جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

بيان مشبوه.. ووصاية مرفوضة

جمال حسين

السبت، 26 نوفمبر 2022 - 05:24 م

«الحداية ما بتحدفش كتاكيت».. هذا المثل من أمثالنا الشعبية الشهيرة، أقوله لمَنْ كانوا يتوقعون خيرًا أو يرجون تقريرًا مُنصفًا من البرلمان الأوروبى الذى أصدر، خلال السنوات الماضية، عِدَّة تقارير مسيَّسة ومشبوهة ضد مصر حول مزاعم وجود انتهاكات لحقوق الإنسان.

و«الحداية» هذه من الطيور الجارحة التى تعيش فوق قِمم الأشجار العالية، نراها فى القرى المصريَّة تنقضُ على عشش الفراخ؛ لتخطف الكتاكيت الصغيرة.. والمَثل يُريد أن يقول إنك إذا شاهدت «حداية» طائرة مُمسكة بكتكوتٍ، فلا تتوقَّع أنها ستُلقى به إليك؛ حبًا فيك، فدأبها الخطف والإيذاء، لا المنح والعطاء.. ويُقال لمَنْ يتوقَّع شيئًا جيدًا من جهةٍ تتربَّص به دائمًا.

هذا هو حالنا مع البرلمان الأوروبى، الذى اعتاد التدخُّل السافر فى شئوننا الداخليَّة، ففى الوقت الذى يغض فيه البصرَ عن جرائم حربٍ وانتهاكاتٍ يُندى لها جبين الإنسانيَّة، ترتكبها بعض الدول الكبرى، نراه يسْتأسد ضد مصر لأسبابٍ غير بريئةٍ، ويُصدر تقريرًا مشبوهًا، بعد أيامٍ قليلةٍ من مشاركة وفدٍ من أعضائه فى مؤتمر المُناخ بشرم الشيخ، وإدلائه بتصريحاتٍ إيجابيَّة !!

بالتأكيد لم أكن أتوقَّع أن يُصدر البرلمان الأوروبى تقريرًا لصالح مصر؛ طالما أنه يستقى معلوماته من منظَّمة العفو الدوليَّة، ومنظَّمة هيومان رايتس ووتش، اللتين تُناصبان مصرَ العداء على طول الخط، وتحصلان على بياناتهما المغلوطة من نُشطاء السبُّوبة ودكاكين حقوق الإنسان المشبوهة، مقابل الإغداق عليهم بالدولارات، وقد أحسنت روسيا عندما أصدرت قرارًا بإغلاق فرعى المنظمتين؛ لتدخّلهما السافر فى الشأن الروسى.

مَنْ يُطالع بيان البرلمان الأوروبى بشأن حالة حقوق الإنسان فى مصر، يجده حافلًا بالأكاذيب والمُغالطات، ويفتقد إلى المصداقيَّة، حيث اعتمد على معلوماتٍ من مصادر مشبوهة، ولم يلتزم بالحياديَّة، مما يُؤكِّد أن مواقفه تجاه مصر مُثيرة للشكوك.

البيان وصف علاء عبد الفتاح بأنه سجينٌ سياسىٌّ، رغم أن القضاء المصرى أدانه فى قضيَّةٍ جنائيَّةٍ، مما يُثير الدهشة والاستغراب، ويضع العشرات من علامات الاستفهام والتعجُّب حول الدوافع الحقيقيَّة، ويُعدُّ تدخلًا سافرًا ومرفوضًا فى شؤننا؛ لأن مصر دولة مستقلة لا تقبل أى إملاءاتٍ من أحد.

البرلمان الأوروبى ادَّعى كذبًا أن حالة الطوارئ مستمرة فى مصر، رغم أنها أُلغيت فى أكتوبر عام 2019.. ادَّعى وجود حالات إعدامٍ ضد الأطفال، رغم أن القانون المصرى يمنع إعدام الأطفال أو صدور أحكامٍ مُشدَّدة ضدهم.. ادَّعى وجود شُبهات فى وفاة أيمن هدهد، رغم أن الطب الشرعى أكَّد أنه كان يُعانى من مرضٍ مُزمنٍ فى القلب..

بيان البرلمان الأوروبى جاء بعيدًا عن أرض الواقع، اعتمد على فبركات وشائعات حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر؛ بهدف تشويه سياسات وجهود مصر خلال الفترة الأخيرة.

سعادتى كبيرة بردة فعل مجلس النواب المصرى وانتفاضته ضد بيان البرلمان الأوروبى؛ بإصداره بيانه شديد اللهجة الذى فنَّد فيه كل المزاعم والأكاذيب.. عاشت مصر رغم كيد المتربصين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة