حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

فجر جـديد للعدالة المناخية مع صندوق الخسائر والأضرار

الأخبار

الأربعاء، 23 نوفمبر 2022 - 05:45 م

يمثل اتفاق مؤتمر الامم المتحدة لتغير المناخ (27 COP ) بشأن إنشاء صندوق الخسائر والأضرار علامة فارقة فى الكفاح الطويل لتأمين دعم المجتمعات الفقيرة التى تعانى من تداعيات ظاهرة الإحتباس الحرارى بحسب مسئولين وناشطين عملوا جاهدين لتأسيس مثل هذا الصندوق .

وكانت المفاوضات التى استمرت على مدى أسبوعين بمدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية ، وسط التوترات الجيوسياسية العالمية التى القت بتداعياتها السلبية عليها ، قد تمكنت فى ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضى من التوصل الى إتفاق تاريخى بإنشاء صندوق جديد لمساعدة الدول المعرضة للخطر على تحمل التكاليف المتزايدة للأضرار الناجمة عن تطرف الظروف المناخية وإرتفاع مناسيب البحار .

وقد كان لمصر وللرئاسة المصرية دوراً مهما ورغبة أصيلة فى مد فترة المؤتمر للخروج بنتائج ملموسة على الأرض .. وكما صرح وزير الخارجية سامح شكرى رئيس الدورة الحالية إن المفاوضات استمرت فى اليومين الأخيرين دون راحة سوى ساعتين على الأكثر .. 

ومن المقرر أن يتم تشكيل لجنة تعمل خلال شهور قليلة على وضع التفاصيل المتعلقة بكيفية عمل الصندوق ومصادر تمويله ، وشكلت مجموعة من 134 دولة من إفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية ودول جزرية صغيرة بقيادة باكستان - التى سجلت أضراراً واسعة من جراء الفيضانات - جبهة واحدة للضغط لإطلاق الصندوق المثير للجدل.

وقال يب سانو رئيس منظمة السلام الأخضر بجنوب شرق أسيا أن إقرار إنشاء الصندوق « يمثل فجراً جديداً للعدالة المناخية «  ..

وكان سانو قد لعب دوراً فعالاً فى إنشاء أول هيئة رسمية للأمم المتحدة تعنى بالخسائر والأضرار فى نسخة مؤتمر المناخ فى وارسو عام 2013 بصفته كبير مفاوضى الفلبين التى شهدت أضراراً واسعة من جراء الإعصار هايان .. 

وقال سانو أن الحكومات وضعت حجر الأساس لصندوق جديد طال إنتظاره لتقديم دعم أساسى للدول والمجتمعات المعرضة للخطر ، والتى الحقت أزمة المناخ المتسارعة دماراً بها بالفعل .. معتبراً التطور الجديد بإنشاء الصندوق « إنتصاراً لقوة الشعوب « .

وأكد « تحالف الدول الجزرية الصغيرة « إن أعضاءه من المحيط الهادى ومنطقة البحر الكاربيتى « بذلوا قصارى الجهد « مع المصريين فى رئاسة مؤتمر 27 COP  لإطلاق الصندوق الذى ظلوا ينادون به طيله ما يقرب من 30 عاماً عندما تمت إثارة قضية الخسائر والأضرار للمرة الأولى بمحادثات المناخ فى فانواتو .. 

وقال مولوين جوزيف رئيس تحالف الدول الجزرية وزير الصحة والبيئة فى دولة انتيجوا وباربودا : « اليوم أعاد المجتمع الدولى الثقة العالمية لهذه القضية الحاسمة التى تهدف لضمان عدم تخلف أحد عن الركب « ..

علق أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش على إنشاء الصندوق إن قمة مؤتمر 27 COP  خطت خطوة مهمة نحو العدالة .. وقال فى بيان مصور إنه رغم أن صندوق الخسائر والأضرار لن يكون كافياً للتعامل مع الخسائر المناخية المتزايدة فإنه إشارة سياسية كانت هناك حاجة ماسة لها لاعادة بناء الثقة المتداعية بين الدول الغنية والفقيرة .
وقالت جين سو مديرة عمل الطاقة فى مركز التنوع البيولوجى إن الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية والدول الصناعية الأخرى تخلت عن موقفها « بعد سنوات من المقاومة « ..

وكانت المعارضة ترجع بشكل أساسى الى المخاوف من ان تجد هذه الدول نفسها مسئولة مالياً عن الإنبعاثات المرتفعة تاريخياً للغازات المسببة للإحتباس الحرارى ، إلا أنه صار من الصعب التمسك بهذا الموقف وسط « تزايد الجسامة والتكرار « للأثار الضارة لتغير المناخ حسبما ورد فى  خطة تنفيذ شرم الشيخ النهائية « .. 

ومن الكلمات التى لا تنسى بعد إنشاء صندوق الخسائر والأضرار ما قاله الدكتور محمود محيى الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية عندما علق على إعلان وزير الخارجية سامح شكرى رئيس الدورة 27 COPعلى الإتفاق بإنشاء الصندوق : إن الإسهامات فى صناعة التاريخ حرفة مصرية أصيلة فى إشارة لإنشاء هذا الصندوق الذى طال إنتظاره .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة