الخميس، 24 نوفمبر 2022 - 06:51 م

بقلم : عمر يوسف

فجأة انطلق صوت صراخ، وطرقات صاخبة على باب المنزل، وكأن الطارق يهرب من موت محتوم، فتحت الأخت الشابة الباب، لتتفاجأ بشقيقها غارقا فى دمائه.. رأسه مصاب بجرح كبير، وذراعه ممزقة بآلة حادة.وأقبل الجميع على الأخ المصاب، وقبل أن يتفوهوا بكلمة واحدة، أطلق فمه وابلا من السباب والشتائم على أحد جيرانهم الذى دخل معه فى شجار حاد، شهد أسلحة حادة ودماء متطايرة.

وتغيرت ملامح الأسرة من القلق والتوتر، إلى إطلاق الضحكات فجأة بشكل هستيرى عندما علموا بسبب الشجار، وهو الاختلاف على أولوية المرور فى الشارع.

عندما لمس الأخ المصاب حالة من الفتور واللامبالاة من أفراد أسرته، اشتعل فتيل غيظه، وأخرج هاتفه، وتحدث مع اثنين من أصدقائه وحكى لهم ما حدث معه.

وفى اليوم التالى جاءه أصدقاؤه، ليعرفوا حقيقة ما حدث بالتفصيل.. ألقى الشاب المصاب فى صدورهم قنبلة من الغضب والسخط على ذلك الشاب الذى مزق رأسه وذراعه، مقسمًا بقطع علاقته بهم إن لم ينصروه فى ذلك الشجار ويأتوا بحقه من هذا الشاب.

خرج الشابان من المنزل وفى يد كل منهم ساطور وسكين حادة، وخلفهم خرج الشاب المصاب، وبمجرد أن أبصروا عدوهم انقضوا عليه . أحدهم أمسك ذراعيه بينما انهال عليه الثانى ضربًا وسبًا.

وعندما رد له الكلمة كلمتين، أخرج الجانى السكين من بنطاله وغرسها فى صدر المجنى عليه، فاخترقت قلبه وحولته إلى جثة هامدة .. ومن بعيد كان يقف الشاب المصاب الذى أشعل فتيل هذا الشجار من البداية، كست الفرحة ملامحه وكأنه حصل على مبتغاه، دون أن يعى أنه ورط نفسه وصديقيه فى جريمة قتل متعمدة.

تعالى صياح النساء من كل مكان، وأقبل الرجال مسرعين لينقذوا ما تبقى من الرجل الذى تسيل دماؤه على الأرض، إلا أن الروح قد خرجت لخالقها قبل أن يصلوا به إلى المستشفى.

تم القبض على الجناة الثلاثة وإحالتهم الي القضاء .. حيث أحالت محكمة جنايات الجيزة المتهم الأول فى القضية لفضيلة المفتي، وذلك لارتكابه جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد .. صدر القرار برئاسة الدكتور محمد الجنزورى وعضوية المستشارين محمد أنور وشريف محمد، وأمانة سر أحمد فتحي.

اقرأ أيضا | إحالة أوراق المتهم بقتل فتاة خنقًًا بدار السلام للمفتي