يسري الفخراني
يسري الفخراني


يسري الفخراني يكتب: بيوت من زجاج

أخبار اليوم

الجمعة، 25 نوفمبر 2022 - 05:44 م

محاكم الأسرة مكتظة بالقضايا، بالسباب والزور والخلافات التى كان أولى بها صالون البيوت حيث يتحاور الكبار لكى يعقدوا حلولا نافذة، بالصلح أو الخروج بالمعروف!
آلاف القضايا مُعلقة على منصة القاضى الذى يبذل قُصارى جهده من أجل الوصول للحقيقة والحكم بالعدل.

أن تتحول حياة أسرة كان سرها أربع حيطان إلى ملف يحوى أوراق تالفة ومستندات وشهود، مأساة يدمى لها القلب، يُرفع الستر فتصبح البيوت من زجاج، يفتشها القاصى والدانى، يؤلف لها قصصا عن بخل وخيانة وإهانة وإهمال ولا مبالاة!

من رفع الستر عن بيوت كانت ستائر سترها ثقيلة لا تشف ولا تكشف؟ من جعل الصغار لا يقدمون اعتبارا للكبار؟
من جعل ملايين الأطفال يدفعون ثمن هذه البهدلة بين الآباء والأمهات؟
على الفيس بوك مئات الصفحات تنشر فضائح البيوت بلا حرمة ولا خجل ولا خوف، كل من لديه مشكلة حولها إلى فضيحة للطرف الثانى وباح تفاصيل لا يصح أن تخرج للعلن!
تحولت الخلافات الزوجية إلى لذة انتقام!

من ينتصر حتى لو جند عشرات الأكاذيب التى تطيح بخصمه.
خمسة ملايين طفل هم ثمرة خلافات زوجية، ماذا ننتظر فى المستقبل من خمسة ملايين زوج وزوجة عاشوا حياة جافة فى طفولتهم تصل إلى حد الجريمة الكاملة؟
القضايا سوف تتضاعف والخلافات تتراكم والحل هو إضافة مادة دراسية فى الطفولة يعرف فيها الأطفال معنى الزواج والبيت والأسرة والمسئولية والسكن والرحمة.
العقول المتحجرة التى تربت فى بيوت لا تعرف الحب ولم تفهم الاحترام، كبرت وتزوجت وهى تتصور أن البيت حلبة ملاكمة البقاء فيها للأقوى والكلمة فيها للأكثر قسوة!
هذه العقول مهما حفيت فى دهاليز المحاكم لن تحصل إلا على التعاسة، لن تحصد إلا مزيدا من الأكاذيب!
جلسة الكبار إذا عقلوا أهم من أشطر محامى، هذا ملف مهم حان وقت التوقف عنده بحلول جذرية وليس مبادرات هشة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة