د. أســامة أبــو زيــد
من الآخر
«رجالة» منتخبنا.. والمونديال
الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022 - 03:36 م
اتفقت كل الاستوديوهات التحليلية منذ الإعلان عن مواجهة منتخب بلجيكا ثانى العالم لمنتخبنا الوطنى.. أن الخسارة ستكون من نصيب الفراعنة.. وكانت كل التوقعات فى صالح البلجيك.. وأكثر المتفاءلون كان يأمل أن تنتهى المباراة بعدد قليل من الأهداف يدخل مرمى الفرعون الشناوى.
صّدر الإعلام حالة من الإحباط باعتبار أن المنتخب غير موجود وأنه سيكون لقمة سائغة لمنتخب بلجيكا الذى سيخوض المباراة بمنتهى القوة والجدية فى بروفة أخيرة قبل التوجه إلى قطر من أجل خوض المونديال.. وأن المنتخب الكبير اختار مواجهة مصر من أجل المغرب الموجودة فى مجموعته.
لم يتوقع أحد أن يفوز الفراعنة على البطل القوى.. والمباراة وأمورها التكتيكية أثبتت أن المنتخب الوطنى موجود.. ومكتمل الصفوف، ويقوده مدير فنى عالمى بمعنى الكلمة «فيتوريا» ليس لأن المنتخب فاز.. ولكن لأن التحركات واعية.. وإغلاق المساحات.. والتعامل مع النجوم.. والدليل مقدرة صلاح على التحرك بمنتهى الأريحية مع تريزيجيه فى هذه المباراة.
وكالعادة وللأسف.. فإن هناك من أصبح متعود على النقد فقط عندما تقدم منتخبنا بالهدف الأول ثم الثانى.. بدأت المبررات للمنتخب البلجيكى.. خايفين من الإصابة.. الملعب سيئ.. لا يلعبون بجدية.. يدخرون جهدهم من أجل المونديال !!
كلام غريب وعجيب.. والحقيقة أن مصر كانت الأفضل تنظيمياً.. والتحركات كانت واعية.. وفيتوريا أثبت أنه مدرب قدير فى أول اختبار حقيقى قوى جداً منذ أن تولى المسئولية.
كل نجوم المنتخب الذين خاضوا مواجهة بلجيكا «رجالة» وأبطال.. أعطوا كل ما لديهم.. وقد أعجبنى جداً أكرم توفيق ومحمود حمادة وعلى جبر وتريزيجيه وصلاح وطارق حامد ومصطفى محمد ومحمد حمدى.. ولم يعجبنى المنتخب البلجيكى على المستوى الفردى.. نال صفعة قوية قبل المونديال مباشرة.. ربما تكون صفعة «الفوقان».
أكرر.. نجوم منتخبنا رجالة وكانوا جديرين بالتأهل للمونديال.
كان حلم كل المصريين وجود المنتخب الوطنى فى مونديال قطر.. نعم الفرصة كانت كبيرة والقدرات الفنية عالية.. ومنتخبنا كان يستحق التأهل، لكن الظروف لم تكن فى صالح اللاعبين أو كيروش المدير الفنى الرائع فى هذا التوقيت، ولسوء الحظ كافة المواجهات فى نهائى أفريقيا بالكاميرون.. ومباراتى التأهل للمونديال أمام السنغال.. القوى.. الرهيب.. المتكامل.. والمحترم.
نعم لا مجال للبكاء على اللبن المسكوب.. ولو واجه منتخبنا أى منتخب أفريقى آخر.. لاستطاع الفراعنة التأهل.. لأن الأداء فى مونديال أفريقيا على أرض الأسود الكاميرونية جعل أبناء النيل يثقون فى قدرات وإمكانات لاعبيهم الذين كانوا فى أفضل حالاتهم الفنية والنفسية والحماسية.
لاشك أن وجود مصر فى مونديال قطر كان سيزيد من نجاح البطولة وتحديداً من حيث الإقبال الجماهيرى.. وتواجد كل الجاليات المصرية فى الوطن العربى من أجل مساندة وتشجيع الفراعنة.. والمؤكد أن كل الجاليات ستتجمع على أرض قطر من أجل مساندة الأشقاء العرب الذين لديهم الفرصة لإثبات الوجود وعبور المنحنيات الخطيرة والمواجهات الصعبة لإسعاد الوطن العربى وشعوبهم التى تتمنى الفوز.
ستلفت قطر أنظار العالم إليها.. وما نشاهده قبل انطلاق البطولة عبارة عن إبداع وشياكة وتجهيزات جبارة من أجل نجاح الماراثون الذى سيعيشه العالم لمدة 29 يوماً.. ملخص هذه الأيام متعة وإثارة وجمال وروعة فى الأداء بإذن الله.
عندما يكون هناك بطولة كبيرة.. تكون هناك توقعات وتخمينات.. الكل يتحدث.. وأتصور أن المفاجآت واردة.. ومثلما يحدث دائماً فى البطولات الكبيرة نجد أن فريقاً يأتى من بعيد ويحقق المفاجأة.. وبالرغم من قوة المجموعات الثمانية.. ووجود وصعود العرب يحتاج إلى معجزات نظراً لتاريخ المنافسين فى كأس العالم، إلا أن قطر لديها فرصة فى الصعود.. نعم معها الأكوادور والسنغال وهولندا.. والقطريون يضمون لاعبين مجنسين بفكر أوروبى.. وخروج المضيف دائماً يعنى تراجع البطولة وحماس الجماهير.
نفس الأمر للمغرب التى توجد معها بلجيكا وكرواتيا وكندا.. الأوراق تؤكد أن صعود المغرب صعب فى ظل وجود بلجيكا وكرواتيا.. ولكن الفكر المغربى الأوروبى المتطور فى كرة القدم يجعل الطموح والأحلام المغربية لن تتوقف أبداً وهذا حقهم .
من سيفوز فى كأس العالم؟!
سؤال موجود وسيظل على كل لسان وفى بال كل مهتم بكرة القدم طوال منافسات مونديال العالم على الأرض العربية القطرية.. والتاريخ يلعب دوراً.. والكبير كبير.. وربما يكون هناك نجوم شباك مثل بلجيكا واسبانيا وفرنسا والبرازيل والأرجنتين وهولندا.. لذلك فإن التكهنات غير مستقرة وستظل متغيرة.. والثوابت قليلة وربما يكون البرازيل هو الأقرب لأنه منتخب متعة وتألقه يسعد العالم.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة