محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: «إيجار قديم».. حكايات إنسانية تفتح جراح العلاقة بين الملاك والمستأجرين

محمد قناوي

الأحد، 27 نوفمبر 2022 - 08:40 م

عندما التقيت الفنان شريف منير في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي وقدمت له التهنئة على نجاح مسلسله "إيجار قديم" وتطرق حديثنا عن القضايا التي يناقشها المسلسل وأهمها العلاقة بين مستأجري الشقق بنظام الإيجار القديم وملاك العمارات، قال لي إنه يفكر بجدية في التفاوض على شراء الشقة التي ورثها عن والده في أحد الأحياء الراقية من مالك العمارة، أو إعادتها للمالك إذا رفض العرض خاصة وأنه يستخدمها كمخزن.

شريف منير.. عندما تصدى لتجسيد شخصية "رمزي" في المسلسل تعايش معه، وصدقه وحول الدور إلى شخصية حقيقية لدرجة أنه صدقه هو نفسه، فما بالك بالمشاهدين الذين تفاعلوا مع المسلسل وشعروا أنه يناقش قضية يعيشونها بأنفسهم سواء كانوا ملاك للعمارات أو أصحاب شقق مستأجرة بنظام الايجار القديم ، فجاء المسلسل معبرا عن شريحة كبيرة من البشر تعاني من قانون الايجارات القديم .

المسلسل كتبه السيناريست "عمرو الدالي" صاحب العديد من الأعمال الاجتماعية الناجحة مثل "دوران شبرا" و"فرح ليلي" و"الرحلة" و"بـ 100 وش" و"ضد الكسر" و"زي القمر 2" و"خارج السيطرة" وكلها أعمال اجتماعية تعتمد علي الحكايات الانسانية المعبرة عن الناس والقريبة منهم، وعندما اختارأن يناقش في"ايجار قديم" قضية مهمة تؤرق الكثيرين من المشاهدين فهو كمن يضغط علي جرح كبير يؤلم المجتمع كله، واختار الشكل الكوميدي الساخر ليقدم هذه القضية الصعبة من خلال حكايات إنسانية تحدث في عمارة يسكنها أبطال العمل بنظام الإيجار القديم، من خلال الشخصية الرئيسية "رمزي" التي يلعبها شريف منير، إذ يسكن في شقة إيجار قديم، وفي الوقت نفسه يمتلك عمارة في مصر الجديدة، تم تأجيرها بالكامل منذ زمن بعيد بنظام الإيجار القديم، وفجأة يتمكن صاحب العمارة التي يسكنها "رمزي" من الحصول على ترخيص بهدمها بسبب تردّي وضعها، وبالتالي طرد جميع ساكنيها، فيجد "رمزي نفسه بلا مأوي وهو الذي يمتلك عمارة كبيرة ورثها عن والده كلها مؤجرة ، فماذا يمكن أن يحدث له وكيف تكون مشاعرة وعلاقاته الانسانية مع سكان العمارة التي يملكها ولا يجد لنفسه فيها موضوع قدم.

الفكرة حلوة وطازجة في صياغتها تحكي علاقات إنسانية متعددة لا تقتصر علي علاقات رمزي بسكان العمارة كمستأجرين بل علاقات انسانية  مثلا مع الممثلة التي كبرت وأصبح الطلب عليها شبه منعدم في التمثيل "ميمي جمال"، علاقة رمزي بحسين أو"سحس" – صلاح عبد الله – بابنه الوحيد الذي فقد التواصل الانساني  لاختلاف الاجيال فيضطر الابن لترك البيت ويموت الاب حسرة علي ابتعاد ابنه الوحيد عنه،  علاقته  بـ "حازم" - حازم سمير- والذي يعيل أسرة وزوجة وأبناء، ويتعرض لعدة ضغوطات نفسية بسبب معاناته في عدم إيجاد عمل بعد ان فقد وظيبفنه منذ فترة كبيرة، ولذلك يقع فريسه لضغوطات الحياة، لاسيما أنه يعيل أسرة ولا يقدر على مساعدتهم، نظرا للظروف الاقتصادية التي يتعرض لها أكثر الآباء في الوقت الحالي بشكل عام ، علاقة رمزي بـ"المحام" – هشام اسماعيل- الذي يستخدم شقته كمكتب للمحاماه وايضا للمعيشة ، فيدرا التي تقدم شخصية من اصعب ادوارها فهي مزيج بين السيدة الأرستقراطية الجدعة والحب والطيبة في علاقتها بـ"رمزي" للتتوج هذه العلاقة بقصة حب جميلة، علاقة "رمزي" بـ"طارق" - محمد الشرنوبي – في الصراع علي الشقة، وعلاقة طارق بوالده ، وهي علاقة معقدة ولكنها قريبة جدا من ‏واقع عدد كبير من الشباب في هذه المرحلة العمرية، ويقدم خلال الأحداث شخصية مدرب كرة يد بالصباح، ومطرب بالمساء.

الشخصيات جمعيا مرسومة بعناية فائقة وفي نفس الوقت واضحة فتشعر أنها حقيقية كل شخصية فيها الأبيض والأسود، الحوار ذكي ومكثف وسريع، دون مط وتطويل، والحكايات مفعمة بالحيوية والتفاصيل العصرية، هذا الجمال في السيناريو ترجمه المخرج طارق رفعت، بصورة رائعة لتشعر أن الشخصيات حقيقية من لحم ودم ، وجيرانك في العمارة التي تسكنها انهم ليسوا غرباء عنك ،وهذا يرجع لقدرة المخرج علي هضم السيناريو جيدا، ونجاحه في اختيار الممثلين في الأدوار المناسبة لهم فلا يمكن ان تتخيل ممثلا أخر في اي دور من ادوار المسلسل .

شريف منير أبدع في تقديم شخصية "رمزي" بكل تفاصيلها الانسانية، ليقدم دورا من أفضل أدواره في السنوات الأخيرة، وتحية لكل صناع  المسلسل، السيناريست عمرو الدالي، المخرج طارق رفعت، صلاح عبد الله"سحس"، فيدرا "كامليا"، ميمي جمال "ثريا"، محمد الشرنوبي "طارق"، هشام اسماعيل"ربيع ابو الوفا"، حازم سمير" حازم" رحمة حسن"ريم"، إلهام وجدي "د. ليلي"وغيرهم

كلمة أخير: منتج المسلسل هو المنتج الشاب كريم أبوذكري ، فعلا ابن الوز عوام فهو ليس مجرد منتج يبحث عن المكسب بل هو المنتج الفنان والدليل "مكتوب عليا،الوصية، حلوة الدنيا سكروآخيرًا مسلسل إيجار قديم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة