عثمان سالم
عثمان سالم


عثمان سالم يكتب: النوم في المونديال

عثمان سالم

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022 - 07:49 م

 

حالة من النشوة والمتعة يعيشها العالم المحب لكرة القدم من خلال مونديال قطر 2022، لم يعكر صفو هذه الحالة غير اقامة مباراتى الزمالك والمصرى.. والاهلى والمقاولون العرب فى الكأس.. لكنهما كانتا فرصة لمعرفة حجمهما الفنى الحقيقى وسط هذا السيرك الكروى فى الدوحة وضواحيها وربما كانت فرصة لنفيق من حالة النوم فى العسل بسبب الفشل الادارى الذى كان سببا مباشرا فى عدم تأهل المنتخب الوطنى.. الغريب أن عملية الهرى مستمرة عبر القنوات المصرية التى كان يتوجب عليها الحصول على اجازة خلال المونديال ويتفرغ خبراؤها ومحللوها للفرجة والتعلم من دروس المونديال الكثيرة وأبرزها استخدام التكنولوجيا الحديثة فى احتساب الأخطاء فى المباريات حتى ضج مجتمع «السوشيال ميديا» اختلافا حول لمس الكرة بشعر كرستيانو من عدمه.. وأتوقع أن تشهد هذه التقنية هجوما عنيفا من جانب أصحاب «السبوبة» فى مصاطب الفضائيات قبل وبعد كل مباراة، وكأن الهدف منها ايجاد مصدر دخل لنجومنا الكبار بعد اعتزالهم حتى خبراء التحكيم الذين «يشرحون» زملاءهم فى شرح الأخطاء التى وقعوا فيها دون وازع من ضمير أو رحمة بإنسانيتهم التى قد تتسبب فى غلطات ليس بالضرورة أن تكون متعمدة لكن نتيجة حالة اللعب وعدم تواجدهم فى المكان المناسب..

أحد خبراء اللوائح الدولية أدلى بدلوه فى برنامج بالراديو عن الدروس المستفادة من المونديال مطالبا بضخ الاستثمار فى الرياضة المصرية بكل فروعها واقترح الاستعانة بشركات دولية للادارة كمرحلة أولى تأتى بعدها خصخصة الاندية التى لا مجال للهروب منها.. ولايجب أن ندفن رءوسنا فى الرمال كالنعامة وان ننظر لدول عريضة فى كرة القدم مثل انجلترا التى باعت الكثير من أنديتها لمستثمرين أجانب ولم تقم الدنيا ولمتقعد رفضا «للاستثمار» الاستثمارى.. لقد اكدت التجربة الحاجة لرؤية مختلفة ليس من الصعب الاخذ بها تدريجيا بعد أن شاهدنا تجارب فى دول عربية شقيقة وعلى رأسها السعودية..

وقد استفزنى خبر عن اعتذار عضو باتحاد الكرة بعدم القدرة على اشراك فرق الاندية مواليد 2001 فى القسم الثانى بحجة ضخامة التكاليف التى قد لا تتحملها الأندية الجماهيرية وكان فيتوريا يأمل فى ان يجد فى التجربة فرصة لظهور مجموعة من الصاعدين لدعم المنتخبين الأول والاوليمبى، وليست مناشدات البرازيلى ميكالى ببعيدة عن رؤية المدرب البرتغالى بالحاجة الماسة لتجارب ودية يمكن ان تفرز بعض الوجوه بعد أن شعر أن القاعدة كبيرة الحجم قليلة العائد الفني.. المشكلة أن لدينا اتحاد كرة أغلبه من اصحاب النوايا الطيبة ولكن أغلبهم ليسوا من ابناء اللعبة ولم يمارسوها وبالتالى لن يكون لديهم الاحساس بالجوانب الفنية داخل الملعب.. وتبقى المشكلة أننا سننفق الكثير من الأموال بالعملة الصعبة على مدربين أجانب دون عائد فنى حقيقى بعد أن يصلوا لحالة اليأس من الدعم الادارى وسيقبضون مرتباتهم دون اهتزاز رمش من حالة الكرة المصرية التى تسير من سيئ إلى أسوأ.. لك الله يا مصر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة