محمد سعد
محمد سعد


أمنية

برلمان كاذب!

محمد سعد

السبت، 26 نوفمبر 2022 - 05:49 م

أحلام الماضى مازالت تراود البعض فى غفوتهم ويقظتهم، تحاصرهم الأوهام، وفى بعض الأحيان تصل بهم إلى حد تصديق أوهامهم بل وتصديرها والإصرار على أنها حقيقة دامغة.

مجتمع الغرب يصر على فرض إرادته على كل أركان المعمورة، يتدخل فى شئون البلاد والعباد، تحت مسميات ربما لا تؤمن بها حكوماتهم، عندما يكتشفون أى نهوض فى مجتمعاتنا يهرولون خلف حقوق الإنسان حتى يلصقوا كل نقيصة بما يتحقق من إنجازات محققة على أرض الواقع، بل إنهم يختلقون الأكاذيب الواحدة تلو الأخرى كى يشدوا أنظار الجميع إلى افتراءاتهم وخيالهم المريض، فهم قوم لا يحبون النجاح لغيرهم ولا يريدون الاستقرار لغير أوطانهم يخشون نهوض الدول التى استنزفوا ثرواتها لعشرات السنين، ويطمحون الآن لفرض إرادتهم علينا.

البرلمان الأوربى ترك مهامه ودوره الأصيل فى التشريع وسن القوانين، وتغافل عن حقوق مواطنيه فى العيش الكريم ونسى المظاهرات التى تملأ شوارع أوروبا مطالبة بحياة كريمة وتوفير التدفئة والطعام، ووجه أفكاره المريضة وأقلامه البغيضة نحو الدولة المصرية، وبالطبع لم يتحدث عن حركة العمران المهولة التى شهدتها أرض مصر فى ثمانى سنوات ولا عن المبادرات المصرية فى الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، وإنما كى يلصق اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة ولا دليل واحد على وقوعها.

تارة يطلق دعايته الباطلة أن الدولة المصرية أقرت أحكاما بالإعدام على الأطفال ونفذته رغم أن القانون المصرى يحظر حظرًا مطلقًا توقيع عقوبات «الإعدام، والسجن المؤبد، والسجن المشدد» على الأطفال، ويستبدل ذلك بعقوبة الحبس البسيط مهما كانت الجريمة، ومرة أخرى يدّعى الأوربيون على خلاف الحقيقة أن الدولة المصرية تفرض على شعبها العيش فى ظل قانون للطوارئ منذ خمس سنوات، بالرغم أن هذا القانون وقف العمل به منذ ثلاثة عشر شهراً، وكان تطبيقه على مدى أربع سنوات وفقاً للتشريع وموافقة نواب الشعب وفى مدد زمنية محددة، بل وكان الغرض منه مواجهة الإرهاب والتطرف الذى ساهم فى زراعته وتمويله الغرب نفسه.

لم يكتف الغرب فى سرد أكاذيبه المضللة عند هذا الحد من العبث، بل راح يدعى أن مسجونًا - ممن يطلقون عليهم نشطاء- معتقل تعسفيًا ومقيد الحرية بتهم لا أساس لها من الصحة، والحقيقة أنه يقضى عقوبة لإدانته فى جرائم تتعلق بنشر الأخبار الكاذبة وإذاعتها علنًا لبث روح الكراهية بين أبناء وطنه، وثبت الاتهام فى حقه وسط محاكمة عادلة ضمنت له كل حقوق الدفاع عن نفسه، وتناسى الغرب أن ذلك المتهم - وهو صنيعتهم - حرض عشرات المرات وبشكل علنى على قتل أبناء وطنه وتشريد أسرهم.

درب آخر من دروب الخيال والوهم عندما ادعى ذلك البرلمان الأوربى أن السلطات المصرية قتلت سجينًا داخل محبسه، وهى جريمة لا يصدقها شخص فقد عقله، فكيف لنظام أن يقتل سجينًا مدانًا فى عدد من القضايا وينفذ أحكامًا تخطى عددها عشرات السنين ومودع فى السجن لا حول له ولا قوة ولا تأثير له حتى فى محيط أسرته أو جماعته التى يدين لها بالولاء، وكانت الحقيقة التى يحاول أن يطمسها الغرب أن أمر الله نفذ وتوفى الرجل - بما له وبما عليه- إلى رحمة مولاه نتيجة حالته المرضية المزمنة بالقلب وقد أجريت عملية تشريح جثمانه بمعرفة الطب الشرعى صاحب الاختصاص والولاية فى تحديد وقت وسبب الوفاة.

ملخص تقرير البرلمان الأوربى أن خيوط المؤامرة ممتدة تنسج طوال الوقت وسوف تظل ممدودة، فالغاية إسقاط مصر وإضعاف قوتها وكلما حاولت النهوض من كبوتها حاصروها بالشائعات والأكاذيب والتشكيك لضرب الروح المعنوية للمصريين فى مقتل وبث مناخ الإحباط ووأد الأمل فى النفوس ليبقى الشعب غارقًا فى هوة قاع سحيق لا فكاك منها ويمكث قابعًا محطمًا غير قادر على تغيير الواقع فى شيء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة