زينب عفيفي
زينب عفيفي


زينب عفيفي تكتب: طه والحكيم

أخبار اليوم

الجمعة، 25 نوفمبر 2022 - 07:11 م

عندما يقع كاتبان كبيران فى قامة د. طه حسين وتوفيق الحكيم فى حب شهرزاد حتما سنقرأ حكايات وقصصاً غاية فى الجمال، خاصة حينما يتفقا على الذهاب إلى قصرها المسحور الذى تسكنه فى قلب الجبل فى فرنسا وليس فى مدينة بغداد كما فى الحكايات، يصور الدكتور والحكيم شهرزاد كأديبة خالدة تتابع بنهم أعمال الأدب فى كل زمان ومكان وتتابع أدباءها المحببين وتتحين الفرص للقائهم! وهو ما تفعله مع طه حسين أديبها المفضل، الذى تعرف عنه تأثره الشديد بالتراث العربى القديم وتبحره فى كل ما يتعلق به والمعروف عنه أيضا حبه لشخصية شهرزاد، فتتبعه إلى فرنسا لكى تتحين فرصة للقائه وتبعث برسول إلى الدكتور والذى يحضر ومرافقه متشوقين وخائفين إلى قصرها المسحور، حينها يخبرها الدكتور عن وجود توفيق الحكيم عدوها اللدود والذى صورها وشهريار وحاشيته فى أحقر صورة فى عمله الشهير «شهرزاد» ويخبرها بأنها ستجد فى صحبته السذاجة حينما تحتاج للراحة، والتعقيد المضنى حين تحتاج الجد والتفكير» وسيبدو لها كالنائم اليقظان، واليقظان النائم.

قالت شهرزاد للدكتور: سيجد عندى ما لم يعلم من أمر شهرزاد. وتبعث شهرزاد برجالها ليختطفوه ويحضروه أسيرا مكبلا! وهكذا تستمر الحكاية ذات الفكرة المبدعة ما بين التناوب على إحضار الدكتور بكل أدب من حين إلى آخر للمناقشة والاستمتاع بصحبته الطيبة، لكن الفكرة الرئيسية فى الرواية هى «محاكمة توفيق الحكيم»!، حيث تدور الرواية فى حوارات فلسفية حول الأدب والفن والفكر، ويكتب الحكيم مسرحية شهرزاد ويكتب طه حسين أحلام شهر زاد ويكتب الاثنان معا « القصر المسحور «حيث تظهر لهما شهرزاد بعد موت «شهريار»، ويحاول كل منهما الفوز بها، بانتقاد الآخر، لعبة ذكية فى الكتابة كعمل مشترك بين عملاقين دون أدنى احساس بالانتقاص من عمل أحدهما على الاخر، حالة إبداعية غير متكررة بهذا المستوى من الإبداع الفكرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة