المخرج أحمد عبد الله السيد
المخرج أحمد عبد الله السيد


أحمد عبد الله : حارس عقار ألهمني كتابة «19 ب»

أخبار النجوم

الأحد، 27 نوفمبر 2022 - 12:32 م

كتب- أحمد سيد

صنع فيلم «19 ب» للمخرج أحمد عبد الله السيد حالة من الخلاف بين مؤيد ومعارض حول جودة العمل الذي تم اختياره من مهرجان القاهرة السينمائي ليمثل مصر بالمسابقة الدولية، وحاول المخرج الشاب أن يقدم قضية مهمة، وهي رعاية حيوانات الشارع من خلال شخصية حارس العقار «19 ب»، ليستمر أحمد عبد الله في إثارة الجدل حول أفلامه التي تحقق نجاحا في المهرجانات، لكنها أيضا تشهد خلافا نقديا، مثل «ميكروفون» و«فرش وغطا» و«ليل خارجي» في السطور التالية يتحدث أحمد عبد الله السيد عن فيلمه الجديد، ومشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي، ورده عن الانتقادات التي واجهها الفيلم.

في البداية يقول أحمد عبد الله السيد: "سعيد بالعودة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وفخور أن هذه المرة الجمهور المصري هو أول جمهور يشاهد الفيلم عالميا، كما أنني سعيد بردود الفعل حول الفيلم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وأيضا حالة الجدل حول الفيلم، فهذا أمر طبيعي ومفيد للعمل".

 ما سر اختيارك لاسم “19 ب؟ 

اخترته لأنه يوحي بأن البيت قديم وعريق، ومع الوقت يتم بناء بيوت جديدة، ويتحول البيت ليس فقط لمجرد بيت مهجور ومنسي، بل أيضا لبيت لا يستحق أنه يكون له رقم خاص، فأصبح “19 ب”، لأنه يوجد في نفس الشارع “19 أ”، وهذا يحدث في عديد من الشوارع.

 هل وجدت صعوبة أثناء التصوير بسبب أن معظم أحداث الفيلم في مكان واحد وهو المنزل والشارع الموجود فيه العقار؟

على الرغم من أنه مكان واحد، إلا أنه مكان فسيح ويشكل عالم كامل لبطل الفيلم، ولم أشعر أبدا بمحدودية المكان، فقد كنا نتحرك في هذا البيت القديم بين الأدوار والحديقة الأمامية والخلفية، والشارع الرئيسي، وأكثر من شرفة، ناهيك عن تصوير النهار بإضاءة وإحساس خاص، والليل بإضاءة وإحساس مختلف.  

 هل تجاربك السابقة وخبرتك في مثل هذه النوعية من الأعمال التي تعتمد على مكان واحد سهلت عليك الأمر مثل مشاركتك في فيلم “18 يوم؟ 

لم اتخذ قرارا بجعل هذا الفيلم يحدث في مكان واحد، لكنها عن قصة حارس عقار عجوز لم يعد لديه حياة خارج هذا المكان، وبالتالي أثناء كتابة السيناريو لم يكن هناك داع لكتابة أي مشهد خارج حدود حياته اليومية، باستثناء الشارع الرئيسي. 

 اختيارك لأبطال الفيلم خاصة أحمد خالد صالح وسيد رجب هل كانا الاختيار الأول لك؟ 

بالتأكيد، كانت لدينا أفكار، لكن كنت أريد أن أعمل مع الفنان سيد رجب، أنا أعرفه منذ تمثيله في فرقة “الورشة”، بينما كنت في بداية طريقي لتعلم الإخراج، وكنت أشاهده وهو يمثل في الورشة مع الفنان أحمد كمال وكان ذلك بالنسبة لي شيء مدهش، وتولّدت بداخلي رغبة في العمل معه يوم من الأيام، أما أحمد خالد صالح فمن البروفة الأولى أبهرتني رؤيته للشخصية وطريقة تعامله معها وفهمه العميق لها، رغم أني لم أشاهد له عديد من الأعمال التي قدمها، وما شاهدته له كان بعيد تمامًا عن شخصيته في الفيلم إلا أنني كنت شديد الاقتناع به، وأعتقد دليل نجاحه بعض أراء من شاهدوا الفيلم عندما أخبروني بأنهم أحبوا شخصية نصر السايس في النهاية رغم أنها شخصية صعبة القبول والمعاشرة.

 قضية الحيوانات أحد القضايا الشائكة التي يناقشها العمل بجانب قضية التعايش مع الآخر كيف تعاملت مع هذا الكم من الحيوانات القطط والكلب؟

كان هناك أكثر من مورد للحيوانات، واكتشفنا أن مدربين الحيوانات التي تعمل في السينما غير معتادين على العمل بكلاب بلدي، فبالتالي أغلب الكلاب بالفيلم هي كلاب غير مدربة أو متعلمة، وشرط أساسي في اختيار أغلب أطراف هذا العمل سواء ممثلين أو فريق التصوير كان مبنيا على حبهم لحيوانات الشارع، وظللت اسأل هذا السؤال لكل من شارك في الفيلم منذ اللقاء الأول لاتأكد أنهم قادرون على التعامل مع كل هذا الكم من الحيوانات خاصة غير المدربة، وحدث كثيرا أن نجد أحد الكلاب قد قرر ألا يقف أمام الكاميرا لينام أو يستريح، وهنا كان دور فريق الإخراج والإنتاج لإعادة تخطيط جدول اليوم لنستطيع تصوير مشاهد أخرى، إذ لا يمكن الضغط على الحيوان أبدا، حتى إن حاولنا إغرائهم بالطعام واللعب، وأما سيد رجب نجح منذ اليوم الأول التقرب منهم وبالفعل أصبحوا أصدقاءه، وفي مشهد النهاية سنجد ردة فعل لأحد الكلاب تلقائية وغير متوقعة تمامًا، نتيجة هذه العشرة طوال فترة التصوير، كما أننا عملنا تقريبًا مع 4 مدربين ومشرفين على الحيوانات.  

 البعض رأى أن العمل به نوعا من التطويل.. ما ردك؟ 

احترم كل وجهات النظر، والفيلم يعرض على مدار 90 دقيقة، لذا فهو ليس فيلم طويل قياسا ببقية الأفلام، وهو فيلم يناقش الوحدة والعزلة ومجابهة الخوف الكامن في داخل هذا الرجل، لذا كان البناء السردي الذي صاغته المونتيرة سارة عبد الله، يعتمد على شحن المشاهد بهذه الحالة منذ أول لقطة، ولن تجد مشهد أو لقطة واحدة لا تضيف حدثا أو معلومة حتى ولو كانت صغيرة، لكنها مسألة أذواق، وطبيعة هذا الفيلم هي كأي فيلم تناسب ذوقا ما، قد لا تناسب ذوقا آخر. 

 كيف جاءتك فكرة الفيلم؟ 

شخصية الحارس التي قدمها سيد رجب الشخصية الأساسية التي حرصت على عدم تسميتها ضمن الأحداث، وكنت أراها كثيرًا في منطقة الزمالك بإحدى البيوت القديمة شبه المغلقة، حيث كان بها رجل كبير أراه كل فترة يخرج من المنزل ليطعم القطط في الشارع، من هنا جاءت فكرة الفيلم، والتي بنيت عليها القصة، وأنا أتخيل حياة هذا الرجل وفي نفس الوقت أحاول أن أحكي من خلالها حياته، وكانت كل الأسئلة التي تشغل بالي في تلك الفترة عن علاقتي بالمدينة وعلاقتي بنفسي وعلاقتنا جميعًا بالخوف وكيف نواجهه ونسيطر عليه.

 ماذا عن مرحلة تنفيذ العمل وكم استغرق تصويره؟ 

كتبت الفيلم في فترة العزلة بسبب فيروس “كورونا”، لذلك كنت مرتبطًا بأفكار الوحدة، وأن الشخص يعيش في البيت بمفرده، وعن مرور الزمن على الإنسان، لذلك الفيلم مستوحى من مشاعري في تلك الفترة، وفي الواقع لم أكتب النسخة الأولى من الفيلم في وقت طويل، حيث استغرقت كتابة النسخة الأولى من العمل أسبوعين أو ثلاثة، لأني كنت متفرغًا تمامًا والوقت طويل، وقدمت النسخة الأولى للمنتج محمد حفظي وتحمس للفيلم، وبالتالي طورت السيناريو وكتبت النسخة الثانية والثالثة، وبدأنا العمل.

أقرأ أيضأ : المخرج بيلا تار: اتعامل مع الممثلين كونهم أصدقائي وعائلتي

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة