ْإيمان راشد
ْإيمان راشد


حديث وشجون

«عيون المستقبل»

إيمان راشد

الأحد، 27 نوفمبر 2022 - 08:14 م

فى أعقاب الحرب العالمية الثانية وانتشار الخراب والدمار وفقد الأسر لعائلهم وتشرد الكثير من الأطفال أنشأت الأمم المتحدة وكالة اليونيسيف لتكون المختصة برعايه الأطفال وتوفير الغذاء والدواء والكساء، وفى عام ١٩٥٣ أعلنت الأمم المتحدة أن العشرين من نوفمبر كل عام هو اليوم العالمى للطفل وأصبحت اليونيسيف جزءا دائما فى الأمم المتحدة وتحت لوائها ١٩٠ دولة وإقليما ترعى مصالح الأطفال بها ووضعت نصب أعينها إذكاء الوعى بين أطفال العالم وتحسين معيشتهم وإن كنت لا أشعر بهذا الجهد ملموسا فى مصر..


ولنترك اليونيسيف وأهدافها ونسأل ماذا فعلنا فى اليوم العالمى للطفل... الجمعيات الخيرية أعدت الحلوى والمشروبات للزائرين وصبغت وجوه الأيتام ووقفوا يطربون الحضور بالأغانى والملابس التى أعدت ليرتدوها سنويا ليدخلوا السعادة فى قلوب الزائرين وفى نهاية اليوم تبرع بعض رجال الأعمال ببضعة آلاف واستلم إيصال يعفيه من جزء مما يتحمله من ضرائب... المدارس الحكومية أعد معلمو الموسيقى والتربية الرياضية بها بعض الفقرات الترفيهية ليستمتع بها مديرو الإدارات التعليمية والمسئولون لعلهم ينسوا افتراش التلاميذ الأرض وتكدسهم داخل الفصول وللأمانة فقد كان هذا اليوم فرصة لتنفس الطلبة الهواء الطلق ويجدون ما يشغلون أنفسهم به بما أنهم لا يتعلمون شيئا....

أما أطفال المدارس الخاصة فقد أعلنت إدارات المدارس عن حفل بـ٢٠٠ جنيه يحييه الساحر والمهرج الذى أصبح يحاكى الواقع، فوجهه بالألوان المبهجة وابتسامته مرسومة تصل حتى أذنيه وما ينتهى الحفل حتى يعود إلى وجهه الطبيعى بلا ألوان ولا ابتسامة زائفة. هل فكر مسئول بالاستعانة بطبيب نفسى يوما فى الأسبوع لمعالجة أطفال الأرامل والمطلقات مما أصابهم من أذى نفسى؟ .. هل فكرت وزارة التربية والتعليم فى إعادة التربية والتعليم إلى المدارس التى كانت؟ ... هل قامت وزارة الشئون الاجتماعية بحملات على الورش التى تقتل براءة الأطفال أسفل إطارات السيارات وأمام وهج الحدادين؟ . متى نعيش واقعنا ولا نركب المراجيح..؟ . متى نلغى فقرة المهرج ونحاكى الواقع ونعمل على إصلاحه..؟ اسئلة ساذجة من خيالى للحفاظ على إنسان الغد وعيون المستقبل. كل سنة وحضراتكم طيبون.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة