عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

خذلان الإخوان

عمرو الديب

الأحد، 20 نوفمبر 2022 - 07:23 م

فارق شاسع مروع رهيب بين أن تكون متدينًا تتعبد ربك المنان فى صدق وإخلاص ابتغاء وجهه وحده، وسعيًا لنيل مرضاته، وبين أن تحول الدين إلى أداة لقنص الفوائد وتحقيق الأغراض الدنية، والمكاسب الدنيوية، والفارق هو ذاته ذلك الفاصل بين وجه السرمدى الباقي، والعرض الزائل الفاني، وهؤلاء المغرضون الذين اعتادوا على امتهان الدين، وكأنه حرفة، وامتطاء القيم الروحية، وكأنها مراكب، يمثلهم -أجلى تمثيل- تلك العصابة الإجرامية التى تسمى نفسها الإخوان المسلمين..

أولئك الإرهابيون الخوارج المدعون الذين أوهموا كثيرًا من البسطاء بأنهم حاملو رايات الدين، وألوية القيم وحماتها، وكأى انتهازى بغيض استغل هؤلاء القناصون ثغرات غياب الدولة فى بعض الميادين والبقاع فى عهود سابقة على مدى عقود عديدة ماضية، فنشروا الزوايا والمستوصفات وفصول التقوية الدراسية والجمعيات الخيرية ذات الأهداف الخفية، فأوهموا حشود السذج بأنهم حماة الفقراء وأعوان المساكين، وانخدع الملايين تحت ضغوط العاطفة الدينية المتأصلة فى الشخصية المصرية، ويأبى الله العلى القدير أن يستمر مسلسل الخداع طويلًا جدًا، فما إن وصل الإخوان المسلمون الإرهابيون إلى الحكم - حلم تاريخهم منذ نشأتهم -  حتى بدأت مساحيق الوجه الكذوب تذوب، وأخذ قبح الأدعياء الفاشلين يصدم العيون، وهنا أفاق الكثير من السذج من غفوتهم، وانضموا إلى أشقائهم فى الوطن وخرج الجميع فى الثلاثين من «يونيو» من عام 2013 ليوجهوا إلى هذه الجماعة الإرهابية إحدى أكبر الصفعات فى تاريخها، ويجرى إزاحتها من على صدر وطن.. هو الأكبر والأعرق فى منطقته ومحيطه، وما بين صفعة الثلاثين من يونيو ولطمة أو ركلة 11/11 كانت مساحيق وجه الإخوان المسلمين آخذة فى التلاشي، حتى صدم القبح الشنيع أبصار الملايين بصورة لم تعد تصلح معها أية جراحات تجميل، أو عمليات تزيين، انكشفت الملامح الحقيقية للإخوان المتأسلمين الذين يسيل لعابهم للوصول إلى الحكم ويتهافتون لقنص المناصب واعتلاء الكراسى بعيدًا عن أى تدين حقيقى يبتغى وجه رب الأكوان الحنان المنان، وبمعزل عن أية قيم أخلاقية تبناها الدين الخاتم المعنى والمهموم بمكارم الأخلاق، وفى يوم الحادى عشر من نوفمبر تلقى المجرمون أكبر صفعة وأشنع لطمة فى تاريخهم الدموى الشائن فقد خذلهم الجميع، حتى هؤلاء السذج الذين لطالما خدعوهم وتلاعبوا بمشاعرهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة