سوء صيانة المدارس تسبب فى تعطيل عدد كبير منها
سوء صيانة المدارس تسبب فى تعطيل عدد كبير منها


الأهالى يشكون ارتفاع الكثافة وسوء الصيانة

العام الدراسى يواجه تحديات التطوير.. كثرة التعديل في الامتحانات يضر بالطالب

علاء حجاب

الخميس، 24 نوفمبر 2022 - 06:30 م

رغم مساعى وزارة التربية والتعليم لضمان عام دراسى مستقر، أطلت المشاكل المزمنة برأسها من جديد لتلقى غيامة كبيرة على المنظومة التعليمية منذ بداية العام الدراسى الحالى، تعرقل مساعى التطوير، وتسبب سوء صيانة المدارس فى مصرع طالبة وإصابة 15 آخرين فى انهيار سور مدرسة المعتمدية بكرداسة فى محافظة الجيزة، أعقبها مصرع تلميذة بالصف الثانى الابتدائى، بمدرسة سيد الشهداء بالعجوزة، وشهد أول أسبوع من الدراسة وفاة 4 معلمين..

وشهدت مدينة المنصورة مصرع طالبة بعد أن ضربها معلم بعصا على رأسها، مما تسبب بوفاتها نتيجة نزيف فى المخ..

كما وقع انهيار جزئى فى مدرسة قاسم أمين الإعدادية بنات «التراثية» التابعة لإدارة الجمرك التعليمية، بسبب سقوط جزء من «محارة» سقف البدروم فى المدرسة، تم إخلاؤها من الطلاب وتسكينهم على مدرسة أخرى وتعد من المدارس ذات الطابع الأثرى أنشئت عام 1927 وعمرها يتجاوز 95 عامًا، وهى مدرسة تخضع للطابع التراثى فإنه لا يتم إجراء أى أعمال ترميم لها إلا بعد موافقة وزارة الآثار وتحت إشرافهم.. وفى واقعة أخرى تعرض مدير مدرسة سوهاج الثانوية بنات بإدارة سوهاج التعليمية، لطعنات مع بداية طابور الصباح أمام الطالبات وأسرة التدريس بالمدرسة من قبل إدارى بالمدرسة.. بالإضافة لمئات الشكاوى من دخول أولياء الأمور لساحات المدارس ودخول الفصول لحجز التختة الأولى لأبنائهم، والتعدى على المعلمين مما تسبب فى مشاحنات ومشاجرات كثيرة.

الأحداث المؤسفة مند بدء العام الدراسى الحالى، تنذر بأزمة كبيرة بين المثلث الرئيسى للمنظومة التعليمية، وهى الطالب والمعلم وولى الأمر، مما يحتاج ترميماً عاجلاً للثقة بين جميع أطراف المنظومة التعليمية.

يقول عمرو حافظ ولى أمر وأدمن جروب أولياء الأمور وبيت التعليم المصرى،  إن غالبية المدارس لديها عجز كبير فى المعلمين وتطبيق فترات المشاهدة التى أعلنتها الوزارة محدود جداً، بجانب المشاكل التقليدية فى سوء تهوية الفصول مع ارتفاع الكثافة وتهالك عدد من مقاعد الطلاب تضعف تركيزهم خلال اليوم الدراسى..

ارتفاع الكثافة

وأضاف أن مدارس كثيرة نجد 4 طلاب يجلسون فى ديسك واحد فقط، وهو تكدس يتسبب فى عدم قدرة الطالب على التحصيل الدراسى، والنتيجة الطبيعية هو الاتجاه للدروس الخصوصية، وضعف دور المدرسة فى تأدية رسالتها بتعليم الطلاب.

وأشار إلى أن المشاكل التقليدية التى يتحدث عنها كل وزير يجلس على مقعد القيادة فى وزارة التعليم، بأنها مشاكل متراكمة، فى الحقيقة هى حجر العثرة الأساسى فى طريق تطوير التعليم، لأن البيئة التعليمية للطالب غير مناسبة فى كثير جداً من المدارس، وبالتالى يجب حل هذه المشاكل حتى نحقق أهداف التطوير.

وتقول منى أبو غالى ولية أمر وأدمن تحيا مصر بالتعليم، إن كثيراً من أولياء الأمور يشكون عدم صيانة المدارس مع العلم بموعد بداية الدراسة وهناك مدارس لم تقم بأى صيانة أو متابعة من هيئة الأبنية التعليمية وهو ما حدث فى مدرسة المعتمدية بكرداسة وسقوط سياج السلم مما أدى لمصرع طالبة وإصابة عدد من الطالبات.

وأوضحت أن العام الدراسى بدأ، وهناك مدارس لا زالت تقوم بالبناء والصيانة وبداخلها معدات البناء والحديد المسلح، ويشكو طلاب كثيرون من سوء دورات المياه فى غالبية المدارس والتى تحتاج صيانة عاجلة.

ونبهت إلى أن المشكلة الأزلية فى غالبية المدارس هى التكدس الرهيب بالفصول ما يزيد على 120 طالباً ويضعف استفادة الطالب ويقلل من فاعلية المعلم.

وأكدت أن عدم تدريب المعلمين وخصوصاً مرحلة ثانوى يتسبب فى غياب الطلاب عن الدراسة مع أن هذا العام هو العام الرابع على التوالى لنظام الاختبارات الجديدة فى المرحلة الثانوية ولا زال لا يوجد تدريب حقيقى فقط يسجل على الورق، والدليل اختلاف المعلمين أنفسهم فى الإجابات عن الأسئلة فما بالنا بالطالب نفسه.

غياب الرقابة 

وأوضحت أن ملف المدارس الخاصة يشهد مشاكل كثيرة بسبب غياب الرقابة عليها، وتشهد استغلال أصحاب المدارس الخاصة لولى الأمر فى ارتفاع مبالغ فيه للمصروفات بحجة الأنشطة.

وناشدت الوزارة بتطبيق قرار تقسيط المصروفات على المدارس الخاصة، وتحديد نسب للقساط الأربعة ومواعيدها من قبل الوزارة نفسها والمتابعة للتأكد من تفعيل وتنفيذ ما قررت به، لأن المدارس الخاصة تتحايل على القرار وتطلب القسط الأول بنسبة تتخطى 85٪ من قيمة المصروفات.

وأوضحت أن غالبية المدارس التجريبية والمدارس الرسمية لغات تربط تسليم الكتب بدفع الطالب للمصروفات.

وتقول رودى نبيل ولية أمر وأدمن جروب أجيال تعليم أولادنا، إن أولياء الأمور لا يجدون إجابات على الصيانة المتأخرة للمدارس، ونجد مبانى تعليمية بها 40 فصلاً دراسياً، ولا يعمل بها إلا 10 فصول فقط، نتيجة عدم إجراء الصيانة، ونتيجة لذلك ترتفع كثافات الفصول، بشكل كبير، دون النظر لكيفية استفادة الطالب خلال هذا العدد الذى يتجاوز 100 طالب فى بعض المدارس بالمناطق المكتظة بالسكان فى المرج وعين شمس وكرداسة مثلاً.

وأضافت أن المعلم عليه عبء كبير جداً ولا يستطيع التعامل مع فصل به 100 طالب، ولا نستطيع أن نلومه لأن ذلك أكبر من قدرات أى معلم.

وأشارت إلى أن بعض المدارس أثارت اضطراباً كبيراً فى أول أسبوع من الدراسة بسبب القرار الذى أصدره وزير التعليم السابق بربط تسليم الكتب بدفع المصروفات، وهو قرار غير دستورى، ووزير التعليم الحالى أصدر قراراً بإلغاء ذلك وتسليم الطلاب الكتب دون ربطها بالمصروفات، إلا أن صيغة القرار تأخرت كثيراً حتى وصلت المدارس، مما أدى لمشاكل بين أولياء الأمور وإدارات كثير من المدارس.

وأكدت أنه ليس من حق أى أحد حرمان طالب من التعليم واستلام كتبه الدراسية، نتيجة بعض الظروف الاقتصادية التى تمر بها أسرته.

ونبهت إلى مشكلة سوء تهوية الفصول بسبب غياب المراوح الجانبية نظراً لقرار منع مراوح السقف التى تسبب سقوط بعضها على رؤوس الطلاب إلى منع تركيبها.

سوء الصيانة 

واستشهدت بواقعة سوء صيانة مدرسة تسبب فى استغاثة أهالى طلاب مدرسة الشوايحه الإعدادية بدمياط وذلك بالتزامن مع أول يوم دراسة فى المحافظة، نتيجة طفح المجارى داخل المدرسة، فعندما يذهب الطالب أول يوم فى الدراسة ويكون هذا المنظر باستقباله هل من المنتظر أن يحب الدراسة والمدرسة.
وقالت إنه من النماذج الإيجابية ما قامت به إدارة قوص التعليمية، بمحافظة قنا، حيث أصدرت خطاباً رسمياً، بشأن القواعد المنظمة لترتيب جلوس الطلاب داخل الفصل فى أول يوم دراسى حلاً لمشكلة «التختة الأولى»، وندعو باقى المديريات لتطبيق هذا القرار، لأن مشكلة الصراع على التختة الأولى كثيراً ما أثارت وقائع عنف بين أولياء الأمور والطلاب والتدافع ما بينهم وبين الطلبة.

وأوضحت أن إعلان القواعد المنظمة لجلوس الطلاب فى المدارس ذات الكثافات العادية، يتم وضع المقاعد على شكل حرف اللغة الإنجليزية (u) ويتم تدوير الطلاب يومياً فى أماكن جلوسهم فى الفصل، والطالب قصير القامة يجلس فى الصفوف الأمامية بينما يجلس الطالب طويل القامة بالمقاعد الخلفية تدريجياً وفقاً للطول من الأقصر إلى الأطول فالأطول، والطالب الذى يعانى من ضعف السمع أو البصر أو يعانى من أى إعاقة يجلس فى الصفوف الأمامية حتى لا يتأثر بعمليات التلقى والتركيز فى الحصة، وذلك أراح الجميع من التصارع على الديسكات.

وطالبت بتدريب المعلمين على التعامل مع الطلاب الذين لديهم صعوبات فى التعلم، ولا يتم توجيه اللوم للطالب حتى لا يفقد ثقته بنفسه،  للأسف وجد فجوة رهيبة لدى الوزارة والمعلمين وتصدر دائماً توجيهات من الوزارة للمعلمين، لكن المعلم لا يعرف كيف ينفذها، ومنها الاهتمام بطلاب صعوبات التعلم لأنها تحتاج تدريباً خاصاً وتأهيلاً لاكتشاف هؤلاء الطلاب وطريقة التعامل معهم، والأخذ فى الاعتبار الفروق الفردية بين كل طالب، لأنه ليس كل الطلاب يستوعبون بنفس الطريقة، والمعلم يحتاج للتأهيل المناسب والتحمل.

وانتقدت التغيير المستمر فى طريقة امتحانات الثانوية العامة، ويجب الاستقرار على طريقة محددة حتى لايجد الطالب كل عام أو اثنين تغيير أسلوب الامتحانات، بما يضره، ويجب أن تستقر سياسات التعليم.

وأشارت شيماء ولية أمر، أنه من حق كل طالب أن يعرف طريقة الامتحانات قبل بدء الدراسة، والمعلم يحتاج أن يعرف الأسلوب الأمثل للشرح داخل الفصل.
وقالت إن وزارة التربية والتعليم تتحدث حالياً عن عودة التحسين لامتحانات الثانوية العامة، دون توضيح قواعد تطبيق ذلك، والطالب وولى الأمر فى حيرة من عودة نظام تم إلغاؤه ثم عودته مرة أخرى، ولا نعرف لماذا تم إلغاؤه ولماذا عاد من جديد.

وأكد محمد حسن ولى أمر،  أن الكثافات الطلابية عالية جداً فى الفصول ولا تتناسب نهائياً مع تجهيزات الفصول، بجانب عدم وجود مراوح تكفى والموجود منها فى حالة تهالك وضعيفة.

وأشار إلى أن الوزارة تنبه بمنع وجود مراوح السقف ونتفق معها، لكن المدارس تزيلها ولا توفر البديل وبالتالى يجد الأولاد صعوبة كبيرة فى التهوية المناسبة، بجانب أن الديسكات قليلة ومتهالكة من العام الماضى ويجلس عليها ٣ و٤ طلاب.

تسليم الكتب 

وأوضح أن زيادة نسبة التحويلات بشكل ملفت، وعدم التوزيع الصحيح للطلاب، وهناك مشكلة كبيرة فى تسليم كتب للطلاب ويوجد تأخير كبير فى تسليم الكتب.

ويقول ولى الأمر، إن وزارة التربية والتعليم والمديريات التابعة لها والإدارات جميعاً، لديها عدد كبير من لجان المتابعة، المعنية بحل مشاكل اليوم الدراسى، إلا أننا نجد غياباً كبيراً لدورها، وتتفاقم المشاكل دون حلول، وقبل انطلاق الدراسة نسمع عن تجهيز المدارس، وبدأ العام الدراسى بمشاكل كثيرة فى الصيانة وغياب الكتب حتى الآن، وبالتالى يضطر ولى الأمر للجوء إلى الكتب الخارجية لغياب الكتاب المدرسى.

ومن جانب وزارة التربية والتعليم أصدر الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى كتاباً دوريًا رقم 36 بشأن متابعة حسن سير العملية التعليمية، وجه الوزير فيه كافة المديريات والإدارات التعليمية والمدارس الالتزام بما يلى: إطلاق أسماء المتوفى من المعلمين، والطلاب، والطالبات على أحد المباني، أو الفصول الدراسية، أو المدارس، بعد التنسيق مع السيد المحافظ المختص؛ تكريمًا لهم، وتخليدًا لذكراهم.

وشددت الوزارة على المتابعة الجادة والمستمرة لمديرى المديريات، ومديرى العموم، ووكلاء الإدارات فى المدارس للعملية التعليمية بكافة عناصرها، بصورة يومية، وتكليف مدير المدرسة بإعداد تقرير عن حالة المدرسة، بصورة دورية، وتكثيف الإشراف اليومى بالمدارس، وخاصة أثناء دخول وخروج الطلاب، وخلال فترة الفسحة، وتكليف مديرى المدارس بعقد اجتماع مع المعلمين، لتحديد الأدوار والمسئوليات بكل دقة، والتوقيع عليه.

كما نص على عدم تشغيل أية مدرسة يوجد بها صيانة، إلا إذا كانت الأوضاع بها آمنة، والرجوع إلى الجهات المختصة فور استشعار أى خطر، يهدد أمن وسلامة الطلاب، والطالبات، وكافة العاملين بها.

وشدد الوزير فى الكتاب الدورى على منع كافة أشكال العنف، والعقاب البدني، والتنمر داخل المدارس، وتطبيق لائحة الانضباط المدرسي، وحظر استخدام أجهزة الهاتف المحمول للطلاب، والطالبات، أما المعلم فيمنع استخدامه نهائيًّا للهاتف، أثناء تأدية عمله داخل الفصول الدراسية.

اقرأ أيضاً| وزير التربية والتعليم يصدر قرارًا وزاريًا بمنح 3283 معلمًا شهادة الصلاحية

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة