صورة موضوعية
صورة موضوعية


أين المبدعون من مصر الجديدة؟..

«الأغنية الوطنية» اختفت فى ظروف غامضة

آخر ساعة

الأربعاء، 23 نوفمبر 2022 - 05:57 م

كتب: عصام عطية

كان دائمًا للغناء دور كبير فى تحفيز المواطنين تجاه مصر الجديدة والتعريف بما يتم على أرضها من إنجازات، مصر الآن تنهض اقتصاديا وعمرانيا وثقافيا وفنيا، لكن يبقى السؤال «أين شعراؤنا وكُتّابنا ومطربونا من نهضة مصر؟.. أين الأغانى الوطنية التى تشيد بهذه النهضة؟.. ما موقف فنانى مصر من التطوير الذى تشهده بلادنا؟»، سمعنا العديد من الأغانى منذ بناء السد العالى، ولم نسمع عن العديد من السدود العالية التى ترتفع فى بر مصر، وكأن المطربين والمطربات فص ملح وداب، لا الدراما ولا الأفلام لها دور مؤثر مثلما تفعله الأغانى من بث للحماس فى النفوس تجاه المشروعات القومية الكبرى.

عند بناء السد العالى كانت هناك أغانٍ كثيرة كُتبت خصيصًا لهذا المشروع القومى العملاق الذى بناه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فكانت أغنية «قصة السد» البداية بصوت كوكب الشرق أم كلثوم فى 26 نوفمبر عام 1959، حيث غنت نشيد «قصة السد العالي» كلمات الشاعر عزيز أباظة، وألحان رياض السنباطى، الذى يقول مطلعه: «كان حلما وخاطرا واحتمالا ثم أضحى حقيقة لا خيالا»، وقد جاء استقبال الجمهور لهذه القصيدة حماسيا، زاد حماسه المناسبة التى قُدمت فيها القصيدة فى يوم احتفالى بالقاعة الكبرى فى جامعة القاهرة، حضره السفراء العرب والأجانب وكبار رجال الدولة، على رأسهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وجاء هتاف الجمهور الحماسى فى محطات معينة من الأغنية ليعبر عن تفهم الجمهور للقصيدة والهدف الذى تعبر عنه، ثم جاءت أغنية «حكاية شعب » حيث قدمها العندليب فى حفل أضواء المدينة الذى أقيم فى أسوان للاحتفال بوضع حجر الأساس لبناء السد العالى فى 9 يناير 1960، وحضره الزعيم جمال عبدالناصر، وكانت من كلمات أحمد شفيق كامل، ولحنها كمال الطويل، وبعدها بالتعاون بين حسين السيد والملحن منير مراد خرجت شادية بأغنيتها الشهيرة «السد» التى تعد إحدى أهم أغنياتها، ثم أغنية «ساعة الجد»، حيث تراجع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن قرار ابتعاده عن الغناء وقدمها للإذاعة بصوته من كلمات الشاعر حسين السيد، كما قدم فريد الأطرش أغنية اسمها «السد العالى» اشتهرت باسم «يا أسطى سيد»، وهى مناجاة من الشاعر إسماعيل الحبروك للعامل المصرى تحفزه على الهمة والنشاط فى سبيل إتمام بناء السد، وهناك أغنية «حديد أسوان» التى غناها محمد قنديل من كلمات عبدالفتاح مصطفى، وألحان أحمد صدقى، و«اعمل لنا مفتاح» كلمات صلاح جاهين وألحان أحمد صدقى، كما غنى محمد عبدالمطلب أغنية «على أسوان يا ريس»، وغنى محرم فؤاد «هنا فى مكان السد»، وقدمت هدى سلطان أغنية  «طول ما انت معانا يا ريس».

اقرأ أيضًا

مسيرات بالسيارات لتأييد ودعم الوطن في طنطا | صور

هانى شنودة: لا يوجد من ينتجها

الموسيقار هانى شنودة، يقول إننا الآن ليس لدينا إذاعة أو تلفزيون ينتج الأغانى الوطنية، وشركة صوت القاهرة أغلقت، والجهات التى تنتج مثل هذه الأغنيات انتهت.

حلمى بكر: لدينا ندرة فى الفنانين

بينما يرى الموسيقار حلمى بكر، أننا ليس لدينا فنانون، وأن الموجودين على الساحة الآن ليسوا مطربين ولا فنانين، مُتسائلًا: «عندنا كام فنان له اسم؟»، ويجيب: «مفيش».

هانى مهنى: مهمة وزارة الإعلام زمان

الموسيقار هانى مهنى، قال إن وزارة الإعلام أيام جمال عبد الناصر والسادات كانت تُكلف الشعراء والملحنين والمطربين بعمل أغانٍ عن الإنجازات، فكانت تكلف صلاح جاهين بكتابة الأغنية وتكلف كمال الطويل بتلحينها، نعم الأغنية «تبرع» لكنها «تكليف» من الإعلام، الآن انتهى هذا الدور بانتهاء وزارة الإعلام.

وقال: لا يجب أن ننتظر أحدا يأتى مُتبرعًا لنا بأغنية وطنية، يجب أن يتم تكليف الشعراء والملحنين والمطربين ونخلق حالة حراك الحماس فى الأغانى وليس الدراما، لدينا أنغام وعلى الحجار وغيرهما موجودون ينقصهم فقط التكليف.

وقال مهنى: «تخيل أن مصر تسضيف مؤتمر المناخ وليس هناك أغنية عنه، ونحن يتم محاربتنا فى الخارج، المفروض نقدم أغنيات ضد هذا الفكر، لكن للأسف ليس هناك استراتيجية للأغانى، لابد من التحرك سريعًا».

الشاعر إيهاب عبده، يتفق مع ما ذكره هانى مهنى، مُشيرًا إلى أنه ليس هناك تكليف أو إنتاج حاليًا بتقديم الأغانى الوطنية، مُضيفًا: «زمان كان هناك أغانٍ تكتب وتلحن لتكون صالحة لكل المناسبات الوطنية، مثل أغنية «بلادى بلادى» لسيد درويش، و«يا حبيبتى يا مصر» لشادية»، مضيفًا أنه بعد حرب يونيو 1967، أدرك عدد من الشعراء والمُلحنين أن طبيعة المرحلة تتطلب دورًا أكبر منهم، وأن تأثير الأغنية الوطنية لا يقل عن تأثير السلاح على الجبهة، فبدأت تخرج الأعمال الوطنية الحماسية لرفع الروح المعنوية للجنود والشعب، ولكن كانت من إنتاج اتحاد الإذاعة والتلفزيون فى ذلك الوقت، الآن ليس هناك جهة مسئولة عن إنتاج مثل هذه الأغانى الحماسية، من الممكن أن يتبرع مطرب بأغنية مثلما حدث خلال السنوات الماضية عندما غنى مصطفى كامل «تسلم الأيادى» التى أنتجها على نفقته الخاصة وأهداها للقنوات الفضائية، وأيضا الفنان حسين الجسمى رغم أنه ليس مصريًا لكن غنى 11 أغنية عن مصر، منها «بشرة خير، وبحبك وحشتينى، ومبروك لمصر، وتحيا مصر، وأجدع ناس، وسيادة المواطن».


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة