتفاع جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر وعلى الجبل نبع ماء كان يعيش بجوارها أحد النسّاك وكنيسة الأقلوم، وهناك قنطرة من الحجر، قيل أنه كان يجلس عندها راهب أو أكثر يتقبل الاعتراف من الزوار ويكتب أسمائهم تليها قنطرة أخرى يطلق عليها قنطرة الغفران ثم نجد منخفض بين الجبال يسمى (فرش إيليا)  يضم كنيسة موسى النبي وبجانبها كنيسة إيليا النبي وبهذه الكنيسة مغارة متسعة قيل أنها المغارة التي سكنها إيليا النبي عند مجيئه إلى الجبل ومن فرش إيليا طريق يتجه شمال غرب إلى قمة جبل الصفصافة ويمر بمغارة القديس إسطفان ثم كنيسة مار يوحنا.

ثم يصعدون من فرش إيليا إلى قمة الجبل عبر 750 درجة سلم، وعلى قمته بقايا كنيسة صغيرة بناها الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي، وجامع صغير  قائم على أنقاض الجامع الفاطمي الذي بناه الأمير أبو المنصور أنوشتكين في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله حين بناء الجامع الفاطمي داخل الدير 500هـ 1106م، وهناك كنيسة حديثة شيدت عام 1933م وتسمى كنيسة الثالوث الأقدس استخدم فيها أحجار من الكنيسة القديمة التي تعود إلى القرن السادس الميلادي.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة