عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

القائد الناجح

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 24 نوفمبر 2022 - 08:07 م

عندما جنحت السفينة العملاقة «إيفر جيفين» فى قناة السويس وأغلقت مجراها وأوقفت عبور السفن فيها أعلنت الطوارئ فى هيئة القناة لبحث السيناريوهات المختلفة لتحريك السفينة وتحرير المجرى الملاحى للقناة الذى توقف العمل فيه تماما..

وكانت كل هذه السيناريوهات صعبة وتحتاج وقتا طويلا..

غير أن مهندسا مصريا شابا يعمل بالهيئة اقترح على الفريق أسامة ربيع رئيسها تتريك  الرمال أى شفط هذه الرمال تحت مقدمة السفينة الجانحة وهو ما سوف يؤدى إلى استبدال الرمال التى غرزت فيها مقدمة السفينة العملاقة بالمياه مما يساعد على تحريكها بواسطة القاطرات..

ولم يتعامل الفريق أسامة ربيع باستهانة أو بعدم اكتراث مع اقتراح المهندس المصرى الشاب وإنما استمع له باهتمام وقرر تنفيذ هذا الاقتراح فورا بعد أن اقتنع به..

ونجح التتريك الذى تم بمهارة بالغة فى تعويم السفينة العملاقة التى يبلغ طولها ضعف عرض مجرى القناة فى المنطقة التى جنحت فيها وذلك فى ستة أيام فقط من العمل المتواصل والجهد الكبير لجميع العاملين بالهيئة بينما كانت معظم التقديرات العالمية تتوقع أن يستغرق ذلك ستة أشهر. 

لقد استمعت لتلك الحكاية من الفريق أسامة ربيع عندما استقبلنى بدعوة كريمة هذا الأسبوع برفقة  مجموعة من زميلات وزملاء الدفعة السابعة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، دفعة ٦٩، التى توصف بالدفعة الذهبية لتفوق بناتها وأبنائها فى شتى المجالات المهنية، الأكاديمية والدبلوماسية والصحفية والإعلامية والإدارية، وتوقفت كثيرا أمامها رغم أن حديث الفريق أسامة ربيع عن القناة كان شاملا لكل ما يتعلق بها فى الحاضر والمستقبل فى ظل ما يثار حول ما يسمى بالمشروعات البديلة.. فهى حكاية كاشفة لسمات القائد الناجح الذى يهتم بكل ما يقترحه أصغر مرءوسيه ولذلك يظفر بأفضل أداء لهم مع احترامهم، وهذا ما لمسته خلال مرافقة الفريق أسامة لنا فى جولة بالقناة وحديثه المطول لنا عن الجهد المبذول لتطوير العمل بها ومن بينه توسعة الجزء الجنوبي منها بطول ثلاثين كيلومترا حتى تظل قناة السويس دوما تحتفظ بأهميتها الكبيرة عالميا. 

وقد عزز حديث الفريق أسامة ربيع قناعتى التى تكونت عبر السنين بأن لدينا فى مصر ثلاث مؤسسات مدنية هى الأكثر تفوقا وكفاءة بفضل قيادتها وكوادرها: هيئة قناة السويس، ومؤسسة الرى، ومدرسة الخارجية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة